تعزيز دور المقاومة وسقوط حاجز الصمت


عصام محمد جميل مروة
2024 / 4 / 21 - 19:46     

قواعد جديدة تم إستدراكها مؤخراً بعد الحرب الدامية التي بدأت دخولها الشهر السابع والى كتابة هذا النص لم تكن ايران على الاقل كما يتوقع من دورها انها صاحبة مواقف هامشية وتحريضية ولها مكاسب فقط ذات طابع طائفي لا يخرج عن ديمومة اعلان الجمهورية الإسلامية الايرانية عندما صرح علناً صاحب نظرية ولاية الفقيه الامام الخميني اول مَن حكم كشاهداً على سقوط الخوف والحذر من فزاعة ودعاية حكام المنطقة كونهم عساكر وحراس تابعون للولايات المتحدة الامريكية التي بدورها تحثهم على حماية وضمان امن واستقرار دولة إسرائيل في لب وقلب العالم العربي والاسلامي على حِساب تشريد الشعب الفلسطيني منذ مشروع النكبة الكبري التي لم تأتي من فراغ عام 1947 بل كانت رحلة تضليل دولية كبرى قادتها المملكة المتحدة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا العظمى وكان ممثلها ارثر بلفور قد وعد شعب الله المختار في ازاحة كل الحواجز والعوائق من درب اليهود الذين يريدون حج منطقة هيكل سليمان وداود و حائط موسى وتذليل العقبات وجعل المنطقة تحت اقدام إسرائيل وجيشها المُشبع بالغرور والقوة الفائضة التي يجب ان يعتمدها كل من يسعى الى مد ودعم صهاينة العصر في إستخدام العنف والقوة والمجازر والمذابح والتسفير القسري للعماليق حسب كتب خرافية التفسير التوراة والتلمود اللذين يُبيحان قتل البشر لغاية في نفوس كل اسفار التكوين المُعدة لصالح اليهود وحدهم لحكم العالم وفرك آذان كل القوى الداعمة اذاً ما توقفوا او تجاهلوا عن تأدية الواجب لحماية مملكة اليهود الحديثة المجبولة في خبثها الاعمى للدعاية الصهيونية التي يُرَّوج لها الاعلام المحلي الاسرائيلي والاقليمي والدولي حسب تقاطع المصالح ومراحل الحروب الممتدة منذ مشروع تيودور هرتزل عام 1897 في بازل سويسرا و صاعداً الى كل مراحل تراكم الحروب لصالح إسرائيل.
كما لم تكن فرنسا صاحبة نظرية مشروع حماية المسيحيين المشرقيين حينها بعد تفكك الامبراطورية العثمانية الى الهرولة نحو حوض البحر الابيض المتوسط لدعم وتأسيس كيانات طائفية في المنطقة لتبرير وجود وقيام إسرائيل ، فلذلك كان قيام دولة لبنان الكبير حسب اراء الخبراء في فتح كوة في جدار العالم الاسلامي ومنح لبنان فقط للموارنة وجعلهم حكام لَهُ على المدى المنظور قبل اعلان رسمي عن رِضى اقليمي ودولي وربما اسلامي على قيام دولة إسرائيل حسب مرجعيات الكاتب اللبناني المؤرخ امين الريحاني الذي كتب سيرة تأسيس المملكة العربية السعودية في الحجاز وكان لَهُ دوراً كبيراً في منح الفرصة لليهود وعودتهم الى المنطقة عبر بوابة احتلال فلسطين.
هذا السياق التاريخي الذي الزمنى بموجبهِ الواقعية السياسية التي برزت وكأن الصراع على حرب طوفان الاقصى ليس هو الاساس فيما حصل بعد تدخل مباشر تقودهُ ايران وللمرة الاولى في صراحة علنية وإن كانت قد اعلنت ان نواياها في الرد على هجمات اسرائلية سابقة على مواقع رسمية تابعة لها في طهران مباشرة وفي مناطق إنتشار دور وفعاليته الحرس الثوري الايراني فيلق القدس ، الذي ساهم في تحريض منذ البدايات للثورة الايرانية الى الاجهزة ان تتفرغ لمتابعة التطورات حول كيفية التواصل مع ابناء فلسطين على ارضها او على اراضي الحلفاء في لبنان والعراق وسوريا واليمن .
