النخب والليبرالية أساس للأنانية ونزاعاتها


المنصور جعفر
2024 / 2 / 17 - 15:06     

هذا نقض لفكرة العشم في العقارب والثعابين ونقض لفكرة ان تغيير جزء من بنية أو تغيير جزء فوقي من شكلها أو سقفها سيؤدي إلى تغيير في كينونتها ومحتواها أو في بيئتها.


1- البداية:
يلاحظ في التاريخ السياسي لكثير من الدول تجدد أوضاع ليبرالية التجارة والحكم والنخب وبقاء كينونة أزمات كل منهما ومن هذه الملحوظة يتجه هذا النص لنقض العشم في امكان انهاء نزاعات بلاد السودان وما يشبهها بواسطة نفس الأسس والنخب التي أنتجت هذه النزاعات. أي بواسطة نخب الطائفية والقبيلة ونخب الأفندية ونخب القوة العسكرية وكل حالة ليبرالية التملك والنشاط التجاري ألتي غذت حيوية هذه النخب وتتغذى بها.


2- سبب رفض العشم في النخب أو في بعض منها:
السبب هو ارتباط حياتها الأنانية ومعيشتها بأسس وأشكال انفرادها بالتحكم في موارد المجتمع واستثمارها الأناني لحاجاته ونزاعاته وسيطرتها على موارد المجتمع بالتضليل و بالقهر العسكري و بعلاقات الاستغلال والاستعمار و بمحاربة الأفكار والآليات الثورية الإشتراكية اللازمة لسيطرة الكادحين على موارد معيشتهم شؤون دولتهم.


3 - تجديد الخراب:
هندسةً تتكون بنية النظام الليبرالي النخبوي من خمسة أجزاء، وفي هذه البنية تمثل النخب الثلاث (نخبة الطائفية والقبيلة ونخبة الأفندية ونخبة العسكر) ثلاثة أخماس البنية بينما تمثل مجموعة العلاقات الدولية والداخلية للإطار السياسي الثقافي ومجموعة العلاقات الدولية والداخلية للإطار الاقتصادي الخمسين الأخيرين لهذه البنية.

إزاء هذا التصور المنطقي نجد ان القوى الليبرالية تروج لفكرة التعويل والعشم في ان تقوم فئة صالحة من نخبة الافندية أو من نخبة العسكر بإصلاح أمور نخبتها أو إصلاح أمور النخبة الأخرى ثم إصلاح أمور الدولة والمجتمع تبعا لحدوث الاصلاح الاول داخل النخب وهي فكرة خلاصتها تغيير جملة البنية وعلاقاتها بتغيير داخل نخبة أساسه عدد افراد يقل من نصفها أي اقل من 10% من البنية الخماسية للنظام الليبرالي !

وفي السياق السياسي تتفق طبيعة اشتعال النار من شرر التي تمثل لب فكرة التغيير النخبوي والفوقي مع طبيعة الانقلابات والتغييرات الفوقية التي غالباً ما تهدم سيطرة النخب القديمة لكنها سرعان ما تؤسس نخباً جديدة تكرر أزمات ونزاعات النظام القديم.


4- ترويج فكرة الاصلاح النخبوي:
في الفترة الحاضرة في السودان منذ عام 1958 كثيرا ما تعقد الآمال وتزين الأمور وسط الأفندية وفي تلافيف التذمرات على بروز فئة صالحة من نخبة الافندية ومن النخبة العسكرية تبدأ أو تتولى مهمات اصلاح أمور نخبتها وإصلاح أمور النخب الأخرى وبالنتيجة تصلح الدولة! أي على أساس ان (اصلاح) النخب يقود بالنتيجة الى (صلاح) الدولة!

هذا التصور بان جزء صغير سيغير بمفرده البناء الكبير تصور غير منطقي لأن إصلاح أمر ما فوقي أو أساسي في مهنة أو تجارة أو إدارة صغيرة أو حتى في خمسة إدارات لا يعني صلاح الدولة ومعيشة الكادحين فيها. فتغير جزء بسيط في كوكب الأرض لا يغير نظام المجموعة الشمسية ولا يمكن تضميد جرح كبير بتنظيفه جزئياً لى خمسة ايام، ولا يمكن تحويل زفارة وحموضة تعفن الفسيخ إلى شربات باضافة ملعقة أو عشرة ملاعق سكر إليه.


