إلى متى؟!


ضيا اسكندر
2024 / 2 / 20 - 12:43     

يشمئزُّ من رؤية القمر بدراً.
يستعر غضبه إذا ما لمح قوس قزح.
يقطّب جبينه إذا ما شمّ عطر وردة..
في حال سماعه لضحكة طفلٍ رضيع، يكزّ على أسنانه مغتاظاً.
يمقت زقزقة العصافير عندما تصدح في الربيع.
ويكاد يطير فرحاً لدى سماعه نهيقَ حمارٍ أو نعيبُ بومٍ، أو زعيق أبواق السيارات.
في كل مرة يسقط على قفاه من فرط ضحكاته، لدى رؤيته ضريرٍ أو عجوزٍ يتعثر ويهوي على الأرض.
لا يفارقه التبسّم لدى حضوره جنازة، ويرغب بسرد آخر ما سمعه من طرائف في هذه المناسبة.
بارعٌ في تجفيف مصادر الفرح لأقرب الناس إليه.
وأكثر ما يغبطه مشهد الثكالى وهنّ يندبن، والمرضى الميؤوس من شفائهم وهم يئنّون من شدة الوجع.
أحبُّ الملائكة إليه وأفضلهم، هادم اللذّات ومفرّق الجماعات: عزرائيل. ومالك (خازن النار) المكلّف بجهنّم.

وأنا، كاتب هذه الأسطر، مضطر للعيش معه..