في عيد الحب -عطر الوعود المنسية-


عايده بدر
2024 / 2 / 14 - 16:49     

عطر الوعود المنسية
مر الحب يوماً بغابات نخيلي وتوقف مندهشاً من إحكام أسوار الكحل حول عتيق اخضرار يحيط بجزر العسل، شهقت أنفاسه وراح بغني " عيناكِ غابتا نخيل .. وقمر .. ومطر " مد يديه يراقصني بامتداد حقول النرجس في صدره حتى آخر حدود النبض .
‏حين استفاق على أجراس الوقت تذكر أن عليه أن ينهي مهام يومه المشحون بالعمل ، حمل حقائبه المثقلات بغيمات اكتظت بمواقيت المطر المتضاربة، وعطر الوعود المنسية يفوح منها كلما خطا ظله بعيداً ، يعلل للورد كيف صارت الحدائق فراشات بنصف أجنحة، يلملم أسهم معقوفة من نفاذ صبر الاعتدال في وجهتها ، ويرفع الحرج عن ريشات بهتت ألوان الانتظار في جوانبها المظللة ، يجمع قدر ما يستطيع من أقنعة براقة ضحكتها تخفي خلفها تلك الدمعات الصامتة ، وقصائد لامعة المجاز حين يجن الليل عليها تتوهج تحت ظلال القمر ، ترتبك من وقع موسيقاها خطوات النجمات فيغفو الليل من بعد أرق ، لكن سرعان ما يستفيق بعدها على صدى دقات النهار فوق أبواب شمس ما تزال تقاوم البزوغ وتفرك عينيها على عجالة تمشط جدائل الضياء ، يتململ الحب حين يعاجله الوقت بفتح فيه الصمت ، ويرى حدائق الحكايات غير مكتملة النهاية تذبل رويداً رويداً ، وأنامل السماء تخبئ ما تبقى منها في صور الغيمات .

في كل عيد للحب:
ترفع عاشقة مبتدئة يديها باتجاه السماء وتهتف بفرح
مطر
‏مطر
‏مطر
‏يأتي عاشق غر يحملها ويدوران معاً حول الأغنيات، يراقصهما الوقت قليلاً ثم يعتذر متعللاً باقتراب دقات الصمت، فتذبل حكاية أخرى تلتحق بالغيمات.

حول أقدام الأشجار الراسخة في الأرض يركض طفل صغير ، ينظر نحو السماء بفرح ويهتف ؛ ما أجمل المطر ، أريد فراشة ، أريد ريشة ملونة ،
‏أريد سهماً من تلك التي يحملها طفل الحب

‏14 فبراير 2024