صوت لا مرئي


بلقيس خالد
2024 / 4 / 6 - 14:30     

صوت الأشباح..
إلى رينا رعد

اعتدت الجلوس في الشرفة لساعات، اقرأ كتابا ، اكتبُ مقالة ً، اتأملُ أصواتٍ تصل سمعي دون كلمات. اصواتٌ مدغمة ٌ تآلفتُ معها، نغماتها تشعرني بالفضول. جذبني أحساسٌ بوجود حوارٍ، ربما استطيع فهمه .إصغائي يملئني فضولا لرؤية الوجوه والملامح. لا شيء سوى صوتٍ، قد تكون حواراتٌ مملةً، ربما الوجوه كريهة، لكنني اشعرُ أن تلك الأصوات تخاطبني. أحيانا ازجرُ روحي: لماذا تضيعين وقتك بالإصغاء.. دون الحروف، الأصوات عليلة. اهزُ رأسي ، أواصلُ القراءة.. بينما أعودُ ثانية ً إلى أثارة تخلقها أمواج من الصوت المفهوم بالكاد. الإصغاء والتأمل جعلني افهم الشيفرة البرمجية المسؤولة عن مميزات كل صوت حتى لو لم تكن في الصوت حروف أو كلمات. الصوت: أولنا البدائي/ لغتنا البدائية. حين اتأمل الصوت، اتخيل الاجساد والعقول والأرواح المشاركة في اثمار الحوارات. هذا الصباح حين استيقظت.. وأنا احمل المنشفة ذاهبة إلى الحمام قالت أمي: تبدين نشيطةً. لم استغرب كلامها ولكن كان لدي فضول لمعرفة أسباب ذلك، فهي ذات الكلمات أقولها لها كل صباح حين استيقظ من اجل الذهاب الى العمل. اجابتني: استشعر ذلك من صوتك. نعم، إن نستشعر حالة الناس والأشياء من أصواتها، تفقد قيمتها الوجوه والاجساد.
-تخيلي أن الصوت الذي يستعذبه الناس، كنت وأنا بعمر التاسعة أو العاشرة، احسبه.. اشباحا! كان يصلني من خلال النافذة المطلة على بيت الجيران.. كنت وما زلت استغرب كيف يسمونه (هديل)!
حين اسمع هذه الكلمة أو الاسم يخيل لي صوت متهدل مثل صوت الديك الرومي:( الفسيفس). بينما صوت الحمام أنين مدغم.