5- أساس خطأ فكرة الاصلاح النخبوي:
السياسيون المروجون لفكرة العشم في العقارب والثعابين وامكان الاصلاح بتوافق بعض النخب أو اجزاء منها عادة ما يتصورون ان بامكانهم توجيه الجيوش في خضم الأزمات السياسية!

الخطأ في هذه الفكرة ان الجيوش عندما يضعف جبروت المدنيين الذين نتبادل معهم الشرعية والتوجيه تموه نشاطها وتبدل شرعيتهم بشرعية أخرى تقدمها حسب الظروف إما بشكل انتصار لقيادتها على وضع سالب كما تقول بيانات الانقلابات العسكرية أو بشكل انسحاب وخضوع لارادة الشعب كما يحدث عند تبديل الناس نظم ملكية بنظم جمهورية أو عند تغيير نظام أوتوقراطي عسكري الرئاسة بنظام مدني الرئاسة.

عادة ازاء اي تغيير قوي مضاد لتحكم النخب يتخذ قادة الجيش خطوتين: الخطوة الأولى ريثما تهدأ الأمور وتتضح نقاط القوة ونقاط الضعف تتمثل في إظهار خضوع الجيش للشعب وإرادة ملايينه المتجمعة حول مقرات الحكم، والخطوة الثانية تحكمية عروتها انقلاب علني أو سري يعزز ويكرر بقاء وتحكم النخب وخاصة النخبة العسكرية في اتجاه حركة السلطة.


6- تاريخ تحكم وفساد النخب:
تحكم النخب والجيوش في تكوين نظم المعيشة والحكم واتجاهات حركة السلطة تحكم قديم تجدد مع تأسيس النظام الليبرالي قبل قرون في هولاند وإنجلترا وأمريكا وفرنسا إلخ مع تبديل سطوة الملوك بسطوة البنوك كنظام لفرض وتسيير وحماية التملك الإنفرادي لموارد المجتمع.

إنفراد النخب المدنية والعسكرية بالسيطرة على معيشة الناس والكادحين وشؤون تنظيمهم بآليات لتضليل وسفك الحقوق والدماء هو DNA أو عصب النظم الليبرالية. وهذا التحكم النخبوي معقود عسكرياً ومدنياً إما بدولة حكام أو بدولة برلمانات نخبوية وفي الحالتين هي دولة مهمتها الحيوية ان تبقي وتزيد التحكم النخبوي وان تمنع سيطرة الكادحين على أمور معيشتهم وان تقمع بقوة خشنة وامور ناعمة تطلعهم إلى التحكم في أمور حياتهم.


7- من معالم الليبرالية:
بعد تأسسها في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية ثم تمددها في باقي العالم تعيش النظم الليبرالية على أربعة أمور متداخلة:

(أ) تضليل الكادحين وإعماءهم عن حقيقة قيام تشكيلات رأس المال باستضعافهم واستغلالهم،

(ب) فرض أشكال وأنواع من الإستعمار القديم ومن الاستعمار الحديث،

(ج) فرض سيطرة أمنية/عسكرية متنوعة ومتكاملة على أمور وهيئات وشخصيات التجارة والتمويل والإعلام والحكم والدولة.

(د) كذلك في مواصلة للإستعمار الغرب أوروبي الليبرالي القديم لدول العالم الثالث اعتمد تحكم النخب داخلها على نفس أمور التضليل والسيطرة الأمنية والعسكرية وعلى أنواع محلية من الإستعمار تتكامل مع التحكم الليبرالي الأصل ( الامبريالي المتمركز في غرب أوروبا وأمريكا).


8- نتائج تحكم الليبرالية ونخبها:
بفعل هذه الليبرالية العالمية الغرب أوروبية وأمريكية وفي وداخل دول العالم الثالث وأنانيات التملك الانفرادي والتجارة المواشجة لها وقرارات تربح النخب لازم التدهور معيشة الكادحين (رغم التحسينات النسبية) وتكررت في كل الدول الليبرالية حالات انتقال حياة غالبية الناس من أزمة إلى أزمة بينما تزيد في نفس الدول حياة النخب ونخبة النخب سيطرة واستهلاكاً ترفياًً تقع مضاره وأعباءه على حاضر ومستقبل غالبية الناس داخل وخارج هذه الدول.

