تصعيد التطهير العرقي للإبادة الجماعيّة و إشتداد خطر توسّع الحرب : إسرائيل تقتل عمّال إغاثة عالميّة في غزّة و تقصف القنصليّة الإيرانيّة في سوريا


شادي الشماوي
2024 / 4 / 10 - 23:53     

تصعيد التطهير العرقي للإبادة الجماعيّة و إشتداد خطر توسّع الحرب : إسرائيل تقتل عمّال إغاثة عالميّة في غزّة و تقصف القنصليّة الإيرانيّة في سوريا
جريدة " الثورة " عدد 848 ، 8 أفريل 2024
www.revcom.us

معا صعّد حدثان في ألسبوع الفارط المجازر الإباديّة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة و شدّدا من خطر حرب كبرى قد تندلع في الشرق الأوسط بتبعات غير متوقّعة بل يمكن أن تكون كارثيّة عى المنطقة و على الإنسانيّة قاطبة .
و لذلك أبعاد ثلاثة :
أوّلا : يوم الإثنين غرّة أفريل ، قصف الجيش الإسرائيلي قافلة (SUV) بما تسبّب في قتل سبعة عمّال من المطبخ
المركزيّ العالميّ وسط غزّة . و أتى هذا إثر تقديم القافلة للغذاء إلى مخزن يوزّعها على الناس الجياع . و كان عمّال الإغاثة من فلسطين و يولونيا و الولايات المتّحدة و كندا و أستراليا و المملكة المتّحدة [ بريطانيا ] . و كانوا على إتّصال وثيق مع الجيش الإسرائيلي و مع ذلك قُتلوا بشكل منهجيّ .
ثانيا : قصفت إسرائيل القنصليّة الإرانيّة في سوريا ، متسبّبة في قتل عدّة مسؤولين عسكريّين إيرانيّين . و كانت القنصليّة الإيرانيّة في سوريا جزءا من مجمّع سفارتها ، و السفارات تعتبر تابعة للبلد المستضاف . لذا بكلّ معايير القانون الدولي ، يمثّل هذا هجوما على إيران . و قد قال جميع المسؤولين الأمريكيّين و الإسرائيليّين و الإيرانيّين إ،ّ هجوما إنتقاميّا من إيران آت . الشرق الأوسط على حافة الهاوية .
ثالثا : جدّت أحداث ثلاثة في عالم يهيمن عليه نظام يواجه تناقضات متفجّرة ؛ نظام حيث نزاعات قانون الغاب شرسة بين المضطهِدين و قد أوصل تصميمهم على سحق كلّ من يقف في طريقهم العالم إلى حافة الدمار .
لكن هذا ليس سببا في أن ييأس الجميع . فالتحدّى أن ناتحق ز نقف إلى جانب حركة ن أجل الثورة في زمن نادر هذه الثورة فيه ممكنة أكثر ممّا كانت عليه في الأوقات " العاديّة " . و بالضبط العالم كما عرفه الناس و صاروا يقبلون به بات عالما يهتزّ تحت أقدامهم .
أوّلا : إسرائيل تقتل عمّال إغاثة المطبخ المركزي العالمي ( WCK) في غزّة :
لم تكن المجزرة الإسرائيليّة في حقّ سبعة عمّال إغاثة سوى جزء من المجازر الإباديّة الجماعيّة في غزّة . و نحن ننشر هذا المقال ، قد قتلّت إسرائيل 33 ألف و 137 فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة ، و يظلّ الآلاف مفقودين تحت أنقاض المباني التي دمّرتها صواريخ و قنابل و جرّافات إسرائيل .
و قد قتلت إسرائيل في غزّة حوالي 200 من عمّال الإغاثة . و كان عمّال الإغاثة يتحلّون بالشجاعة متحمّلين مسؤوليّة محاولة المساهمة في تغذية من تجوّعهم إسرائيل بصفة منهجيّة . (1)
و قد فاقم قتل إسرائيل لعمّال المطبخ العالمي السبعة في غرّة أفريل و عزّز عمليّة التجويع . و نجح في " إقناع " المطبخ العالمي بتعليق مساعداته الغذائيّة في غزّة . و بعث برسالة إلى العالم أنّ ما من أحد بعيد عن متناول الجيش الإسرائيلي إن وقف في طريق الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّ للفلسطينيّين و الفلسطينيّات .