ولم تكن الهجمات الصاروخية والمُسيَّرات التي اتجهت نحو الاهداف الاسرائيلية داخل مناطق مختلفة عبر الاجواء وفوق دول عربية صامتة لا تُحرك ساكناً عن الإلتفات الى قضية التوغل الصهيوني الفظيع في القطاع الذي اذهل احرار العالم عن تجسيد الملاحم والبطولة في حق الدفاع والمقاومة الباسلة التي لن ترتعد او لن تتوقف او لن تتأثر رغم سقوط العشرات من الألاف الشهداء و اكثر من جراح فاقت التوقعات .
لكن العجب العُجاب ما آلت اليه سرعة وبديهية الذين اعبروا ان صواريخ ايران ما هي إلا دعماً للقيادة الإسرائيلية وللحكومة العسكرية و إنقاذها من تصدع لأنها لم تحقق مُرادُها منذ سبعة اشهر الى الان .
لكن هناك مَن يُعَول على دخول ايران الحرب ما هي الا مسرحية مُتفق عليها من خلف الكواليس مع ادارة البيت الابيض بموجب التبليغ قبل شن الغارات التي اقلقت كل دول المنطقة في إشارة الى توسع مناطق النفوذ والحرب وإستمرارها الى آماد بعيدة بحيث يتم أنقاذ بينيامين نيتنياهو من غفوتهِ التضليلية حول متابعة ادوات الدفاع والحرب للقضاء على المقاومة الاسلامية الفلسطينية حتى خلف اسوار معبر رفح الآيل الى السقوط تدريجيًا بعد عملية الصواريخ الايرانية التي انهالت محلقةً في فضاء إسرائيل وإن تم إسقاطها بنسبة كبيرة !؟ لكن الصراع لم ينتهى هنا بل الرد الإسرائيلي على مدينة اصفهان كان بمثابة بالون اختبار لفحص امكانية الدفاعات الجوية الايرانية اذا ما فعلاً انتشرت الحرب دون رادع بين الجانبين . وهل الاراء التي غاصت في تضليلها الأثم حول عدم إجداء يُذكر في الحرب المفتوحة بلا جدوى ما دامت لم تستطيع ايقاف نزيف حرب طوفان إغراق شعب فلسطين وغزة في متاهات قادمة .
تعزيز دعم المقاومة وسقوط حاجز الصمت سوف يبدل جوهر الصراع منذ اعلان القادة في الجيش الايراني على الاقل في ذكرى تأسيس الفيالق واعطاؤها دورًا كبيرًا لفيلق القدس ، ومن الان وصاعداً لا شك ان تداول حديث عن محاذير وردت في تصريحات القيادة الايرانية وعلى لسان المرشد الاعلى للجمهورية السيد علي خامئني حيث ردد مرارًا ان اعداء السلام ما فتِؤا يقومون بأدوار مقززة للأبدان وكان يُلمح الى المجازر والمذابح بحق اطفال ونساء غزة .
ان التحولات الجديدة لقواعد الردود اتت واضحة ولا غطاء عليها لان الرد الايراني اتخذ دوره الذي كان مُفترضاً ان يلعبه منذ اليوم الاول عندما تطاولت إسرائيل على زعزعة تنشيط محور الممانعة والمقاومة في سياق فتح الحرب الواسعة وإشتراك كافة الساحات والميادين سوف يكون لها من الأن وصاعداً قراءة واقعية لردع إسرائيل ، و حشرها في زاوية الإرهاب المُنظم التي تقوم بتغذيتهِ ما دامت لا تُريدُ الامتثال الى عقلية مراجعة الجنوح الى السلام المطلوب والتنازل عن عنجهيتها التي تستمدها من الداعمين لها والزاعمين انها ضحية في بحر من الاعداء . وإرغام المقاومة في قطاع غزة على تبديل البندقية في تنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية التي ما زالت تعتقد إن إسرائيل لها ما لها وعليها ما عليها طالما هناك مبادئ لتحقيق مسار الدولتين .
وللحديث بقية.