شنكال ملجأ أيتام أبناء الشمس


مراد سليمان علو
2024 / 4 / 25 - 23:33     

من بيوتنا الطينية...
أحلام تهرب منها الأعياد
لتحتفل على حافات المقابر الجماعية
وشنكال نعسانة على قمة جبلها تلتهم الأحلام
الشمس الخالدة..
صاحبة الأحصنة السريعة
تعانق القمر قبل موته
يدفئان بيوتنا وأشجارنا
بساتين تين
تشبه بطن امرأة حامل
وزهور نيسان
تشبه رحمها الناضج
وكأنها شنكال
الدماء في وسطها
وتدبك على أغاني (دخيل أوصمان)
ربيعها مرسوم في حديقة (نيتشه)
و(أخ الآخرة) باقة خباز صفراء
وقوانين العراق معلبة على الرف
هذه التلويحة لا تناسب شنكال
فهي بلا أجنحة
يسأل (أيزيدي ميرزا) عن خوذته
حيث العقارب السود على الباب
وشنكال تكون مشغولة بدبكتها.
***

لا الغيوم تزحف
ولا الضحكة توازي حزن القمر
هكذا تبدو الخطوات باتجاه الجبل
وتكبر الخطيئة
لأجل بلوغ القمة
لا سؤال تحت ضرس العقل
وتسقط نهود (بريجيت باردو) من غلاف المجلة
تتمطط الحياة على الورق..
فوق الشجر..
وسط الدبكة..
وبجانب الوردة الحمراء.
***

كل هذا الفرح اللاصق في حنجرة المغني
الداخل في ثقوب الناي
السائل من أعلى الأوتار
كل هذا الهرج النازح من القرى الطينية
وشنكال كمشة حامض حلو
أتوسط الدبكة
وبدشداشتي الممزقة أطلق عصافير العصر
وفي ظلال المعبد
تثور أمواج بحر إيجة
أبقر كتاب فلسفة من زمن منسي
أدعو (بوسيدون) إلى الحفلة
ويرمي الإله بكل جثثنا الغارقة
في أقرب مقبرة جماعية
فلاسفة الشوارع أنتم
تضمدون جروح شنكال بأوراق التين
وتضعون على رأسها أكاليل من السعال
وتختبؤون وسط الغيوم الهاربة
تغمضون عيونكم النعسانة
وتتناهى لأسماعكم صوت الدبكة الدائرة في مزار (شرفدين).
***

الآن...
غرفة المعبد الوحيدة
هربت مع الأغاني والموسيقى
وتحت أبطها أسئلة السادس الوزارية
وعلى الدرب تناثرت محتويات الأورزدي باك
يا شنكال...
كيف نتفق أنا وأنت
ولم يزرك (عنترة بن شداد)
كيف نتحاور...
وفي بساتينك شدات من المتفجرات
كيف نقترب من بعضنا
وعلى سورك الروماني (هرقل) يستل سيفه
كيف سننهي القصة...
وأنت ترسمين الخيام لأبنائك في كردستان
وأنت تبنين الردهات لمرضاك في الأحلام
وأنت يا شنكال متى ستدخلين المستشفى لتتعافي؟
***

وأنت تنزلين مع جوقة من أيتامك
ببذلتك السموكنك
المسروقة من طائر الخطاف
لما المناجل صدئة
والشمس غائبة
والشاميران خلف الأبواب
يقدم إعلانات عرق بعشيقة.