المطلب الثاني عشر: من بدا الحرب؟ ... النتائج... وما العمل؟ رابعاً: ماذا حصلت روسيا الاتحادية؟.


نجم الدليمي
2024 / 2 / 12 - 12:21     

المطلب الثاني عشر: من بدا الحرب؟ ... النتائج... وما العمل؟
رابعاً: ماذا حصلت روسيا الاتحادية؟.

اقدمت القيادة الروسية عشية الانقلاب الحكومي في اوكرانيا في شباط - 2014 بالتحرك العسكري الهادف والمنظم والمخطط له بضم جزيرة القرم لروسيا الاتحادية وكانت العملية العسكرية سليمة وناجحة 100 بالمئة، لان القوات العسكرية الاوكرانية وخاصة قوات الأسطول البحري الاوكرايني المتواجدة في القرم لم تبدي اي مقاومة للقوات العسكرية الروسية من حيث المبدأ، بل تم تطويقهم بالكامل من قبل القوات العسكرية الروسية وتم طرح عليم خياران، الخيار الأول الانضمام للاسطول البحري الروسي مع الاحتفاظ بكامل الحقوق لهم،والخيار الثاني، لمن لا يرغب بالخيار الاول يلقي سلاحه ويذهب إلى بيته فالغالبية العظمى من قوات الأسطول البحري الاوكرايني وافقوا على الانضمام لقوات الاسطول البحري الروسي مع حصولهم على كافة حقوقهم بما فيها الحصول على الجنسية الروسية وبالتالي تم ضم القرم لروسيا الاتحادية وبشكل سلمي ومن دون اي مقاومة عسكرية من قبل الجيش الاوكراني.

بعد فترة تم اجراء استفتاء شعبي ديمقراطي للمواطنين في القرم حول الانضمام لروسيا الاتحادية وكانت النتيجة اكثر من 95 بالمئة من المواطنين ايدوا وصوتوا للانضمام لروسيا الاتحادية لان الغالبية العظمى من المواطنين في القرم هم من الروس.

ان قضية القرم تعود الى قرار خروشوف الذي تولى قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والدولة السوفيتية بعد وفاة ستالين في عام 1953 واتخذ قراراً بضم القرم الى اوكرانيا ومن دون اي استفتاء شعبي حول ذلك لان خروشوف قرر ذلك؟ والعملية قد تمت في وقتها في اطار الدولة السوفيتية وقيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، ولكن كان من الافضل والاجدر ان يتم استفتاء شعبي حول الموضوع ولكن لم يحدث ذلك اي وهب المالك بما لا يملك، علماً ان خروشوف من اصل اوكرايني فهو شبه امي من الناحية السياسية والمعرفية ولديه تحصيل علمي بسيط اذا ما تمت مقارنته بقيادة الاتحاد السوفيتي، لينين وستالين العظيمين.

بعد ضم القرم الى روسيا الاتحادية اتخذت اميركا وحلفائها قرارات عديدة ضد روسيا الاتحادية ومنها فرض الحصار الاقتصادي...، وبتاريخ 24- 2 -2022 بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير جمهورية دانيسك ولوكانسك وعلى اثر ذلك تم فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ومالية ودبلوماسية وثقافية...، خلال المدة من شباط - 2022 حتى نهاية عام 2023 تجاوزت 17 الف نوع من انواع الحصار، العقوبات... ولا يزال هذا النهج مستمر بفرض عقوبات جديدة ومختلفة من قبل اميركا ودول الاتحاد الأوروبي.

لقد اثر الحصار الاقتصادي على الغالبية العظمى من المواطنين الروس وخاصة فيما يتعلق بالسلع الدوائية...، ولكن استطاعت القيادة الروسية ان تتكيف مع الحصار المفروض عليها ومع الوضع الجديد وفعلاً نجحت القيادة الروسية من التخفيف من شدة العقوبات المختلفة، بدليل يشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقد تم تجميد الاموال الروسية المودعة في البنوك الغربية -- الاميركية والتي تجاوزت اكثر من 300 مليار دولار ويقول بوتين لقد حصلنا من عائدات النفط والغاز... اضعاف، اضعاف المال الروسي (( المجمد)). نعتقد، ان هذا الاجراء ليس تجميد بل هو يشبه (( عملية الحواسم)) وهذه الاجراءات الغير قانونية لها اثارا سلبية على سمعة النظام المالي الاميركي -- الغربي بخصوص ضعف- غياب الثقة من قبل الغالبية العظمى من الدول والشركات والافراد بما فيهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط مثلاً.

