من راحت الاشتراكية راحت البركة


طلعت خيري
2024 / 4 / 8 - 12:10     

يطلق اليوم أبناء مربي الأغنام عبارة ( من راحت الشياب راحت البركة ) ويقصدون بها أبائهم الذين عاشوا في سبعينات القرن الماضي ، والذين توفوا ما بعد الغزو الأمريكي الامبريالي للعراق ، المقولة أطلقوها حسب مستوى وعيهم وإدراكهم للحياة كمربي أغنام ، فلم تنبثق اعتباطا ، إنما أفرزتها أوضاع اقتصادية صعبة مروا بها ، بعد الغزو الأمريكي ، وما رافقه من تحول رأسمالي أنهى نشاطهم المعيشي ، وعلى مدى العشرين عاما الماضية ، أنهى الاقتصاد الامبريالي والعولمة والتجارة الحرة ، قطاع الثروة الحيوانية بشكل كامل ، فهجر مربي الأغنام المراعي الطبيعية وسكنوا المدنية ، فتحولوا من منتجين الى مستهلكين، يشترون اللحوم والألبان المستوردة وكل ما يوفره لهم الاقتصاد الامبريالي ، فالأبناء وجدوا فرقا معيشيا شاسعا بين الفترتين ، لكنهم لا يعرفون ما هو النظام المتبع في تلك الفترة ، كما لا يعرفون وما هو النظام الجديد الذي قلب موازين حياتهم رأسا على عقب ، تعتبر سبعينات القرن الماضي الفترة الذهبية لكل العراقيين ، حيث شهد العراق في تلك الفترة انتعاشا اقتصاديا صناعيا وزراعيا وتجاريا على كافة المستويات تفوق به على الكثير من بلدان الشرق الأوسط ، يعتبر النظام الاشتراكي من ارقي الأنظمة العالمية في مجال الاقتصاد حيث تبني تلك المرحلة بكل جدارة وتفوق ، ولتنمية نشاط القطاع العام والقطاع الخاص في مجال تربية الأغنام في نطاق المراعي الطبيعة الصحراوية ، قامت الدولة في مجال القطاع العام ، بناء قرى سكنية واطئة الكلفة لأسر اليد العاملة موزعة على نطاق المراعي الطبيعية الصحراوية ومزودة بالخدمات التالية

1- مستوصف بيطري مع ملحق للطبيب وللأدوية
2- مستوصف صحي مع ملحق لمعاون طبيب والأدوية
3- مدرسة صغيرة مع ملحق للمعلمين
4- محطة لتوزيع الطاقة الكهربائية على سكان القرية
5- بئر ماء وسيارة حوضية التوزيع الماء على سكان القرية
6- دار للعزاب
7- كادر إداري يتضمن مأمور مخزن مع معاون
8- ورشة مركزية صغيرة للصيانة والإدامة
9- بيوت من الشعر لليد العاملة عند الرعي في المناطق البعيدة عن القرية
10- ورشة مركزية متكاملة متنقلة محمولة على سيارة لإصلاح عطلات السيارات في مناطق الرعي

من الناحية الفنية

1- إنشاء مخازن كبيرة لخزن الأعلاف في فترة انحباس الأمطار
2- إنشاء حظائر ذو مناخين صيفي وشتوي مع غرف للرعاة
3- وحدة تغطيس بيطرية متكاملة
4- إنشاء مصدات للرياح على شكل + لحماية الأغنام من العواصف
5- عبوات من الألمنيوم لجمع الحليب سعة 50 لتر
6- عدد من الحوضيات لسقي الأغنام في مناطق الرعي
7- سيارة 7 راكب لنقل الكادر الحكومي من القرية الى المدينة
8 - أحواض متنقلة للتغطيس
9- وحدة إحصاء لكل رأس غنم رقم تسلسلي مسجل على قطعة أبلاستيكية يعلق في الأذن لإحصاء نسبة الولادات الى والوفيات

القطاع الخاص

1- إنشاء مخازن كبيرة لبيع الأعلاف على مربي الأغنام بأسعار مدعومة في فترة انحباس الأمطار
2- وحدة بيطرية متكاملة للعلاج ولبيع العلاج ومستحضرات التغطيس بأسعار مدعومة
3- إنشاء مخازن كبيرة لجمع صوف القطاع العام ومشتريات صوف القطاع الخاص لتزويد معامل النسيج الصوفي

ولتنمية القطاع الخاص ، أبرمت الدولة اتفاقية رعي مع الدول المجاورة كسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ، والتي بموجبها يسمح لمربي الأغنام بالتنقل بين البلدان الأربعة في حالة انحباس الإمطار، وفق آلية إدخال وإخراج حدودي تشرف عليه لجان ، من كل بلد لجنة

ولتنمية القطاع الخاص ، سمحت الدولة لمربي الأغنام باستيراد السيارات الحوضية نوع مرسيدس طراز 24- 29من المملكة العربية السعودية
ونظرا للتنامي السريع والملحوظ في هذا القطاع ، ففي عام 1978 سمحت الدولة أيضا لمربي الأغنام باستيراد سيارة حوضية مرسيدس من الطراز المذكور، وسيارة نقل صغيرة تويوتا هيلوكس بك أب ، وسيارة نقل شوفرليت بك أب أيضا

في عام 1979 بلغ عدد رؤوس الأغنام في القطاع العام أكثر 400000 ألف رأس ، وفي القطاع الخاص أكثر من مليونين رأس
نقول لأبناء مربي الأغنام ، ليس من راحت الشياب راحت البركة ، إنما من راحت الاشتراكية راحت البركة