: الاشتراكية -- طريق السلام ووحدة الشعوب


نجم الدليمي
2024 / 2 / 18 - 14:13     

رد للسيد لبيب سلطان المحترم

اود ان اشير اليكم حول تعليقكم حول كوبا وشكراً لكم على التعليق وبودي ان اشير سريعاً لكم بعض الملاحظات التالية وهي:
لقد اشرت بردكم (( كوبا محطمة وجائعة، فشل الاقتصاد ( نفس محنة فشل النموذج السوفيتي، اصل مشكلة كوبا توريطها من اليسار الكوبي، مشكلة كوبا هي داخلية - بنموذح فاشل في الاقتصاد مع ديكتاتورية...)).
اليكم وجهة نظري كباحث وهي الاتي :

اولا: من حقك ان تناهض الفكر الاشتراكي وان تدافع عن الراسمالية والليبرالية والنيواليبرالية ولكن ليس من حقك ان تفتقد للعلمية والموضوعية حتى مع خصمك السياسي / الايديولوجي وانت تحمل شهادة الدكتوراه وخاصة فيما يتعلق الأمر بالاشتراكية بشكل عام وكوبا بشكل خاص.

ثانياً: لا اعرف ما هو اختصاصك العلمي، وانا استاذ الاقتصاد الدولي اود ان اقول لكم ان في علم الاقتصاد يعد مؤشر الدخل الحقيقي احد اهم مؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للفرد وبغض النظر عن طبيعة النظام القائم هذا من الناحية الاقتصادية وان الدخل النقدي لم يعد مؤشراً حقيقياً لرفاهية المواطن وهذه هي احدى خدع البرجوازين في علم الاقتصاد وهم يدركون أن ذلك غير اساسي ولكن...؟

ثالثا: ان البكاء او التشفي ان (( كوبا محطة وجائعة وفشل اقتصادها... ومشكلتها داخلية...)) ان ذلك يعد تجني على الواقع الموضوعي الملموس ونقول كوبا لم تطلب من اي بلد مساعدات إنسانية، سواء غذائية، دوائية...، وهي لم ولن تتراجع عن الثوابت الوطنية والمبدئية للنظام الاقتصادي والاجتماعي الاشتراكي، الشعب الكوبي هو من يقرر مصيره بنفسه بدون تدخلات خارجية سواء من قبل اميركا اوغيرها والمطلوب الكف عن التامر ضد الشعب الكوبي وخاصة من قبل الامبريالية الاميركية وحلفائها.
رابعاً: هل تعلم ياسيد لبيب سلطان ان متوسط العمر للفرد الواحد في كوبا هو اعلى مما في اميركا ويعود سبب ذلك للنظام الصحي والتعليمي والضمان والرفاهية للمواطن وهل تعلم أن لدى كوبا افضل نظام صحي وتعليمي ووفق الامكانيات المتاحة لديها وكل ذلك بالمجان وبدون تمييز بين المواطنين، وهل تعلم كم قدمت كوبا الاشتراكية مساعدات في اعداد الكوادر العلمية للبلدان النامية وخاصة لبلدان اميركا اللاتينية وخاصة في مجال اعداد الاطباء والمهندس وبالمجان وانت تعرف جيدا كم كلفة اعداد الطبيب والمهندس؟ هذا ما يقدمه الشعب الكوبي لشعوب البلدان النامية.

خامساً: هل تعلم (( بلغ متوسط وفيات الأطفال في كوبا الاشتراكية وبعمر اقل من سنه 3،9، طفل من كل 1000 ولادة حية جديدة وفي واشنطن يفوق العدد ما بين 4-5 مرات مما يحدث في كوبا الاشتراكية، بل توجد مناطق في اميركا تصل حالات الوفيات الى 20 وفاة لكل 1000 ولادة...))، ( فيدال كاسترو العولمة الامبريالية، ص،147).

سادساً :: هل تعلم كم كلفة الخدمات في اميركا الان؟ فقط الايجار ينهب من الدخل النقدي للمواطن الاميركي ما بين 40-50 بالمئة من دخله النقدي اما العلاج والدراسة فهي كارثية للغالبية العظمى من المواطنين الاميركان وهي تكلف ما بين 2700-3000 دولار أمريكي،؟ كم متوسط الاجور؟ وكم متوسط الراتب التقاعدي في اميركا؟ انت اعرف بذلك.
سابعاً :: هل تعلم اولا تعلم حول متوسط الجريمة سنوياً في اميركا؟ هو ما بين 10-11 مليون جريمة وكما تعد اميركا الدولة الاولى عالمياً في استهلاك المخدرات فهي تستهلك نحو 50 بالمئة من انتاج المخدرات في العالم وهي الدولة الاولى في العالم في حجم المديونية الداخلية والخارجية والداخلية تجاوزت 33 ترليون دولار أمريكي وفي حكم بايدن زادت المديونية الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية نحو 8،3 ترليون دولار أمريكي ويتوقع ان تصل المديونية الداخلية لعام 2025 نحو 36 ترليون دولار أمريكي علما ان الناتج المحلي الإجمالي لا يتعدى 15-17 ترليون دولار أمريكي؟ ناهيك عن تفشي فيروس الفساد المالي والإداري تفشي فيروس كورونا والتي كانت اميركا عاجزة عن معالجة ذلك وتحملت خسائر بشرية كبيرة بسبب فايروس كورونا المشردين في الشوارع، ويوجد اكثر من 50 مليون مواطن اميركي بدون ضمان صحي وعودة الامية ناهيك عن اشباه الاميين وخاصة وسط الشباب وكذلك اشاعة المثيلين والجندرين في اميركا واصبح ذلك قانونياً وبايدن يريد فرضه بالقوة على شعوب العالم بشكل عام والشعوب العربية بشكل خاص وتفشي المخدرات وبيع السلع الحية وسط الشباب مقابل ذلك تنفق اميركا وخلال السنوات الأخيرة الخمسة مثلا انفاق عسكري مرعب اكثر من 800 مليار دولار اميركي سنوياً ويشكل الانفاق العسكري الاميركي اكثر من 45 بالمئة من اجمالي الانفاق العسكري العالمي.

