آينشتاين، ملحد أم مؤمن بخالق للكون!؟


سليم نصر الرقعي
2024 / 4 / 27 - 18:49     

((نقد لما جاء في اليوتيوب المرفق. رابطه أسفل المقالة))
***********
لقد شاهدتُ اليوتيوب (المرفق) الذي كان بعنوان ((إله آينشتاين وديانته!)) والذي حاول صاحبه المقنع اقناعنا بأن آينشتاين ملحد لا يؤمن بوجود خالق للكون، محاولًا تفسير مقولات آينشتاين التي قد تبدو متضاربة حول مسألة وجود الله على الوجه الذي يريده هو ويهواه، لا الوجه الموضوعي الصحيح، فكان تعليقي كما يلي:

"بصراحة كلامك لا يخلو من المراوغة! إذ أنك حاولت تفسير اراء آينشتاين حسب هواك الشخصي الذي ربما هو موقف الحادي مسبق على ما يبدو!!، فقد كان يمكتك ان تقول لنا بكل اختصار وببساطة وموضوعية ان "آينشتاين مؤمن بوجود ((خالق)) للكون وليس مؤمنًا بالنبوة والأديان" فهذه هي خلاصة آراء آينشتاين حمالة الاوجه والتي قد تبدو للبعض كما بدت لك متناقضة وفسرتها كما فسرها غيرك بأن آينشتاين كان يخلط الجد بالهزل (!!!) مما يجعلك في حيرة من أمرك ولا تدري ما هو موقفه الحقيقي والجاد من وجود الخالق!!... لكن بالنسبة لي وبالنظر إلى تصريحات آينشتاين نفسه أعتقد بأنه ليس ملحدًا بل مؤمن بوجود خالق وصانع ومصمم للكون لكنه - مع إيمانه بوجود الصانع الخالق للكون - فإنه يدخل ضمن فئة ((اللادينين)) وليس ((الملحدين)) وهناك فرق بين الفئتين، مع ان الاثنين بالنسبة للمتدينين يدخلون ضمن مصطلح ((غير المؤمنين))((الكفار))!، أي ان آينشتاين كما وصف نفسه بشكل صريح بالقول ((انا لست ملحدًا ولكن فكرة الأديان وما ورد في التوارة من قصص تبدو لي انها تعكس سذاجة وطفولة البشرية!)) إذن فآينشتاين من حيث المبدأ ليس ملحدًا، فالالحاد بالمصطلح الفلسفي العالمي المعروف يعني الإيمان بأن الكون (قديم) لا بداية له ولا نهاية، او على الاقل يعني، بعد ظهور نظرية الانفجار الكبير، أن الكون خلق نفسه بنفسه بدون حاجة لخالق!!.. أما آينشتاين فيؤمن بوجود خالق وصانع للكون بتصميم ذكي قائلًا: ((إن الله لا يلعب بالنرد!!)) اي انه لم يخلق الكون بشكل عشوائي بالحظ!!، بل بشكل واع ارادي، ولكنه ، في الوقت ذاته، أقصد آينشتاين، لا يؤمن لا بالألوهية ولا النبوة (!!؟؟) أي أنه ((يؤمن بأن الله هو خالق للكون ولكن في الوقت ذاته يؤمن أن الدين صناعة بشرية ولا علاقة لله الخالق الصانع بالاديان !)) اي أنه يتبنى نفس موقف الفيلسوف الاغريقي العظيم، ابو الفلسفة، ((سقراط)) الذي يؤمن بوجود خالق ذكي قدير كامل القدرة والمعرفة للكون والبشر لكنه يؤمن في الوقت ذاته بأن هذا الصانع المخترع ادار ظهره للكون بعد ان صنعه كألة ذاتية الحركة أبدية وما يشبه الساعة الدقيقة !! فاينشتاين اذن ليس ملحدًا بالمعنى الموضوعي او حتى المعنى الديني لكنه لا يؤمن بالاديان، فهو مؤمن بالله كخالق ولكنه كافر به كربٍ وكاله معبود للبشر يهتم بأمرهم ويجيب دعواتهم ويرسل للرسل اليهم ليعرفهم بنفسه ولماذا خلقهم؟، وهذا الموقف ((موقف انكار أن الله لا يبالي بالبشر وأن الارحام تلفظهم والأرض تبلعهم بلا معنى ولا غاية، يعني بالضرورة ان الله انما خلقنا ((عبثًا)) وأنه تركنا بعد ان خلقنا ((سدى)) حائرين في هذا الوجود الغامض الغريب بلا غاية ولا عناية ولا رعاية ولا بعث ولا حساب!! وهذا النوع من الإيمان بالله كخالق لا يهتم بالبشر والذي لا غاية له من خلقهم إلا ربما فقط لإظهار قدرته وموهبته في الخلق والاختراع والصناعة والتقنية، هو،في تقديري، إيمان أسوأ من الإلحاد أي أسوأ من الإيمان بعدم وجود خالق أصلًا!!... إذن فهذا هو موقف آينشتاين ، مؤمن بالله كخالق وصانع للكون، وكافر به كرب واله وراع لما خلق!!... هذه خلاصة اراء آينشتاين حول الله والدين!

إذن يا صديقي، هكذا كان يجب عليك ان تتحدث عن موقف واراء آينشتاين الفلسفية والعقلية - ولا اقول (العلمية) - فالعلم لا علاقة له بهذه المسألة، اقصد مسألة اثبات وجود الله من عدمها فهي من اختصاص العقل والفلسفة والفكر وليس (العلم)!، لكنك للأسف الشديد ، يا صديقي العزيز، لويت عنق كلمات وأراء السيد آينشتاين ومواقفه الفلسفية ولا اقول ((العلمية))، بوعي منك او لا وعي، لتوافق هواك وافكارك وعقيدتك الالحادية المسبقة!! وهذه الطريقة غير العلمية وغير الموضوعية في طرحك هي خيانة لأمانة الحياد والتزام الموضوعية في عرض ونقد ومناقشة افكار واراء الآخرين!! ، فراجع موقفك، مع خالص تحياتي واحترامي"
************************
أخوكم العربي/ البريطاني المحب
(*) يوتيوب قصير بعنوان (إله آينشتاين وديانته!) تجده في الرابط التالي:

https://youtu.be/yftnvB4AXm8?si=OSIYXZobJwE1rSql