-بعيداً- من السياسة، قريباً من الحياة..


حسن أحراث
2024 / 4 / 3 - 00:20     

"محنة الدجاجة بلا بزازل"..
"مْحْنَّة" هنا من الحنان؛
"البزازل": الأثداء.
معلوم أن الدجاجة لا تملك أثداءً للرضاعة، أي "البزازل"؛ لكنها لا تتخلى عن صغارها/الكتاكيت (الفْلالْس). وتراها تتنقّل من هنا إلى هناك بحثا عمّا يسدّ رمقهم ويضمن سلامتهم. وهي بذلك، لا تختلف عن جلّ الحيوانات، وخاصة الطيور، في علاقتها بصغارها متكيفة مع "عاهتها" الطبيعية، أي الحرمان من "البزازل" رمز "الأمومة" والأنوثة..
ورغم ذلك، فهذا المثل الدارج "محنة الدجاجة بلا بزازل" يعني ادعاء "المْحْنَّة" (الحنان) وفقط ادعاء، دون أن يكون ذلك صادقا أو نابعا من الأعماق. وينطبق هذا الفهم للمثل المعني على من يلازمك كظلك ويمْطِرك بالشعارات، وخاصة شعارات التضامن والمؤازرة والتضحية من أجلك وقد يقدم لك بعض الخدمات شبيهة، وشبيهة فقط، بما تقدم الدجاجة إلى صغارها (...)، وهو أبعد ممّا يقصد على أرض الواقع، حيث يفشل وتنكشف أطماعه ونواياه الخبيثة والماكرة، وتزول المساحيق في أول امتحان، وخاصة الامتحانات من العيار الثقيل، ومنها العلاقة بالمرأة وبالقضية الفلسطينية وقضية شعبنا..
خلاصات مباشرة:
1- الدجاجة مظلومة هنا، لأنها صادقة في الاعتناء بصغارها بمفردها، ومنذ فترة "حضانة" البيض. وكم تتملّكها الشراسة عند الاقتراب من بيضها أو من صغارها حمايةً لهم. ولا يخفى أنها أرحم من بعض "بْنادْم بِبْزازْلو"؛
2- توفير الأكل وحتى اللباس لا يكفي أمام الحرمان من "المْحْنَّة" (الحنان)، وحتى بعض الحيوانات تتمتّع بقدرة فائقة على منح "المْحْنَّة" الصادقة، علما أن من "المْحْنَّة" ما قتل؛
3- "المْحْنَّة" المطلوبة هي تقدير الآخر واحترامه والإحساس العميق بمشاعره. وأهمّ من ذلك الوفاء بالالتزامات عبر ترجمتها إلى أفعال حقيقية وليس فقط مناورات للإخضاع والتضليل وتحقيق المنافع الشخصية، ثم التّنكّر وقطع "الودّ" والمودّة؛
4- قد تكون معاني أخرى أعمق لهذا المثل السائر...