شال أسود : قصة قصيرة


بلقيس خالد
2024 / 4 / 20 - 00:47     

طمأنينة الانتظار
شالٌ من صوف أسود تحفُ أطرافهُ أقحوانات بثلاثة ألوان: بنفسجي، أصفر، وردي، تربطهن أغصان صغيرة تتدفق منها وريقاتٌ خضر، يغطي قفا.. ثمة يدٌ تمتد على الجانب الأيمن تسحبُ طرفَ الشال تضمهُ برفق على صدرها. يدٌ أخرى تحمل إستكانة ً ملأى للنصف بشاي بدا لونه نقيا صافيا يتخلله ضوءٌ دافئ يتسلل بين حين وآخر من فتحة ضيقة بين قطعتي ستارة النافذة، الإستكانة قريبة من شفاهٍ ذابلة ٍ محاطة ٍ بخيطين من التجاعيد، يعلوهما أنفٌ مثل خطٍ مستقيمٍ، يفصلُ جهتين متشابهتين إلاّ من بقايا نداوة على الخد الأيسر. على كرسي،قبالة نافذة يشغلها شيء ما عن ارتشاف الشاي.. تُعيد الإستكانة،إلى صينية ٍ على طاولةٍ صغيرة ٍ قربها.. تمد يدها فتنزاح عن النافذة ستارةٌ من دانتيل كريمي اللون.. تأملتْ الضياء.. تنهدت.. نهضت.. مشت خطوات الى الجدار المقابل.. مدت يدا مرتجفة ً.. تتحسس.. لتطمئن: هذه ليست صورتها على الجدار، هذه مرآة وهي امرأة ٌ على قيد الانتظار.. لكن هل حقا انها مرآة..؟ التفتت شابة لمن سألها قائلة: او هكذا بدت مشاعرها حين رسمتُها. رمق اللوحة بنظرة أخيرة ومضى يتأمل اللوحات.