مؤسّس المطبخ المركزي العالمي و مموّله الأساسي هو جوزى أندراس ، كبير طبّاخين و صاحب سلسلة مطاعم شهير عالميّا . و معلوم أنّ المطبخ العالمي يوزّع الغذاء في أوضاع الأزمات . (2) وهو يعمل في غزّة و صلته وثيقة مع السلطات الإسرائيليّة ، يوزّع الغذاء في أوقات و أماكن يوافق عليها الجيش الإسرائيلي .
و بالرغم من ذلك ، أمر أحد القادة العسكريّين فرقه بمهاجمة القافلة المميّزة بوضوح في مناطق وافقت عليها إسرائيل بصفة مسبّقة و لمّا نجح بعض عمّال الإغاثة في النجاة من الصاروخ الذى قصفته المسيّرة الأولى و إستخدموا قنواتهم للإتصال بالجيش الإسرائيلي ، أمر القائد العسكري بضربتين إضافيّتين قاتلا المزيد منه .
و في حوار صحفي مثير مع وكالة أنباء رويترز ، شدّد جوزى ـندراس على أنّ الهجوم الإسرائيلي الذى قتل سبعة من عمّال المساعدات الغذائيّة في غزّة قد إستهدفت " بصفة منهجيّة السيّارات الواحدة تلو الأخرى " . و كانت تلك المجموعة من المطبخ العالمي على الإتّصال وثيق بالجيش الإسرائيلي طوال الوقت . و صرّح بغضب ، " هذه ليست مجرّد وضع سوء حظّ حيث " آه " لقد قصفنا عن طريق الخطأ المكان الخاطئ " .
في نوع آخر من العالم ، في المجتمعات الثورية الهادفة إلى وضع نهاية لكافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال ، المشاعر الإنسانيّة و نوايا التضحية و شجاعة عمّال الإغاثة السبعة من المطبخ العالمي كانت لتكون عاملا ثمينا في إطلاق العنان للناس ليغيّروا العالم من أجل الأفضل . لكن في هذا النظام الذى يهيمن عليه مصّاصو الدماء و الذئاب المتعطّشة للدماء و الولايات المتّحدة على رأسها ، وقع إستهدافهم و قتلهم .
إسرائيل تسمّى عمليّات القتل " أخطاء " و تمدح " معايير العمليّات العسكريّة " الإسرائيليّة :
يوم الجمعة ، 5 أفريل 2024 ، أمام السخط العالمي و العُزلة المتزايدة ، أعلن الجيش الإسرائيلي نتائج ما أسماه " تحقيقا " في جريمته الخاصة في حقّ عمّال الإغاثة التابعين إلى المطبخ العالمي . و زادت النتيجة الطين بلّة ، مضيفة شتيمة إلى جريمة ضد الإنسانيّة .
فقد زعم التقرير، في تناقض صارخ مع كافة الأدلّة القاطعة ، أنّ قتل عمّال المطبخ العالمي كان بسبب " خطأ في التشخيص". قال إنّ الجنود الإسرائيليّين فكّروا أنّ شخصا أو شخصان منتميان إلى حماس كانا ضمن القافلة . و لم يكن ذلك صحيحا لكن ما الذى يكشفه هذا عن مدى عشوائيّة المجازر الإسرائيليّة ضد الفلسطينيّين في غزّة ، و وجود مفترض لشخصين يُعدّ سببا شرعيّا للقضاء على قافلة المطبخ العالمي ؟!
و قد برّا المسمّى تحقيقا إسرائيليّا القتل على أنّه " أخطاء في إتّخاذ القرار" . و رغم أنّه كان " متضاربا مع معايير العمليّات العسكريّة " للجيش الإسرائيلي في غزّة . و مسؤولون من الصنف الأدنى وقعت إقالتهم من مناصبهم ، و نال المسؤولين من الصفوف العليا ... توبيخا .
