المرأة العراقية في يوم عيدها العالمي- سيدتي..أنت استثناء


قاسم حسين صالح
2024 / 3 / 9 - 11:54     

المرأة العراقية في يومها العالمي
سيدتي ..انت استثناء!

تؤكد الأحداث ان المرأة العراقية هي الوحيدة بين نساء العالم المعاصرالتي تعرضت الى معاناة قاسية على مدى(43) سنة..بدءا من الحرب العراقية الأيرانية وكارثة غزو الكويت والحصار، وصولا الى الحرب الطائفية(2006- 2008) فالحرب الداعشية(2014)...حروب حمقاء سرقت الفرحة من عيونها وافقدتها الزوج والاب والابن والاخ والأحبة ، وحفر الزمن تجاعيده بوجهها على عجل..وما تزال تنظر بريبة وخوف من المجهول، فضلا عن تراكامات الهمّ المتزايد يوميا باعداد المطلقات والارامل والعوانس والشابات بعمر الزهور.
كانت المراة العراقية تتمنى ان تتحقق لها ظروف افضل لتتمكن من الاحتفال بهذا العيد بصورة تليق بهذا اليوم الكبير فبقيت معظم امنياتها مؤجلات. نعم لقد تحقق للمرأة مكسب كبير بدخولها النشاط السياسي،وصار لعدد مميز منهن صوت مسموع ومؤثر في الحياة السياسية والتشريعية والتنفيذية،ومع ذلك فالمرأة العراقية ما تزال تعاني من العنف الأسري والخوف وتوقع الشرّ،والتعرض الى التشريد في الخيام خوفا على ازواجهن وابنائهن وبناتهن من القتل والسبي والبيع.والأقبح ان جرائم القتل بدافع الشرف ما تزال شائعة..وما يزال القانون العراقي يتعامل مع الرجل القاتل بتعاطف!
وتبقى ثمة مفارقة..ان الكثير من النساء العراقيات لا يعرفن شيئا عن هذه المناسبة العالمية،ومعظمهن يبدو لهن الثامن من آذار تاريخا مجهولا في حياتهن..ولهن نقول :
في الثامن من اذار /مارس 1908، خرجت 15 الف امرأة في مسيرة بمدينة نيويورك مطالبات بساعات عمل اقصر واجر افضل ومنحهن حق التصويت.وبعد عام من تلك المسيرة،اعلن الحزب الاشتراكي الامريكي ذلك اليوم عيدا وطنيا للمرأة.
وفي 1910 اقترحت سيدة تدعى (كلارا) في مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاغن، بأن يصبح يوم 8 مارس /اذار يوما عالميا للمرأة ، واحتفل بهذا اليوم لأول مرة في عام 1911 في كل من النمسا والدنمارك والمانيا وسوسيرا.
وفي عام 1977 دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الاعضاء الى اعلان الثامن من اذار/ مارس عطلة رسمية للامم المتحدة من اجل حقوق المرأة والسلام العالمي،وتعبيرا عن الحب والاحترام العام لما تحققه المرأة من انجازات في مجالات الحياة المختلفة.

تهنئة من القلب لك سيدتي في يوم عيدك العالمي..مع همسة اوصليها للصبايا ..قولي لهن: ماما..المطالبة بحقوق المرأة ..ليست باللبس القصير والمكياج والفلر والبوتوكس .. بل بثقافتك ووعيك وادراكك ان ضمان حقوق النساء والفتيات في شتى نواحي الحياة هو السبيل لبناء مجتمع راقي واقتصاديات مزدهرة وعادلة.. وذكريهن سيدتي بانهن سيصبحن امهات ، وأن (الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق).
قبلاتنا على جبينك سيدتي ..وكل عام وانت بألف خير.