جمالية البناء الفني للصورة الأدبية في النص السردي التعبيري للكاتب كريم عبد الله الموسوم ( قميصك الوردي يجهل أبجدية الألم )بقلم : عبدالكريم عباس حمزة


كريم عبدالله
2024 / 3 / 7 - 21:57     

جمالية البناء الفني للصورة الأدبية في النص السردي التعبيري للكاتب كريم عبد الله Kareem Abdullah الموسوم ( قميصك الوردي يجهل أبجدية الألم )
==========================
الصورة الأدبية : هي نوع من التعبير الذي يستخدمه الكاتب أو الشاعر لتوضيح أو وصف شخص أو مكان أو حدث دون الحاجة إلى استخدام الكلمات المباشرة، وتعتمد الصورة الأدبية على استخدام الألفاظ البسيطة والوصف الدقيق لتوضيح المعنى الذي يريده الشاعر أو الكاتب.
أما البناء الفني : فهو قدرة الكاتب على استخدام اللغة بشكل جميل و مبتكر ، و التمكن من توظيف الكلمات و الجمل و العبارات بشكل يتناسب مع الرسالة المنشودة في النص .
و تتبين جمالية البناء الفني للنص السردي للكاتب كريم عبد الله في النقاط التالية :
١ - إستخدام الكاتب تراكيبا و تشكيلات صوتية معينة منحت النص ايقاعا و جمالية متفردة .
٢ - إستخدام الألفاظ و المفردات الجميلة و الغنية بالمعاني و الدلالات المتعددة .
٣ - التناسق و التناغم الصوتي بين الجمل المختلفة في النص .
٤ - إستخدام التشبيهات و الإستعارات البديعة التي أضافت للنص جمالية و عمقا .
٥ - تنوع الألوان اللغوية و المعاني المجازية و الرموز التي زادت من جمالية النص .
٦ - قوة التعبير و الوصف التي مكنت الكاتب كريم عبد الله من نقل احاسيسه و مشاعره بشكل فني وجمالي .
٧ - سلاسة و تدفق الكلمات والجمل في النص .
٨ - براعة استخدام الرمزية و المجاز اللغوي ، مما أضفى على النص طابعا خاصا ترك للقارئ و المتلقي حرية التأويل و التأمل .
٩ - الإيقاع الداخلي للنص ، من حيث توزيع الأصوات و المقاطع اللغوية في الجمل و العبارات بطريقة موسيقية أعطت النص حركة و حيوية واضحة .
١٠ - الدلالة و ما يتعلق بمعاني النص المتعددة ، و كيفية توصيل هذه المعاني بطريقة فنية جميلة من خلال استخدام المفردات و التعابير المناسبة للحدث ، و الدقة في اختيار الكلمات و التراكيب اللغوية .
كل تلك العناصر المذكورة آنفا عملت معا لتوليد نصا جماليا ألهم القارئ و المتلقي و أثار لديهم استجابة عاطفية و فكرية عميقة .
عبد الكريم حمزة عباس
===============
(قميصكِ الورديّ يجهلُ أبجديةِ الألم)
قميصكِ المخمليَّ جاسوس يحترفُ التلصصَ كلّما ألقاكِ خلسةً منكِ يسرقُ لونَ الشفتين يفضحهُ بالخجلِ يغزلُ مِنْ تأوهاتكِ شالاً ( سلطانيّاً )* يدثّرُ عنفوانَ ثماركِ الطازجة مغتاضاً مِنَ الكحلِ إذا ماترقرقتْ دمعةٌ تهمُّ بالأنهمارِ تقبّلُ أرضيَ اليابسة كمْ تمرّدَ مِنْ شماتةِ الزَغَبِ المتماوج يتمرّغُ بريشِ أجنحتي فيفكّ أزرارَ التردد يشاكسُ عطركِ العجولَ يعانقُ تدفقَ دهشةٍ في مخيلتي تحومُ حولَ مدائنكِ اللذيذة يجهلُ أبجديةَ الألمَ المكتومَ في رنينِ صوتكِ الرقراقَ يحملُ ضجيجهُ يتأبطُ نشوةً ترقدُ على شمّاعةِ الأنتظار لا يميّزُ بينَ إشتعالي وتلويحةاللقاء …!
(* ) : سلطانيّاً : نسبة الى الورد السلطانيّ صاحب العطر الزكي.
كريم عبدالله بغداد – العراق