متى تقلع لجنة الدعم عن التعامل مع المهرجانات السينمائية الجادة بالتقتير والتقطير؟


أحمد رباص
2024 / 4 / 8 - 04:47     

في ما يخص لجنة دعم المهرجانات السينمائية، من الملاحظ أنها لا تقيم المهرجان انطلاقا من إشعاعه الدولي والفني والفكري، بقدر ما تنطلق من فكرة مسبقة لأن هناك أشخاصا من الوزارة الوصية - ربما - يملون عليها بأن تقصي بعض المهرجانات الجادة أو بأن تخصص لها، في احسن الأحوال، دعما بسيطا، هزيلا وزهيدا لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يسمح بفعل أي شيء.
وهكذا نجد أن بعض المهرجانات السينمائية في المغرب من كثرة الريع تحولت إلى اضرحة ينبغي أن تزار، كما دون أحد الظرفاء.
في المقابل، نجد أن هذه اللجنة تقدم دعما سخيا لمهرجانات سينمائية لا تنجز شيئا ذا بال، وقصارى ما تعمل التقاط صور تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتنال دعما سمينا وكبيرا.
وهكذا يتم إقصاء بعض المهرجانات السينمائية الجادة لا لشيء سوى لأن اللجنة المكلفة بتوزيع الدعم تتموقع خارج وفوق القانون. هي لا تستحيي من فعلتها الشنيعة تلك مع أن هذه التظاهرات السينمائية المغضوب عليها تستضيف شخصيات وطنية وعالمية ذات باع كبير في المجال السينمائي، وتحاورها وتنظم ندوات وموائد مستديرة وتقيم اوراشا لتعليم الشباب تقنيات وآليات المهن المرتبطة بإنتاح الأفلام بمختلف أصنافها، ومع ذلك تنال جزاء سنمار لأن أعضاء اللجنة مصرون على تهميشها لغرض في نفوسهم المريضة.
هذه اللجنة توزع الفتات على المهرجانات السينمائية القوية ببرامجها الفكرية، وتتعامل بكرم حاتمي مع مهرجانات أخرى تافهة لأنها محسوبة على أعضاء اللجنة أو من يدور في فلكها، أو لأن لهم فيها منفعة ومصلحة.
هناك احتقار لبعض المهرجانات السينمائية طال أمده واستمر منذ دورتها الأولى وحتى الدورة التاسعة.
نخص من هذه المهرجانات "المحكورة" بالذكر مهرجان أغورا للسينما والفلسفة الذي لا أحد من المتتبعين أدرك سبب استهدافه بهذا الاحتقار وبهذا الدمار.
رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين، المهرجان المذكور مستمر في ظل ظروف مالية مزرية، ولولا المساعدات التي يتلقاها من شركاء وطنيين وأجانب لما استطاع البقاء. وكان حريا باللجنة أن تقلع عن إمعانها في التعامل معه بالتقتير والتقطير لو أدركت أن بلادنا في أمس الحاجة إليه كونه ينشر التنوير والعقلانية.
في الواقع، تعبنا من التفاهات والخرافات، وضقنا ذرعا من مهرحانات الفولكلور. نريد مهرجانات حقيقية. لهذا نتساءل: من المسؤول عن هذا الإقصاء؟ ولماذا هذا التهميش والازدراء؟ وإلى متى يستمر هذا التجاهل؟
خناما، نحن أمام لجنة دوغمائية تحارب السينما بما هي فن وتشجع السينما بما هي فلكلور وريع. صحيح أن الوجه الحقيقي لوزارة الاتصال المشرفة على هذه اللجنة بدا يؤسس للمغرب الشقي والتافه بعد احتفال الوزير ببعض الأسماء التافهة.