تصريحات رئيسة بلدية باريس ‎آن هيدالغو في كييف تحت المجهر.


عبير سويكت
2024 / 4 / 1 - 13:21     

‎تصريحات رئيسة بلدية باريس
‎آن هيدالغو في كييف تحت المجهر.

عبير المجمر (سويكت).

آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس خلال رحلتها إلى كييف في مقطع فيديو نُشر يوم السبت صرحت بأن "الرياضيين" الروس والبيلاروسيين "غير مرحب بهم" خلال الألعاب الأولمبية التي ستقام في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.
إلا أن خطابها هذا لم يعجب فئة كبيرة من الفرنسيين الذين اعتبروه لا يمثلهم، نسبةً لان الشعب الفرنسي عُرف عنه التسامح في المقام الأول و تغلب عليه الروح الإنسانية و محبة السلام و مبشرًا به، و الدليل على ذلك ان موقف فرنسا الرسمي منذ أنطلاق شرارة الحرب بين روسيا و أوكرانيا كان موقفًا رامياً للتوفيق بين الطرفين، و إيجاد حلول سلمية ليس انحيازًا لطرف علاوةً على الآخر و لكن حرصًا على وضع الشعبين اكثر من التركيز على مواقف الحكومتين و آخذاً فى الاعتبار أهمية الجنوح للحلول السلمية وقفًا لسلسال الدماء "حقنًا للدماء البريئة من الطرفين" و تجنبًا لسقوط المزيد من الضحايا و الجرحى و المصابين، و حتى لا تترمل النساء و يتيتم الأطفال عبثًا، لهذه الأسباب مجتمعة كان موقف فرنسا تجاه الحرب بين روسيا و أوكرانيا مبني على سياسة حكيمة قوية ومرنة حيث أجرى حينها رئيس الدولة الفرنسي ماكرون عدة مكالمات هاتفية تعامل فيها بحزم و مرونة فى ذات الوقت مع الرئيس بوتين، من اجل إيجاد الحل السلمى، وتوفير حلول إنسانية، وإيجاد ملاذات وممرات أنسانية آمنة للمدنيين.

و كانت و ما زالت فرنسا على عهدها و وعدها حريصة على السلم و السلام و مبشرة به لذلك وجدت تصريحات آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس فى كييف سخطًا عظيمًا من الفرنسيين الذين لم يروق لهم هذا الحديث المُصرح به في كييف حرصًا منهم على أهمية ان لا تتأثر العلاقات بين الشعبين الشقيقين أوكرانيًا و روسيا و ان ما يجمع بينهما اكثر مما يفرقهما تاريخ مشترك ثقافيا و اجتماعيا و تداخلات و أواصر علاقات انسانية اجتماعية و اخرى عبر التصاهر التأريخي ، و لذلك كانت و ما زالت فرنسا حريصة على اهمية ان لا تتأثر العلاقات بين البلدين على صعيد الشعوب و ان اختلفت الاراء و المواقف بين الحكومات، فرنسا لا تصطاد في المياه العكرة و لا تسعى لتوسيع الفجوة بين الاطراف المتحاربة و حريصة على تجنب اي شرخ في العلاقات بين الشعوب، لذلك على الصعيد الشعبي الفرنسي تمت إدانت تصريحات آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس في كييف باعتبار ان لا مكان و لا الزمان مناسبان لمثل هذه التصريحات التي تأجج الأزمة و تفاقمها .

و تأكيدًا على حرص فرنسا في سياستها على الفصل بين الشعوب و الحكومات، و خير دليل على ذلك تصريحات القصر الرئاسي الفرنسي الإليزيه و أدانة الهجوم الإرهابى على المركز التجارى بضواحى موسكو و إعرابه عن تضامن فرنسا حكومة و شعبا مع ذوي ضحايا الهجوم. في تاكيد كامل من فرنسا على حرصها الفصل فى سياساتها بين الحكومات و الشعوب.