بتفاقم لنخبوية وما إليها من أمور اصطفاء وتهميش ومحسوبيات وما اليها من نزاعات تجارية بعضها دموي ضمن أشكال إثنية أو قبيلية أو طائفية أو حزبية وعسكرية، ضعف الدخل الحقيقي للكادحين وضعف تناسق المجتمع مع أو بفعل تنمية سرطانية لامكانات بعض الأفراد والجماعات.

بهذه المعالم إرتبطت الليبرالية باستغلال حاضر ومستقبل الكادحين، وبتآكل قوة المجتمع، وبزيادة ضعف الحكم وضعف الدولة في العالم، بل بهذه الأمور المواشجة تحكم النخب صارت النخب نفسها في ضعف وزادت وتزيد الصراعات داخل فئاتها وأيضاً بين كل فئة نخبوية وأخرى.


9- ميكانيكا الانهيار:
مع كل زيادة في الأسعار وضعف في معيشة غالبية الناس تتوتر أوضاع النخب التي تعيش أصلاً على نموء وتقاسم العائد المالي للفرق السياسي والثقافي والحقوقي والحكومي بين سرعة زيادة الأسعار وإبطاء زيادة دخل الكادحين.

مع توتر المعيشة وزيادة التباين النسبي لمصالح النخب تقوم النخب بزيادة أمور التضليل وأمور الجبروت لحماية إنفراداتها وإبقاء تحكمها وفي نفس الاوان يبدأ كثير من أفراد وفئات المجتمع زيادة اجتهاداتهم الفردية والجمعية للحرية من الدونية وضنك المعيشة ومن ثم بحكم تغييب أفكار وفاعلية سيطرة الكادحين على أمور معيشتهم وآليات تنظيمها، وقيام النخب المدنية والعسكرية بممارسة القهر، وتتصادم الارادات بشكل عشواء وتبدأ أمور المجتمع والنخب والثقافة وهيئات السياسة والدولة في التفكك والإنهيار وعياناً بياناً تتجلى للناس على مختلف تنوعاتهم وفئاتهم الحالة المعيشية-والاقتصادية والاجتماعية-الثقافية المتداخلة مع السياسة ومع بعضها وهي الحالة التي يتفق كثير من الناس على وصفها بـ"الأزمة".


10- تغيرات سطحية وبقاء أسباب وكينونة الأزمة:
في كثير من التغييرات داخل الدول والنظم النخبوية أو الليبرالية تتغير وتتوالى أشكال ومبررات تحكم وتغير النخب والأزمات التي تلدها لكن تبقى ثابتة كينونة الدولة الليبرالية وهي مزيج مسم من حرية النشاط والاستغلال التجاري المعمد بالتضليل والقهر واستعمال القوة العسكرية سواء ضد تمردات بؤساء الريف او ضد تمردات بؤساء العاصمة والمدن، أياً كانت رايات تمردهم.

دون أي تغيير في طبيعة الدولة أو وقف مستدام لتدهور المعيشة تتوالى في الدول الليبرالية حالات تغير وأزمات تحكم النخب مع اختلاف تفسير كل أزمة وتنوع مبررات كل تغيير لكن يبقى ثابتاً باطن النخبوية والنظام الليبرالي،

لاطن النخب والنظام الليبرالي مزيج مسم من حرية التملك والإستغلال التجاري ومن إستعمال التضليل والقوة العسكرية وسفك الدماء لإبقاء وحماية مصالح تحكم النخب الأناني/الانفرادي وحتى لو كان شكله الظاهر برلمانياً ويراعي الانسانية في غرب أوروبا تجده يصنع أو يدعم الانقلابات والديكتاتوريات في العالم الثالث ويستعمل دول هذا العالم كمورد خامات.


11- انتقالات شكلية داخل نفس الدائرة:
في غالبية دول العالم الثالث يؤدي الاحتكار الرأسمالي للموارد والاضطرابات المواشجة لمحسوبباته ونزاعاته يؤدي إلى تغيرات أو تغييرات النخبوية تتخلق بها أو معها أزمات متنوعة، وغالبا ما تحدث هذه التغيرات الناعمة أو الخشنة تحت شعارات إنتقال من شكل رئاسة عسكري أو أوتوقراطي إلى شكل رئاسة حزبي أو العكس عند الانتقال من ليبرالية أو نخبوية حزبية الرئاسة إلى نخبوية أو لبرالية عسكرية الرئاسة، وفي بعض الأحيان عند الانتقال من حالة تحكم ثيوقراطية دينية إلى حالة علمانية أو العكس.

