رواية فينيقيل والقضية الفلسطينية


عايد سعيد السراج
2024 / 2 / 29 - 14:12     

رواية فينيقيل. والقضية الفلسطينية.

لقد انهيت قراءة الرواية منذ مدة.
بعد القراءة الثانية للرواية تمتعت بها كثيراً فهي رواية عالية المقام، وتعتبر رواية مثقفة بامتياز.
أحداثها متسلسلة ومشوقة وفيها شد وقريبة من الروح وهي تختزل. الطاقة الروحية في عمقها. مع طاقة الذاكرة. والعقل المثقف الذي يضخ عليك الأحداث بانسيابية واستيعاب وفهم عميق للأحداث التاريخية الكبيرة وتوظيف المكان بشكل حقيقي ومدروس بلغة ساحرة وممتعة وقد تم تسخير. الحكايات المتعددة والمتداخلة بشكل ساحر وذلك بلغة مطواعة تصل احيانا في بعض
جملها. وتشبيهاتها وصورها واستعاراتها لدرجة الإدهاش . كان الراوي عارفا بفنية واتقان ، تحريك الشخوص واستنطاقهم بحوارية عميقة وموضوعية وجذب الأبطال في العمل.
أغلبهم كانوا مُـقَـنعين ومقتنعين بشخوصهم.

والعودة للتاريخ بلقطات ذكية وأحيانا صادمة للمتلقي. مما تجعلها في حالة تحفز، وتحفيز لذاكرته و مداركها .

وتحليل حرب "النورماندي" وأجواء الحرب في الحرب العالمية الثانية - والحروب. الأخرى التي جرت في. التاريخ...وفي منطقتنا… وفلسطين.

ماهي في العمل إلا كشف بيان تاريخي. لأحداث. المنطقة بمحبة وفهم عميق للتاريخ.
والصراعات التي جرت ، بالإضافة، للتاريخ المزيف. وقذفه بوجه هذا العالم المشوَّه ، والمشوِّه، للحقائق ،
وايضا عوالم الرواية من اليابسة ،والبحر ،والجزر، والخلجان، والمدن ،
والبشر، والموت ، والحياة ،وطبيعة ، البشر كلها.
" والغَـزَّيّة "التي هي سر العمل.
والصحفي الذي يتكلم بلغة المثقف. العارف كلها شخوص من لحم ودم.
بحضور كبير وجوهري في العمل وكل من الشخوص كان في مكانه وحجمه. الحقيقي ....
المهم وباختصار الرواية. عمل. كبير. ومهم … ولكن الرواية في المئة صفحة الأولى فيها استطالة ، تحتاج لتكثيف لكي تتماها الرواية مع عوالمها ، وكذلك الرواية واحداثها بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت . ومتابعة الصحفي لجميع الاحداث كان عملا مهما للربط في العمل الروائي المتكامل. فنياً وتقنياً ولقد اخذ جسد الرواية الطابعي الملحمي المكثف في النسيج العام للعمل.
وبلغة عالية وانسجام لغوي رائع وحركة. سريعة وجملة. اكثر حرية وتحررا.

..طبعا الرواية تحتاج لدراسة كبيرة وموسعة ودراسة الشخوص وحيواتهم المكثفة. وهذا. مجرد رأي. مبدئي.

: أخذت الرواية الجائزة الأولى لجائزة.. حنا مينه عام 2018 م
من وزارة الثقافة..وهي للأديب. أحمد عبد الكريم ونوس.