و لان فرنسا بنفس مستوى حرصها على الفصل في سياساتها بين الشعوب و حكوماتها و عدم محاسبة الشعوب على مواقف الحكومات أيضًا لدي فرنسا ارتباطًا وثيقا بمبدأ العدالة و القانون، و الدليل على ذلك ان فرنسا تعتبر من الدول الكبرى التى صادقت و وقعت على جميع المعاهدات و المواثيق الدولية و القانونية حرصًا منها على الشفافية و المصداقية و ضمانًا لتطبيق العدالة، و لان مبادئ العدالة لا تتجزأ فان من مبادئ العدالة القانونية الأساسية التى يُعامل بموجبها الشخص تتمركز فى "مبدأ المسؤولية الفردية" أي ان الفرد يعتبر مسؤولًا عن أعماله الخاصة الفردية، و عليه يُعامل الشخص بمسؤولية عن اختياراته و أفعاله الخاصة، بغض النظر عن بلده الأصلي. و عليه تصريحات
‎آن هيدالغو خلال رحلتها إلى كييف بأن "الرياضيين" الروس والبيلاروسيين "غير مرحب بهم هو حديث يمثل شخصها و لا يعبر عن فرنسا حكومة وشعبا و رسميًا هي لم تكفل بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية التى تمثلها شرعيًا و رسميًا السيدة بريسكا ثيفينوت .

فرنسا كانت و ما زالت مهدًا للتسامح و عاملة دومًا على تعزيز ثقافة السلم و السلام الدولي و بلد ترحاب و استقبال، و قانونيًا لا يجوز بإي حال من الأحوال القول بان الرياضيين" الروس والبيلاروسيين "غير مرحب بهم" خلال الألعاب الأولمبية التي ستقام في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس. من يريد ان يدعم كييف فعليًا لا يكون عبر التصريحات النارية الغير المسؤولة و شق الصفوف لتسجيل بطولات وهمية خصمًا على فرنسا، و لا يجوز إتخاذ الموقف الروسى في كييف "ذريعة" و مبرر للتصريح بان الرياضيين" الروس والبيلاروسيين "غير مرحب بهم" خلال الألعاب الأولمبية، ان الرياضيين الروس و البيلاروسيين لا يجوز معاملتهم بمنهج "المسؤولية الجماعية" و بالتالي "العقاب الجماعي"، لانهم غير مسؤولين عن مواقف او أفعال دولتهم إتفقنا او أختلفنا مع روسيا، علاوةً على أنهم غير متورطين لا بصورة مباشرة و لا غير مباشرة فى جرائم حرب و لا حتى فى انتهاكات حقوق انسان و لا حتى انتهاكات القانون الدولي فى اى بقعة من بقاع الأرض إلا إذا كان لدي السيدة آن هيدالغو ما يثبت عكس ذلك، علما بان المجرم برئ في نظر القانون حتى تثبت إدانته.

و عليه نكرر ما قولناه سابقًا "ليس من المسموح " أن تصوب السيدة آن هيدالغو عصاها تجاه"الرياضيين" الروس و البيلاروسيين او حتى يتم لفظهم إجتماعيا بالمبادرة بعدم الترحيب بهم في الأراضي الفرنسية.
ليس من العدالة ان يتم تحميلهن مسؤولية أفعال دولة ينتمون لها لان فى ذلك انتهاكًا صارخًا " لمبدأ العدالة الفردية" ، ان افعال الدولة التى ينتمون إليها لا تمثل بالضرورة لا الفرد و لا المجموعة، و عليه لا يجوز ان نحكم على الاشخاص او على منتخب رياضي بناءًا على جنسيتهم او اصلهم الوطني.

و إيمانًا منا، أنه عدليًا من الضروري و المهم معاملة كل فرد او مجموعة بطريقة مستقلة و باعتبارهم فرق
روسية و بيلاروسية هم مسؤولون"فقط" عن أفعالهم الفردية و الخاصة، و غير مسؤولين على الإطلاق عن افعال الدول المنتمين لها. لان كل شخص هو فرد فريد بقيمه ومعتقداته وسلوكه الخاص.

أخيرا و ليس آخرًا، إننا نذكر بان المحافل الرياضية و الفعاليات الدولية الهدف منها أولآ تجميع الإنسانية و ليس تفرقتها و شق الصفوف، آملًا في ان تحقق الرياضة ما عجزت ان تحققها السياسة. من آجل تعزيز ثقافة التسامح و السلام، حمايةً و صونًا للسلام و السلم الدوليين.