قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) والمتغطي بها عُريان


محمد الصادق
2024 / 4 / 20 - 18:50     

يقول تعالي:

- {یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ صَفࣰّاۖ
 لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ
وَقَالَ صَوَابࣰا}

و(الروح): الناس:
《وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اسْمَ جِنْسٍ لِأَرْوَاحِ بَنِي آدَمَ》[ابن كثير]

في ذلك الموقف لا يتكلم احد،
ولا يشفع احد،
الا بإذن الله:

{يَوۡمَ یَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ}

{یَوۡمَئذࣲ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَرَضِیَ لَهُۥ قَوۡلࣰا}

والقرآن ذكر:

{فَلَنَسۡـألَنَّ ٱلَّذِینَ أُرۡسِلَ إِلَیۡهِمۡ 
وَلَنَسۡـأَلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِینَ}

الله يسأل الرسل
، وأهل النار تسألهم الملائكة وهم في النار:
{ألم يأتكم نذير}،
{ما سلككم في سقر} ..الخ
اما بين يدي الله فلا يتكلم إلا الرسل.

القرآن أورد شفاعة عيسي، بعد سؤال الله:
{ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ}

فشفع عيسي لنفسه:

َ{سُبۡحَـٰنَكَ مَا یَكُونُ لِیۤ أَنۡ أَقُولَ مَا لَیۡسَ لِی بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ
مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَاۤ أَمَرۡتَنِی بِهِۦۤ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَیۡهِمۡ شَهِیدࣰا مَّا دُمۡتُ فِیهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّیۡتَنِی كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِیبَ عَلَیۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ
إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}

وعندما سئل محمد (ص)
شفع لنفسه:

{یَـٰارَبِّ
إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا}

شفع محمد بثمان كلمات فقط
وشفع عيسي بثمان وستين كلمة
فمحمد ص كانت مهمته ان يبلغ ويبين القرآن، وقام بالمهمة خير قيام،
فشفاعته موجزة:
أمته هجرت القرآن.

وجاءت الأحاديث بذات المعني:
ففي البخاري:
(.. فأقولُ : أيْ ربِّ أصحابي، فيقولُ: إِنَّكَ لا عِلْمَ لكَ بما أحدثوا بعدَكَ ، إِنَّهم ارتَدُّوا بعدَكَ على أدبارِهم القَهْقَرَى)

هذه شفاعة النبي
اوردها القرآن [المهجور]
فتغافل عنها الناس
وتمسكوا بمرويات يهودية
تثبط الناس عن العمل
اتكالا علي شفاعة الرسول
الذي حذر بنته:

(يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسكِ من النار فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً)

ولقد كفانا عن مناقشة الموروث القديم للشفاعة العالم الداعية الدكتور مصطفي محمود في كتابه: (الشفاعة: محاولة لفهم الخلاف القديم بين المؤيدين والمعارضين)
فالدكتور قتل المسألة بحثا، ولكن
لا بأس ان نقتبس هنا بعضا من كلامه:

《إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى محمد وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييرا لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه》

《والمنافقون هم الذين يقولون لا إله إلا الله في كل مناسبة وتنطق ألسنتهم بما يخالف سرائرهم ..
وهم في الدرك الأسفل من النَّار ولن يجدوا لهم نصيراً بصريح القرآن.
والمعنى المستخلص أن قول لا إله إلا الله مرة أو مرات أو طول العمر لن يعنى شيئاً.. ولن يحقق لصاحبه نجاة ولا فلاحاً إلا إذا صادق القلب وصادقت الجوارح وأكدت الأفعال على هذا القول ...
والنبي ص يشكو أمته في القرآن ولايتوسط لمذنبيها》

ولعل فهم الدكتور لمسألة الشفاعة هو ما جعله يوقف كل امواله واملاكه في سبيل الله، استحياءا من ربه:
ان يقابله《بشوية كلام》، كما حكي لصديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب.
فقد ادرك الدكتور ان لا واسطة ولا شفيع غير ما يقدمه المرء من اعمال في حياته الدنيا:

{مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَیۡرࣱ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعࣲ یَوۡمَئِٕذٍ ءَامِنُونَ○
وَمَن جَاۤءَ بِٱلسَّیِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِی ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ}

نعم:
{هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُون}
...
{هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُون}