سجون بلادك وبلادهم


جاكلين سلام
2024 / 3 / 6 - 09:16     

حين كان الفلاحون يعدون الأفراح للانتقال من المحراث اليدوي إلى الزراعة الآلية، ومن الحصاد بالمنجل إلى استخدام الحصادة الآلية، كانت السجون عامرة بآليات التعذيب البدائية وما تزال.
كانت السجون مكتظة بالشيوعيين، بالقوميين السوريين، بالقوميين الآشوريين، بالقوميين الأكراد، بأفراد من الشعب الذي لم يكن طوعا في خدمة الشرطة،
وما يزال.
*
السجون حالة بدائية، كانت وما تزال.
التعذيب حالة همجية في كل الأحوال
في كل البلاد
التي لم تكن يوما على ما يرام
وما تزال.
*
وكانت توزع كتب محو الأمية على فئات من الشعب الذي فاته أن يتعلم لغة العصر
أو حرم من التعليم
وما يزال العلم مكلفا ولا يسد الموسم بعد الحصاد نفقاته.
وكان"حمدان فلاح نشيط"
وكانت أم حمدان تحلب الأبقار والأغنام وهي تغني تراثيات شعبية وتجلب الماء من العين القريبة على كتفيها ورأسها.
وكان التأميم الزراعي يعد حمدان وقبيلته بالخير والبركات.
*
كانت رباب تلبس تنورة حمراء قصيرة في كتاب الصف الأول الابتدائي وكانت مع باسم تسقي الحديقة.

كانت وما تزال عشتار تحمل جرة ماء بين يديها
فوق مستوى فخذيها
مثبتة على عمود أثري في ذلك المكان
ذلك البلد
تلك البلاد
التي ما تزال تموت من العطش الى أيام لا تشبه هذه الأيام أو تلك.

هامش: باسم ورباب اسماء من كتب المدرسة السورية في الابتدائية.
وحمدان اسم من كتب ( محو الامية ) في سوريا السبعينيات.