في الواقع ، " معايير العمليّات العسكريّة " الإسرائيليّة الفعليّة تتلخّص في رغبة لا حدود لها في سفك الدماء و الإنتقام و التعذيب و النهب و القتل الجماعي و تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيّته في إطار مجازر إبادة جماعيّة في غزّة ( أنظروا مقال مصاحب بذات هذا العدد من جريدة " الثورة " : " جيش إسرائيل المدعوم من الولايات المتّحدة في غزّة : القتال من أجل و تجسيد نظام إستغلال و إضطهاد " ).
و مسؤول سابق في إدارتي أوباما و بايدن ، وهو الآن رئيس منظّمة حقوق اللاجئين و موقفه نقديّ تجاه العمليّات الإسرائيليّة، جريمي كوننديك ، صرّح ، عقب الهجوم على المطبخ العالمي : " إنّكم تقصفون بصورة متكرّرة قافلة ليست مشاركة في النزاع و تصيبون سيّارت ثلاث متتباعة على مسافة كيلومتر من الطريق ، و تقولون إنّ ذلك خطأ . و بقيامكم بذلك تشجّعون على ثقافة عسكريّة تهدّد غزّة و المناطق التي ليس فيها إطلاق النار و يفلت من ينفّذون هجمات كثيفة على المدنيّين من العقاب ". ( التشديد مضاف )
الولايات المتّحدة تتّخذ موقفا على أنّه يتذفق مع التبريرات الإسرائيليّة :
كان ردّ الناس عبر العالم السخط على جريمة إسرائيل و أكاذيبها و تبريراتها . و ردّا على ذلك ، أجرى جو بايدن الإبادي الجماعي محادث هاتفيّة مع الوزير الأوّل الإسرائيلي نتنياهو ( نتن – النازي ) . و جاء في جريدة " النيويورك تايمز " أنّ بايدن أصدر " تهديدات " غير محدّدة بأنّه إذا لم تغيّر إسرائيل المسار و تسمح ببعض توزيع الغذاء في غزّة ، حالئذ ... حالئذ ... عمليّا ؟ لا شيء . و لمّا سأل المراسلونالصحفيّون عن المزيد من التفاصيل ، قال بايدن ، " سألتهم [ إسرائيل ] أن يفعلوا ما هو بصدد فعله " . و ما ترجمة ذلك ؟ مواصلة التبرير . و حينما سأله المراسلون إن كان سيتخلّى عن دعم إسرائيل، ردّ بايدن بحدّة " هل هذا سؤال جدّي . "
و تخبنا مهتفة بايدن لنتن النازي و ردّه على أسئلة المراسلين بأمرين إثنين . أوّلهما هو أنّ المجازر الإباديّة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل في غزّة تتسبّب في مشاكل حقيقيّة لجندة بايدن في تصوير الولايات المتّحدة على أنّها مدافع عالمي عن الحرّية و الديمقراطيّ – عبر العالم قاطبة ، و بالخصوص في الولايات المتّحدة ، لا سيما مع الفئات من الناس الذين يسعى الحزب الديمقراطي عادة إلى التوجّه إليها و جلبها إلى جانبه – أو بكلمات أخرى ، يسعى إلى أن يحاصرها و يتحكّم فيها و يفكّ تعبأتها سياسيّا . و ثانيهما هو أنّه رغم كلّ هذا ، إسرائيل فارض أساسي لمصالح الولايات المتّحدة الرأسماليّة – الإمبرياليّة في الشرق الأوسط وأبعد من ذلك . و هذا بالنسبة إلى أيّ شخص يملك موقعا له دلالته إنطلاقا منه يمكن أن يؤثّر على سياسة الولايات المتّحدة ، و يطرح أسئلة حول دعم الولايات المتّحدة لإسرائيل ، خاصة الدعم العسكريّ ، بكلمات بايدن نفسه ، ليس يطرح مسألة جدّية .
