احزاب فاشية أوروبية لا تختلف عن الأحزاب الحاكمة في برلين وباريس ولندن..


احمد صالح سلوم
2024 / 3 / 21 - 00:31     

الطريف أن بعض أحزاب أقصى اليمين الاوروبي يقتبس خطاب اليسار الشيوعي الذي فسر الحرب الاستعمارية على روسيا بأنها لسرقة صناديق الضمان الاجتماعي وسرقة إمكانية تحسين الدخول تحت مسمى بعبع غير موجود اسمه روسيا ..وروسيا كانت تقدم الغاز الرخيص وكان الرفاه الأوروبي لعشرات السنين بفضل رخص الطاقة الروسي الا حين أن قررت عقلية اللصوصية الغربية الاستعمارية الحاكمة أن بالإمكان سرقة النفط والغاز نفسه وسرقة دافع الضريبة وصناديق الدولة تحت مسمى خطر روسي..احزاب أقصى اليمين الفاسدة تتبنى ذلك الخطاب اليساري وتنجح انتخابيا كما حصل في ايطاليا وبعد ذلك تعود إلى فسادها والى محاربة روسيا مع أسيادها الذين هم أسياد الأحزاب النيوليبرالية الغربية ..انتبه الى هذه اللعبة الحقيرة بين اطرف احزاب الأقلية الاوليغارشية المالية سواء حزب ماكرون أو الخضر أو اشتراكية فرانسوا هولاند أو خطاب ماري لوبان . انتبه جون لوك ميلنشون والأحزاب اليسارية التي لها موقف ضد الحرب العدوانية على روسيا من خلال النازي زيلينسكي والنازي نتنياهو ..هي من ينبغي أن تنتخبهم..
ليس لدى احزاب أقصى اليمين اي برامج لتحويل هذه الشعارات اليسارية إلى واقع يصب في مصلحة المواطن الأوروبي ..بل رفع هذه الشعارات من طرفها هو تجارة انتخابية لا اقل ولا اكثر
ولاحظنا حتى موضوع الهجرة الذي تزاود به الأحزاب الفاشية أدت سياسات رئيسة الحكومة الإيطالية إلى ازدياد الهجرة وليس معالجة بنودها بشكل عملي وربما هذا التطرف الوحيد الذي يدفع قطاعات شعبية واسعة يائسة من أن تختار ذلك بعد أن تبين لها ان لا فرق بين الأحزاب اليمينية التقليدية مهما كانت مسمياتها ليبرالي أو خضر او مسيحي أو جزء من الأحزاب الاشتراكية التي قدمت اشتراكية تخدم الأقلية المالية كاشتراكبة فرانسوا هولاند الذي أدت إلى نتائج كارثية على شطب الحزب الاشتراكي من بين الأحزاب التقليدية فهو من قدم النيوليبرالي المعادي لتطلعات أغلبية الشعب الفرنسي ماكرون في إحدى حكوماته مع علمه أنه لا يخدم الا البنك الروتشيلدي الاستعماري الذي يعادي كل الشعوب ولا هدف له إلا تدمير المكتسبات الاجتماعية وشن حروب تنهب كل صناديق الدولة لتصب عبر آليات فساد في بنوك الأقلية المالية الاوليغارشية وهذا لاحظناه في الأموال الأوروبية التي توجهت إلى ثاني أكثر نظام فاسد في العالم باعتراف المفوضية الأوروبية قبل اندلاع الانقلاب النازي في اوكرانيا على الرئيس المنتخب ديمقراطيا والذي قادته مدام نولاند الذي طلبت منها الإدارة الأمريكية أن تستقيل رغم أنفها بسبب الكوارث التي جلبتها على تسريع أزمة الديون بهزيمة حلف الناتو في اوكرانيا وفقدان دوله حتى القدرة على الدفاع عن النفس على مستوى الذخيرة الاساسية فلا يحتاج السيطرة على اوروبا الا قرار روسي ولن تفعل لهم الولايات المتحدة اي شيء لأنها كما كشفت حرب الإبادة الصهيونية الأمريكية على غزة عجز واشنطن ولندن على السيطرة على البحار التي احتكرتها بعد الحرب العالمية الثانية تقريبا وتسيدت بها بعد الحرب الباردة ..فقد عجزت واشنطن ولندن أمام قوة إقليمية ناهضة وعبقرية وجديدة اسمها حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء. .وهذه الأموال الأوروبية توجهت إلى طبقة فاسدة حاكمة في كييف لتعيدها إلى البنوك الروتشيلدية من خلال شراء بنايات اللوكس في لندن وغيرها وتحول زيلينسكي إلى ملياردير ومعه عصابته التي تولغ بدم الشعب الواحد الروسي والاوكراني واب وام زيلينسكي يقيمان في المغتصبات الصهيونية بفيلا لوكس وحماية وحدة خاصة بريطانية ..
احزاب أقصى اليمين في أحد الاحتمالات يمكن أن تفوز ولكن هذا الخيار الشعبوي الفاشي هو خيار انتحاري سريع لانه متقوقع على النفس ولا علاقة له بابجديات مواجهة التحديات التكنولوجية وتغيرات أساسية في موازين القوى الاقتصادية والعسكرية لطرف موسكو وبكين وطهران وصنعاء..حكومات فاشية لأقصى اليمين تماما مثل حكومات فيشي الأطلسية الحالية في اوروبا الغربية التي تدمر اقتصاداتها كما تفعل عصابة برلين الائتلافية النيوليبرالية بين حزب المستشار وحزب الخضر والحزب الليبرالي .
السيناريو الأمريكي المعد لالمانيا لاستمرار احتلالها كما تتوهم واشنطن مع أنها لا تملك بنية هيكلية إمبراطورية انتاجية كالسابق بل حتى البناء الداخلي متفجر وربما نشهد حرب أهلية أمريكية في نهاية العام بعد انهيار محتمل في الاقتصاد الأمريكي ..
إذا الأحزاب الفاشية من أقصى اليمين هي عرض لأزمة المجتمعات الغربية تماما كالاحزاب الحاكمة اليوم في اوروبا الغربية والولايات المتحدة ولا بديل الا بديل اشتراكي يساري بافق عالمي غير استعماري