من التغيرات النخبوية داخل نفس الدائرة ليبرالية التملك الانفرادي والتجارة في السودان مرة بإسم التحرر من الإستعمار وآثاره كما في فترة (1954 1958) برئاسة حزبية ومرة باسم "حماية وحدة الوطن وضبط الأمن" (1958 1964) وكانت ذات رئاسة عسكرية ومرة باسم "الدفاع عن الاسلام وحماية القيم" (1965 1969) برئاسة حزبية ومرة بـ"تسليم السلطة للشعب" (1969 1985) بؤئاسة عسكرية تراوحت تغيراتها داخل نفس الدائرة بين الشعبوية والنخبوية الاسلامية، ومرة بإسم "الديموقراطية" (1985 1989) برئاسة حزبية اسلامية، ومرة بزعم "إنهاء الفوضى والتمرد وسلامة الوطن والمواطن" (1989 2019) برئاسة عسكرية إسلامية، ثم مرة بزعم "التحول الديموقراطي" (2019 2022) بشراكة عسكرية إسلامية وحزبية علمانية، وقد حدث آخر تغير باسم "وقف الفوضى وصد العملاء والتصدي لغزو أجنبي برئاسة عسكرية إسلامية مستترة في الفترة الممتدة منذ أواخر 2021 وما قبل أبريل 2023.

في كل هذه الفترات تغيرت عهود وأشكال الحكم وبقيت بلرزاد تدهور معيشة غالبية الناس ولم تتغير الطبيعة المزدوجة لإجراءات الدولة وهي طبيعة الإستغلال وسفك الدماء.


12 - وسائل وقوى التغيير النخبوي:
بملاحظة تتابع هذه التغيرات مع رسوخ وتغلغل التحكم التجاري في معيشة الناس يبدو الدور القوي للتضليل والدور القوي للأمور العسكرية والجيش في بقاء وحماية التحكم التجاري في معيشة الناس، لكن بحكم تفاوت انتماءات الساسة والاعلاميين والمؤرخين وتنوع انتماءتهم النخبوية يبدو متذبذباً دور الأحزاب الليبرالية في ترسيخ هذا التحكم التجاري سواء كانت أحزاب رجعية دينية أو كانت أحزاب حداثوية. وفي بعض الاحيان تبادل عسكريون وحزبيون تهم الاختراق والتغلغل بغرض التحكم والتوجيه إلى موقف أو تحرك معين.


13- التفريق بين وجهي العملة:
إزاء التداخل العضوي بين وجود النخب المدنية ووجود النخبة العسكرية وفسادهم يصعب منطقياً قبول العشم في واحدة منهما ان تقوم بانهاء الظلم والفساد الذي ولدت وتعيش به!


أيضاً يصعب الكلام المنطقي عن إمكان قيام واحدة من النخبتين الفاسدتين بإصلاح الأخرى.
كذلك يصعب تصور قيام جزء سياسي من فئة من النخبة المدنية أو جزء سياسي من فئة من فئات النخبة العسكرية باصلاح بقية عناصر أو أوضاع فئته الخاسرة، نأهيك عن قيام هذا الجزء بإصلاح أمور النخبة الأخرى والمجتمع والدولة.


14- أصل فساد النخب وحماقة توقع الخير منها:
أصل فساد وجود وتحكم نخب الطائفة والقبيلة والافندية والعسكر في المجتمع لا يواشج شخصيات أفرادها ولا نوع وفن أداءها بل فساد هذا الوجود المضاد للمساواة مؤسس بنظام الدولة وكينونته الليبرالية التجارية. ومغذى بسم الآليات الادارية لكليات وأجزاء هذا النظام المكونة هذه النخب والمتقوية بنشاطها الأناني الإنفرادي.