ثانيا : منتهى الإستفزاز – قصف إسرائيل للقنصليّة الإيرانيّة في سوريا :
في غرّة أفريل ، في اليوم نفسه الذى قتلت فيه إسرائيل عمّال المطبخ العالمي ، دمّرت غارة جوّية إسرائيليّة القنصليّة الإيرانية في سوريا . و القنصليّة ملحقة بالسفارة الإيرانيّة و تشمل إقامة سفير إيران. لم يُقتل السفير و أسرته و إنّما قُتل جنرالان إيرانيّان و خمسة مسؤولينآخرين . وفق قسم دولة الولايات المتّحدة ، " الهجوم على السفارة يُعتبر هجوما على البلد الذى تمثّله " . لذا ، قانونيّا ، ما تقرّه الولايات المتّحدة هو أنّ الهجمات على هذه السفارة هي هجمات على إيران .
و كسياسة عاديّة ، لم تؤكّد إسرائيل رسميّا أنّها مسؤولة على هذا الهجوم . لن حسب التقارير الإخباريّة للولايات المتّحدة ، يمثّل الهجوم تصعيدا للهجمات الإسرائيليّة على إيران بسبب دعمها لحماس و قوى أخرى في المنطقة تقاتل إسرائيل . (3)
إلقاء عود ثقاب مشتعل في برميل حرب في المنطقة :
لقد كان الهجوم الإسرائيلي على مركذب السفارة الإيرانيّة في سوريا عملا عدوانيذا زاد منإشعال نيران وضع متفجّر أصلا. فقد ضمن أن تقوم إيران بردّ . و نحن ننشر هذا المقال ، المنطقة على حافة الإنفجار . و قد تعهّد السفير الإيراني ، حسين أكبرى ، بالإنتقام من الضربة " بذات المدى و القسوة ".
و قد صعّد الهجومالإسرائيلي من حملة من النزاعات المتفجّرة وتبعاتها غير القابلة للتوقّع في الشرق الأوسط . فمن جهة ، هيمنت الولايات المتّحدة ، وإسرائيل فارضها المسلّح نوويّا ، على هذه المنطقة من العالم الحيويّة إقتصاديّا و عسكريّا، لعقود. فالأنظمة الرجعيّة في المنطقة مثل العربيّة السعوديّة و مصر تمثّل مكوّنات مفاتيح في كتلة الولايات المتّحدة في تلك المنطقة وهي تدوس بلا رحمة الشعوب المضطهَدَة داخل حدود كلّ بلد منها . بيد أنّ إسرائيل تنهض بالدور الحيوي الراسخ في خدمة الهيمنة الأمريكيّة .
مصطفّة ضد الولايات المتّحدة و إسرائيل تود جمهوريّة غيران الإسلاميّة الرجعيّة و قوى متحالفة معها . و تُطلق إيران على هذا التحالف تسمية " محور المقاومة " (4). و في الواقع ، هو تحالف قوى رجعيّة تبحث عن موقعأفضل في إطار نظام النهب العالمي ، و التقدّم بالحرب المقدّسة الأصوليّة الإسلاميّة العالميّة .
القوى النوويّة المتنازعة في خليط متفجّر :
كلّ من الولايات المتّحدة و روسيا تملكان قواعدا و قوى عسكريّة في الشرق الأوسط . و الصين ، في حين أنّها ليست منخرطة بعمق في الصراع عسكريّا ، تقطع خطوات كبرى إقتصاديّة و دبلوماسيّة في البلدان المتحالفة مع الولايات المتّحدة بما في ذلك مصر ، في مسعى منها لإبعادها عن دائرة الولايات المتّحدة .
و في فيفري 2024 ، وجّه جيش الولايات المتّحدة أكثر من 85 ضربة لسبعة مبانى زعم أنّ الجيش و القوّات الإيرانيّة يموّلانها و يستخدمانها في سوريا و العراق . و أعلنت الولايات المتّحدة أنّ الهجمات أتت ردّا على هجوم على الجنود الأمريكيّين في الأردن .
