وجدة المنسيّة


إلياس شتواني
2024 / 3 / 25 - 10:06     

وجدة؛
مهد الألفية..
أصبحت مرتعا
للنسور البريّة..
من يقودها
قريش ببدلات أجنبية..
لصوص بمراسيم وقفية..
وجدة؛
حاضنة الذِكر..
مبدعة الحرية والفكر..
أصبحت..
بغلا دون سرج..
ثورا مخصيا..
بقرة دون ضرع وفرج..
وجدة المنسيّة..
لا زالت صامدة..
في وجه صدأ حديدها..
أبدا لم تنسى..
ذكرى غريقها وطريدها..
حلاوة كعكها وقصيدها..
شاهدة بجدرانها الثورية..
على شبابها الفحل
على خليفتها الضحل..
على من يُقسمون
ويخلفون..
على من يشهدون
ويكتمون..
على من يرتّلون
على من يهلّلون
للجلباب والعمامة..
على من يأكلون..
على من يعيشون..
على بقايا الأزبال والقمامة..
مدينة الأشباح تستغيث..
فقد أصبحت وجدة
جادّة قهر..
ملك يمين..
منكوحة دون موافقة أو مهر..
قريبا يا وجدة،
سيتذكّرك الجميع..
سيرثيك الجميع..
وسيخلّدون ذكراك
في الطريق نحو الرباط..
على أنقاض القصر..
على رفات الحاشية والبلاط..
وسيقام لك تذكار..
في الطريق نحو الموت..
نحو رفع الرأس والصوت..