حديث اليوم التالى للضربة الإيرانية


حمدى عبد العزيز
2024 / 4 / 20 - 22:51     

بغض النظر عن مقدار مااصابته الصورايخ والمسيرات الإيرانية داخل أرض فلسطين المحتلة من أهداف وعن مدى ماانزلته من خسائر فى عمق دولة الاستيطان الصهيونى وبغض النظر عما إذا كانت الضربات الإيرانية قد توقفت عند هذا الحد بمايعنى محدودية الضربة كضربة ذات أهداف محددة تقف عند حدود تحقيق الهدف منها ، أو بغض النظر عن أن دولة الإستيطان الصهيونى ستقوم بالرد على الضربات الإيرانية أم لن ترد ، وبصرف النظر عن اللغط الذى يثيره الكتيرون حول طبيعة هذه الضربة فقد وضح جلياً للقاصى والدانى مايلى
أولاً/ ثبت أن هذه الدولة لم تعد تمتلك وحدها مقومات الحفاظ على أمنها ، وبالتالى فهى لن تستطيع أن تقدم ماطمحت إليه دول مايسمى الإتفاقات الإبراهيمية فى الحصول على المساهمة الصهيونية الفعالة فى حماية مصالحها وأمن أنظمتها ومن ثم فإن أى حلف شرق أوسطى تكون دولة الإستيطان الصهيونى هى نواته لن تكون له فاعليته وجدواه الأمنية الناجعة ، واصبح على أنظمة دول المنطقة العربية أن تعيد التفكير فى خطط الشراكة الأمنية معها تلك الخطط التى عنونت لها بعنوانين مثل (السلام الدافئ) و(السلام الإبراهيمى)و(الشراكة الشرق أوسطية) وماإلى ذلك من مسميات ظلت هذه الأنظمة تروج لها طوال العقود الثلاثة الماضية
ثانيا/ فقد عرفت الصواريخ والطائرات المسيرة طريقها إلى قلب دولة الإستيطان الصهيونى بدءاً من آواخر العام الماضى مروراً بضربات إيران بالأمس أى أنه قد تم وضع قواعد اشتباك جديدة تقع أهدافها فى قلب فلسطين المحتلة أى فى قلب الداخل الصهيونى لأول مرة منذ ١٩٤٨ ، ومن ثم تهاوت نظريات التفوق العسكرى الصهيونى على كل منطقة الشرق الأوسط ، وتهاوت معها نظرية الوجود الآمن ذو القوة الرادعة لدولة الإستيطان الصهيونى نهائياً.
ثالثاً/ بت بما لا يدع مجالاً للشك لدى الكثير من قطاعات العالم الأطلسى ومنها قطاعات داخل نخبه الحاكمة أن هذه الدولة الحليف قد أصبحت عبئاً مكلفاً على حلفائها وأنه قد آن الآوان لكى تترك لحلفائها شأن إدارة وتقرير أوضاعها الجيوسياسية فى المنطقة دون خروج منها على النص حتى بما يتعلق بالآدوات التى تحدد آدائها فى هذه الصراعات طالما أن عبء حماية أمنها قد أصبح منوطاً بالحلف الأمريكى الأوربى وتوابعه العربية بنسبة مائة فى المائة ، وهذا معناه أن مستقبل وجود هذه الدولة قد أصبح مرهوناً بقدرة هذا الحلف وبمسارات حركته المنضغطة بفعل انغماسه فى جدول صراعات ومصالح دولية أوسع ، لابقدرتها أو حتى إرادتها ..
رابعاً وربما خامسا وسادساً
فأرض فلسطين المحتلة لم تعد مكاناً آمناً للإستيطان الصهيونى ولتدفق المزيد من يهود أوربا عليها للإستيطان بل أصبحت أرضاً طاردة لمن فيها من مستوطنين وشاهداً على بدء تدفق الهجرة العكسية للمستوطنين إلى حيث الأوطان الأصلية للمستوطنين الصهاينة وهذا سيشكل كما أسلفنا من قبل فى كتابات سابقة نزيفاً حاداً للمشروع الصهيونى سيتسبب فى نهايته ووضع حد له اقتراناً باستمرار التمدد الديموجرافى (السكانى) للشعب الفلسطينى وفشل محاولات تهجيره أو إبادته بالتزامن مع استمرار مقاومته وقتاله ضد المشروع الاستيطاني العنصرى الصهيونى المرشح للانتهاء بمجرد انتهاء حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية بماوضعته على أرض المجتمع الدولى وماصاغته من علاقات واوزان جيوسياسية قد أصبح بقاؤها محل شك كبير .