هل تعلمون أنّ الولايات المتّحدة تملك قواعدا عسكريّة في بلد من بلدان الشرق الأوسط هو الأردن ؟ و لأنّ لديها أربعون ألفجندي عبر الشرق الأوسط ؟ (5) إن لم تكونوا تعلمون هذا فلستم الوحيدين في هذا المضمار . و يعود ذلك إلى كون حكّام هذه البلاد لا يريدون أن تعرفواذلك مثلما لا يريدون منكم أن تثيرواسؤال لماذا ! و لبلوغ عمق لماذا ، تحتاجون إلى سماع / قراءة ما نشره بوب أفاكيان على وسائل التواصل الاجتماعي ، أخبار عاجلة، 9 فيفري 2024 : [ BobAvakianOfficial]
" في المدّة الأخيرة ، ما تسمّى ب " دكاكين الأخبار " كانت تزخر بالحديث عن " الضربات الإنتقاميّة " في " الشرق الأوسط " ، إثر هجوم على قاعدة عسكريّة للولايات المتّحدة في الأردن قتلت ثلاثة جنود أمريكيّين . و يثير هذا سؤالا هاما جدّا لا تريد أيّة واحدة من وسائل الإعلام هذه أن تفكّر فيه : ماذا يفعل أصلا جيش الولايات المتّحدة على بُعد آلاف الكيلومترات من الولايات المتذحدة في بلد من الشرق الأوسط هو الأردن ؟! "
و الجواب هو الآتي ذكره :
" ما يقوم به في الأردن هو جزء من ما يقول به جيش الولايات المتّحدة ككلّ ، ببنادقه و قنابله و صواريخه و وسائل قتله الجماعي الأخرى : قتل أعداد كبيرة من الناس بالطرق الأكثر وحشيّة ، عبر العالم قاطبة ، كي يمكن أن تبقى الولايات المتّحدة " رقم واحد " في العالم كمضطهِد رأسمالي – إمبريالي و مدمّر للشعوب و البيئة ( و جيش الولايات المتّحدة نفسه أحد أهمّ القوى التي تساهم في التدمير السريع للبيئة .) "
و القنابل التي قصفت بها الولايات المتحدة سوريا و العراق في فيفري إنطلقت من طائرات حربيّة قاعدتها في الولايات المتّحدة . و خلال ندوة صحفيّة عن الهجوم ، أفاد جنرال من جنرالات الولايات المتّحدة بالتالى : " سأصف لكم جمال [ متحدّثا عن أسلحة دمار شامل ! ] الطائرات الحربيّة فنحن قادرين على ضرب أي مكان في العالم في الزمن الذى نختاره ... و بمقدورنا ، مرّة أخرى ، أن نقوم بذلك من حديقة المنزل ، إن صحّ التعبير ". لم تكن تلك قنابلا نوويّة ألقتها الولايات المتّحدة على سويا و العراق ، غير أنّ هذه الطائرات قادرة على إستخدام الأسلحة النوويّة . و إسرائيل ذاتها تملك ما لا يقلّ عن 150 إلى 200 سلاح نوويّ . و في الوقت الحاضر ، ما من أحد يهدّدصراحة بشنّ هجوم نوويّ ، إلاّ أنّ إمكانيّة تدحرج الأمور نحو كارثة واردة بوضوح كبير .
إيران و روسيا منخرطتان بعمق في مساندة حاكم النظام الرجعيّ السوري ، حافظ الأسد . و الأسد منهمك في سوريا فى قتال قوّات مسلّحة رجعيّة متحالفة مع الولايات المتحدة . و تذكّروا ، سوريا هي المكان الذى قصفت فيه إسرائيل السفارة الإيرانيّة في غرّة أفريل .
لذلك نشاهد هنا مدى الترابط الوثيق بين جميع هذه النزاعات و مدى إنخراط القوى النوويّة فيها . عبر الشرق الأوسط ، القوى الرجعيّة و القوى المتحالفة في وضع صدام . و الوضع برمّته كان متفجّرا قبل الهجوم الإسرائيليّ لغرّة أفريل . و التبعات قد تكون أخطر بكثير .
