فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك


خالد بطراوي
2024 / 3 / 8 - 16:50     

بعجالة، ومن بعض ما جرى تسجيله في سفر التاريخ من أحداث، ورغم اختلاف الظروف والمعطيات والدوافع، ففي السادس والعشرين من تشرين الأول لعام 1979، جرى اغتيال الزعيم الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي على يد رئيس مخابراته كيم شي جيو ويقال بعد "العشاء الأخير" الذي شهد خلافا بينهما.
وفي الخامس من تشربن أول لعام 1995 جرى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين بالرصاص من قبل يغئال عامير وهو يميني صهيوني متطرف وذلك خلال مهرجان في مدينة تل أبيب لدعم ما يسمى بعملية السلام واتفاقات أوسلو.
أما في الرابع عشر من شباط لعام 2005 فقد جرى تفجير موكب رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وسط بيروت على الرغم من سمو درجة الحيطة والحذر والأمن لديه.
أما رئيس هايتي جوفينيل مويز فقد تم تصفيته من قبل مجموعة مسلحة في قصره في السابع من تموز ( يوليو) لعام 2021.
وتطول هنا قائمة الإغتبالات السياسية المسجلة في سفر التاريخ وكما قلنا لأسباب متعددة وبظروف مختلفة وبالطبع فإن القائمة تكون أطول عندما يتعلق الأمر باغتيالات المعارضين السياسيين الذين يتم استهدافهم من قبل الأنظمة الحاكمة و/أو من قبل معارضين سياسيين آخرين بل وحتى من أبناء ذات الفصيل.
هذا أيها الأحبة حال السياسيين، فما هو حال الرياضيين؟
في الثاني من تموز لعام 1994 قامت المافيا الكولومبية بإغتيال لاعب خط الدفاع الكولمبي أندريس اسكوبار جراء خطأ غير مقصود ارتكبه في مباراة منتخب كولومبيا مع الولايات المتحدة ما أدى لخروج منتخبه من مونديال أمريكا.
في السادس والعشرين من كانون الأول لعام 2005 قتل الساعدي القذافي إبن الزعيم الليبي معمر القذافي لاعب كرة القدم بشير الرياني إثر تصريح صحفي أدلى به ينتقد من خلاله آداء الساعدي في الحقل الرياضي.
في الثالث والعشرين من آب لعام 2014 قتل مهاجم الفريق الكاميروني ألبير ايبوسي رميا بالحجارة عقب خسارة فريقه المبارة أمام اتحاد الجزائر رغم أنه هو الذي سجل هدف فريقه الوحيد في المباراة.
في السادس والعشرين من تشرين الأول لعام 2014 قتل حارس المرمى جنوب الإفريقي سنزو ميويا في منزل خليلته في حادث للسطو المسلح.
وعلى الصعيد الفني ( لا السياسي ولا الرياضي) فقد سجل التاريخ أيضا العديد من حوادث القتل والانتحار لا يخلو بعضها لإعتبارات العمل الفني.
في السادس والعشرين من آذار لعام 1994 قتلت الفنانة من أصول كردية وداد حمدي على يد الريجسير متى باسيليوس طعناً بالسكين بغية سرقة مالها رغم أنه – وفقا لاعترافاته آنذاك - كان يفضل قتل الفنانة يسرى لذات السبب لكنه فشل في العثور عليها، وكان أن جرى تنفيذ حكم الإعدام به بعد إدانته.
أما الفنانة المصرية سعاد حسني التي توفيت في الحادي والعشرين من حزيران لعام 2001 إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن مع وجود شبهات بقتلها وليس إنتحارها ( كما قيل) فقد تم إعادة فتح التحقيق بعد "ثورة 25 يناير" والقبض على صفوت الشريف.
ومن منا ينسى الحادثة المأساوية للمطربة التونسية ذكرى التي قتلها زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي بخمس وعشرين رصاصة في الثامن والعشرين من تشرين الثاني لعام 2003 ثم إنتحر.
في الرابع والعشرين من شباط (فبراير) عام 2013 قتل الممثل السوري ياسين بقوش جراء قذيفة إستهدفت سيارته قرب مخيم اليرموك إبان ثورة ما يسمى " بالربيع العربي".
خلاصة القول، لو عملت في السياسة أو الرياضة أو الفن أو أي من مجالات "الشهرة" الزائفة ذات المكياج والرتوشات التجميلية، فإنك أيها الحبيب، ستكون أكثر عرضة للقتل والتصفية والإغتيال بل والازمات النفسية طالما أن " الآنا" عندك عاليه فيكثر الاعداء.
أما إذا عملت بنكران ذات وآثرت أن تعلو الـ " نحن" على الـ "أنا" لديك فإن موتك طبيعيا كان أم إغتيالا يكتسي نكهة مقولة الشهيد غسان كنفاني " الإنسان قضية".
في النهاية .... تعددت الأسباب ... والموت واحد ... فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك ... وطيّب الله ثراك.