من ثم ليس من العقل توقع قيام نخبة احتكار و كنز ثروات وانفراد تجاري بدور اجتماعي كبير أو ان تقوم نخبة عسكرية بتسليم مقاليد الأمن والسيطرة في الدولة للكادحين الذين يرومون إلغاء أسس وآليات استعمال القوة والحروب داخل الدولة وعلى نطاق العالم.


15- تباين النخب والديموقراطية:
يوضح تاريخ تحكم أو تاريخ تغيرات تحكم النخب الطائفية والحزبية والعسكرية في غالببة دول العالم يظهر الترابط العضوي بين وجود النخب وأنشطتها التحكمية والطبيعة الإنفرادية لليبرالية التملك والتجارة، من ثم بالامكان الخلوص بهذا التاريخ إلى خمسة أمور مهمة:

(أ) التناقض بين تحكم النخب في معيشة الناس ومصلحة غالبية الناس في التحكم في معيشتهم:
ان كلا النخبتين تجاري المضمون سواء نخبة الفئات المدنية في كل أشكالها أو النخبة العسكرية في كل أشكالها وهي نخب إنفرادية التكوين والحياة. وبهذه الطبيعة الإنفرادية ليست للنخبتين أي مصلحة في تغيير جذري شمولي في أوضاعهما وأوضاع الدولة لصالح غالبية الناس/الكادحين.

(ب) العشم في النخب إعاقة ناعمة للأفكار والأنشطة الثورية الاشتراكية:
ان العشم في قيام واحدة من النخبتين الفاسدتي الوجود والنشاط باصلاح نفسها أو ان تصلح وشقيقتها النظام المسم الذي كونها وتعتمد عليه في بقاءها أما عشم ناتج من ضلال أو تضليل أو انه تضليل ضد ضرورة إنتظام وائتلاف فئات الكادحين في نضال ثوري متكامل ضد كل أسس وأشكال ولادة ووجود ونشاط وسيطرة النخب.

(ج) النخب وحاضنتها الليبرالية هي اساس الازمات لا اساس:
النظام الليبرالي وانفرادات تحكم نخبه الأنانية مؤسس للأزمات سواء كان شكل رئاسة هذا الإنفراد شكلاً حزبياً أو عسكريا، ثيوقراطياً أو علمانياً، فهو نظام تحكم 1 % في معيشة 99% من الناس بالتضليل والقهر العسكري وضروب من الاستغلال والاستعمار لذا لايمكن منطقاً تصور قيام هذه النخب المسيطرة بإلغاء آليات وجودها وتسليم مقاليد الأمور والحقوق إلى غالبية الناس!

(د) العشم في صلاح النخب وإمكان قيامها بإلغاء وجودها عشم اسه تفكير لاجدلي ولا تاريخي في أمور المجتمع ومعيشته أو تفكير فذ لا اجتماعي في أمور التاريخ وطبيعة استخلاص دروسه.

(هـ) أهم سلبيات أفكار العشم في العقارب والثعابين هي تغييبها ارتباط الحل الجذري المتكامل لأزمات النظام الليبرالي بضرورة إلغاءه وتأسيس ديموقراطية شعبية شاملة بدلاً له.


16- الحل:
الحل الموضوعي ليس في الديموقراطية الليبرالية وإنفراد النخب التجارية وأحزاب تقديسها وقوتهم العسكرية بالتحكم في معيشة المجتمع بل الحل في تأسيس الديموقراطية الشعبية التي يمارسها أهل كل منطقة عبر مجلس شعبي منتخب يضم ممثلي السكان والمنظمات الفئوية (النقابية) ومنظماته الجماهيرية من جمعيات وأحزاب المنطقة وممثلي جمعياتها التعاونية يفرض سيطرتهم على موارد منطقتهم وإمكانات معيشتهم. وتتصاعد هذه السيطرة من كل منطقة إلى جملة الولاية الجامعة لمناطقهم وصولاً الى ومجلس الشعب حيث تتحدد آليات إدارة مهمات التنمية والتعاون داخل الدولة وطبيعة تعاملاتها في العالم.

أي إن علاج أزمات النخب وفسادها يرفض الاعتماد عليها في الاصلاح ويحتاج إلى إلغاء أسس وأشكال النظام النخبوي والابتعاد عن العشم الخرافي في ان تقوم عقارب وثعابين نظام النخب بتغييره تقديراً لمصلحة غالبية الناس.