أمور ثلاثة جليّة ؛ و الحاجة الملحّة إلى الثورة :
1- على الملأ ، و بصفة متكرّرة ، أطلقت إسرائيل صواريخا على قوافل المساعدة الغذائيّة التي سمحت بها وهي مموّلة من كبير طبّاخين مشهور عالميّا و يعمل في المطبخ العالمي متطوّعون من فلسطين و من العالم . و قد زعم جو بايدن الإبادي الجماعي أنّه وبّخ نتن- النازي غير أنّه ردّ بغضب على مراسلين بأنّهم ليسوا جدّيين عندما سألوه عن ما إذا كانت الولايات المتّحدة ستتخلّى عنإسرائيل .
2- داست إسرائيل القانون الدولي و قصفت سفارة في بلد آخر ل " بعث رسالة " إلى المنازع الرجعيّ في المنطقة ، إيران. و قد قامت بذلك وهي علىعلم تام بأنّ هذا سيواجه بردّ إنتقامي قد يؤدّى إلى تطوّر لولبي غير متوقّع النتائج من إحتدام الحرب عبر الشرق الأوسط ، و حتّى جرّ الولايات المتّحدة وروسيا إلى النزاع المباشر .
3- كلّ هذا الخليط الكامل الكابوسي إفراز للنظام الرأسمالي – الإمبريالي الحاكم للعالم اليوم .
و يمثّل كلّ هذا جملة من الأسباب الإضافيّة للماذا هو صحيح ما قاله بوب أفاكيان :
" نحن ، شعوب العالم ، لم يعُد بوسعنا السماح لهؤلاء الإمبرياليّين بأن يواصلوا هيمنتهم على العالم و أن يحدّدوا مصير الإنسانيّة . هناك حاجة إلى الإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّه ليس علينا أن نعيش على هذا النحو. ".
جيش إسرائيل المدعوم من الولايات المتّحدة في غزّة : يقاتل من أجل و يجسّد نظام إستغلال و إضطهاد :
كيفيّة قتال جيش تكثّف نظرة و قيم و أهداف المجتمع الذى يقاتل من أجله . و التالية مجرّد نماذج من تقارير منعتها أو إستخفّت بها وسائل إعلام الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة ، وهي تكشف الفساد المنهجي لجنود إسرائيل في غزّة . و كيف يعكس هذا الطبيعة الأساسيّة و الأبارتايد / الفصل العنصري و الطبيعة الإباديّة الجماعيّة لدولة إسرائيل .
لقد وقع تدريب جنود إسرائيل منذ نعومة أظفارهم على رؤية الشعب الفلسطيني على أنّه أدنى من البشر و على أنّه يمثّل تهديدا لتفوّق اليهود ، و حياته لا تساوى شيئا . كما وقع تدريبهم على ثقافة عسكريّة و مواقف من أعلى مستويات الحكم الإسرائيلي على أنّهم في مهمّة إبادة جماعيّة و تعذيب و إرهاب و قتل .
- عقب الإجراء " العقابي " غير المتصوّر بالنسبة للمسؤولين العسكريّين الذين أعلنت إسرائيل أنّهم مسؤولون مباشرة عن مجزرة عمّال المطبخ العالمي ، ندّد وزير الأمن الإسرائيلي القوي ، إيتمار بن غفير ، حتّى بذلك الإجراء على أنّه " تخلّ عن الجنود في خضمّ حرب " .
- منذ الأيّام الأولى للمجازر الإسرائيليّة في غزّة ، وُجدت تقارير واسعة الإنتشار عن الجنود الإسرائيليّين الذين يحرقون الأطعمة و يصدحون بشعارات عنصريّة و يدنّسون الأيقونات الدينيّة الإسلاميّة ملتقطين صورا مع كتابة على جدران نتقول " لنمحو غزّة " . و بعد ستّة أسابيع من المجازر الإسرائيليّة في غزّة ، صرّح قائد إسرائيلي بأنّ إسرائيل يجب أن تفعل بغزّة ما فعله شمشوم و ليفى في نابلس حسب التوراة ، مذكّرين بقصّة من لتوراة أين يأمر " الإلاه " إسرائيل بقتل كلّ رجل و إتّخاذ كلّ النساء و الأطفال عبيدا و نهب المدينة بأسرها .