ثامناً: لم يتم التطرق او ذكر الجرائم التي ارتكبتها اميركا اتجاه شعوب العالم كافة ففي فيتنام تم قتل 4 مليون شخص عبر رمي ملايين الاطنان من المتفجرات والمواد الكيماوية على بلد يبعد عنها اكثر من 15 الف كيلو متر وفي انغولا تم تدمير وسحق القرى بالكامل، هيروشيما وناغازاكي، قتل وتشريد الشعب السوري والليبي والسوداني والافغاني واليمني واليوغسلافي والعراقي... ، والشعب الفلسطيني والغزي يباد ويذبح وسط النهار وفي صمت مطبق كصمت اهل الكهف من قبل الغالبية العظمى من الحكام العرب المنبطحين امام الكيان الصهيوني واميركا وحلفائها، ناهيك عن القيام بالانقلابات الفاشية في العراق عام 1963 وفي شيلي عام 1973... وفي اوكرانيا عام 2014 والمسلسل مستمر في هذا الاتجاه اللاشرعي واللاقانوني كوبا الاشتراكية لم تقوم بذلك ومع ذلك تدعي اميركا بحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير.

تاسعا :: هل تعلم ان 1 بالمئة من المجتمع الاميركي يستحوذ على حصة الاسد من الداخل القومي الاميركي؟ اين العدالة الاجتماعية والديمقراطية؟ وفي ظل وجود المشردين والمواطنين بلا سكن واشنطن انموذجا حيا وملموسا على ذلك في كوبا لا يوجد مشرد في الشارع الدولة الاشتراكية ضمنت حق العمل دستوريا للمواطن اي غياب البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة وكما ضمنت مجانية التعليم والعلاج والسكن. هذه هي كوبا الاشتراكية التي تصفها بالحائعة....؟
عاشرا :: تهدد اميركا شعوب العالم كافة بقضايا عديدة ومنها: تفشي المخدرات والارهاب الدولي وامتلاك اسلحة الدمار الشامل ( السلاح النووي) وسيناريو ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية... وهل تعلم ان اميركا تملك نحو 400 مصنع لصناعة الاسلحة البيولوجية في العالم ومنها 30 مصنع في اوكرانيا النظام البنديري - الارهابي علماً ان القانون الاميركي يمنع اميركا من اقامة المصانع البيولوجية؟ ومع ذلك تدعي بالديمقراطية وحقوق الإنسان.؟!.
الحادي عشر: عن حق عندما قال كاسترو (( الموت او الاشتراكية)) ثم قال(( الشرف الوطني غير قابل للتفاوض، وطننا غير قابل للتفاوض الكرامة والسيادة والاستقلال والتاريخ غير قابلة للتفاوض)) اين موقع الغالبية العظمى من الحكام العرب منذ عام1948 ولغاية الان وبعد اكثرمن قرن...فهم منبطحون مئة بالمئة الا اذا تم حدث شيئ غير متوقع لدي الشعوب العربية وقواها السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية...؟

الثاني عشر: ان القيادة الكوبية والشعب الكوبي لا يقومون باعداد سيناريوهات سوداء ضد شعوب العالم كافة ولا يقومون بصناعة ما يسمى بالثورات الملونة او بالربيع اللاعربي والارهاب الدولي... كل ذلك وغيره قامت وتقوم به ((رائدة الديمقراطية)) اميركا.

الثاني عشر: مجرد مقترح لكم وهو الاتي:
يمكن الاطلاع ودراسة المصادر الاتية التي تعكس دور ومكانة اميركا ضد الشعوب. وهي :

* ادوارد ليتواك، تعريب ليلى غانم، انهيار الحلم الاميركي الازمة الاقتصادية في مجتمع متدهور، ليبيا، الطبعة الأولى، السنة، 1425هجرية،
* فيديل كاسترو، العولمة الامبريالية، بيروت، السنة، 2003.
* فيديل كاسترو، ازمة العالم الاقتصادية والاجتماعية: انعكاساتها على البلدان المتخلفة هافانا السنة، 1983
* بصمات الفوضى ارث الاحتلال الامريكي في العراق، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بغداد، السنة 2013. يعد وثيقة تاريخية تبين حجم الجرائم التي ارتكبت من قبل اميركا اتجاه الشعب العراقي وهي وثيقة رسمية تدين اميركا لعدة قرون... اطلع عليها وسوف ترى حجم الجرائم...
* انظر مقالتنا: د.نجم الدليمي ديمقراطية اميركا في الداخل: ادلة وبراهين الحوار المتمدن، ،1271، في ، 30-5-2005.
* انظر مقالتنا: د.نجم الدليمي، ديمقراطية اميركا في الخارج: ادلة وبراهين، الحوار المتمدن، العدد، 1275 ، في 8/3،2005
* د.نجم الدليمي، هل بحق لا اميركا ان تقود العالم؟ جريدة نضال الشعب السورية، دمشق الاعداد 669،668،670،671،675 في ابريل، ايار حزيران - 1999.
شباط - 2024