- حديثا ، نشأ الجيش الإسرائيلي مناطق قتل داخل غزّة أين يقتل الجنود الإسرائيليّين كلّ من يلج تلك المنطقة . و قال المسؤولون العسكريّون للجريدة الإسرائيليّة ، " هآرتز " إنّ هؤلاء هم عادة مدنيّون جريمتهم الوحيدة كانت عبورهم خطّا غير مرئيّ رسمه الجيش الإسرائيليّ .
الهوامش :
1- من أجل مقالات عن خلفيّة السياسة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة الرامية لتجويع الشعب الفلسطيني فىغزّة حدّ الموت ، أو سحقه تمام السحق ، أنظروا المقالات التالية التي نُشرت على موقع revcom.us : " تحيين بصدد الحرب على غزّة : إسرائيل تصعّد محوّلة غزّة إلى محتشد موت ، و شوك شومر يطالب بوجه مختلف للإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة للفلسطينيّين " و " على مرأى و مسمع من العالم أجمع : تواصل إسرائيل و الولايات المتّحدة تجويع غزّة بأسلوب محتشد موت نازيّ " [ المقالان متوفّران باللعة العربيّة على صفحات الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] .
2- لقد وزّع المطبخ العالمي مجانا الغذاء في جمهوريّة الدومينيك و نيكاراغوا و زمبيا و البيرو و كوبا و أوغندا و كمبوديا و على اللاجئين الأوكرانيّين في بولونيا على الحدود مع أوكرانيا ، و في برتوريكو و في إسرائيل عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر .
و فقط أياما قبل قتل إسرائيل العمّال السبعة التابعين للمطبخ العالمي ، في 30 مارس 2024 ، أطلق قنّاص عسكري إسرائيلي النار على سيّارة كانت تقلذ عضوا من طاقم المطبخ العالمي أصاب جانبا من السيّارة غير أنّه أخفق في قتل الراكب . و نجم عن ذلك الحدث إحتجاجا كبيرا من المطبخ العالمي الذى طالب الجيش الإسرائيليّ بالتوقّف عن إستهداف طاقمه كما طالب بضمان أمنه وهو يوزّع الغذاء في قطاع غزّة . و بعد كلّ هذا ، بعد يومين قتلت إسرائيل سبعة من عمّال هذا المطبخ العالمي .
3- إغتنمت إسرائيل هجوم حماس عليها في 7 أكتوبر – و قد شمل هذا الهجوم جرائم حرب إتّخاذ مدنيّين كرهائن و قتل مدنيّين – لمحاولة التعاطى مع ما يراه حكّام إسرائيل على أنّه تهديد وجودي . ففي المنطقة التي تحكمها إسرائيل ( دولة إسرائيل و المناطق التي تحتلّها ) ، يمثل اليهود أقلّية . و هدف إسرائيل من الهجوم الإبادي الجماعي الراهن على غزّة هو تقليص قوّة الفلسطينيّين و وضعهم في وضع لا يعودون بوسعهم فيه أن يمثّلوا أيذ تهديد لوجود إسرائيل كدولة أبارتايد /فصل عنصري ، دولة تفوّق يهوديّ . و يمكن لهذا أن يعني التهجير الجماعي و / أو المذابح على نطاق واسع ، أبعد حتّى ممّا تقترفه إسرائيل الآن .
4- تشمل هذه القوى حماس و الجهاد الإسلامي في فلسطين - و من أجل فضح مقتضب للنظرة الرجعيّة و لأجندا حماس ، أنظروا مقالا يعرّف بحماس ( What is Hamas ? ) المنشور على موقع revcom.us - و قوى أخرى تدعمها إيران منها الحكومة الحوثيّة في اليمن التي أطلقت هجمات بالصواريخ و المسيّرات على السفن في البحر الأحمر ، و المليشيات القويّة لحزب الله في لبنان ، على الحدود الشماليّة لإسرائيل .
5- أربعون ألف هو عدد جنود الولايات المتّحدة في القواعد العسكريّة في بلدان الشرق الأوسط ، تركيا و سوريا و العراق و الكويت و البحرين و قطر و الإمارات العربيّة المتّحدة و عمان و العربيّة السعوديّة .