نعتقد، ان فرض عقوبات عديدة على روسيا الاتحادية قد فشلت عملياً واخفقت القيادة الاميركية وحلفائها حول هدفها الأساسي الا وهو ترويض روسيا الاتحادية وخلق متاعب اقتصادية ومالية ودبلوماسية... لها ويمكن القول لقد فشلت اميركا وحلفائها في تحقيق الأهداف التي رسموها ضد روسيا الاتحادية بدليل حقق الاقتصاد الروسي معدل نمو اقتصادي لعام 2023 بنحو 3،5 بالمئة وهذا يعد مؤشر على فشل الحصار الاقتصادي.. المفروض على روسيا الاتحادية . لقد ((نجحت)) اميركا في قضيتين رئيسيتين ولغاية اليوم وهما: ابعاد - تحيد دول الاتحاد الأوروبي من التعامل مع روسيا الاتحادية وفي كافة المجالات
المختلفة وكذلك استطاعت من اشعال الحرب الاهلية بين الشعبين الشقيقين الاوكرايني والروسي منذ الانقلاب الحكومي في شباط - 2014 ولغاية اليوم وهذا كان غاية في الصعوبة من ان يفكر بذلك، اي اشعال الحرب بين الشعبين الاوكرايني والروسي؟.

ان من اهم النتائج للعملية العسكرية الروسية الخاصة لغاية الآن هي الاتي :
1- تم ضم جمهورية دانيسك ولوكانسك وخرسيون وزابوروجيا لروسيا الاتحادية وتم ذلك وفق الاستفتاء الشعبي والديمقراطي والذي صوت مواطني هذه الجمهوريات والأقاليم بنسبة تفوق ال95 بالمئة لصالح الانضمام لروسيا الاتحادية ويعود السبب الرئيس الى ان الغالبية العظمى من المواطنين هم من الروس تاريخياً قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وكانت هذه الجمهوريات والأقاليم في العهد القيصري تابعة الى روسيا القيصرية.

2- ان الغالبية العظمى من المواطنين في هذه الجمهوريات والأقاليم قد ايدوا العملية العسكرية الروسية الخاصة بل والأكثر من ذلك فان الجيش الشعبي في جمهورية لوغانسك ودوينتسك قد خاضوا حرباً عادلة ضد النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا للمدة من شباط - 2014 وحتى بدا العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس في 24-2-2022 ولغاية الان اذ انضم الجيش الشعبي الدونباسي بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة للجيش الروسي في الحرب ضد النظام الحاكم في اوكرانيا.

3- حسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين الروس ان اجمالي الثروات الطبيعية في الدونباس هي بنحو 14،4 ترليون دولار أمريكي وهي تمثل جمهوريات صناعية - زراعية اي انها غنية في مواردها الطبيعية والبشرية.

4- ان اكثر من 85 بالمئة من الشعب الروسي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية والشيوعية قد ساندوا العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس... وتخليصه من الطغمة النازية والنيونازية الحاكمة في كييف وكما تعززت الوحدة بين الشعب الروسي والقيادة الروسية ولا اسباب موضوعية ومنها، ان الجميع يدركون ان بلدهم - دولتهم معرضة اليوم لخطر التفكك والانهيار وخاصة في حالة الحاق الهزيمة العسكرية بروسيا الاتحادية (وهذا مستحيل)، دولة تمتلك السلاح النووي والسلاح الحديث من ان تلحق بها هزيمة عسكرية.، وبهذا الخصوص اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه السنوي بتاريخ 14/ كانون الأول - 2023 مع الصحفيين والإعلاميين الروس والأجانب اذ قال لقد وصل عدد المتطوعين من الروس اليوم نحو 500 الف متطوع ويوميا بتطوع نحو 1500 شخص للدفاع عن الوطن اضافة الى ذلك ان المجمع الحربي-- الصناعي الروسي يعمل ب3 وجبات عمل اي 24 ساعة من اجل انتاج السلاح الحديث والعتاد المطلوب للعملية العسكرية الروسية الخاصة والأكثر من ذلك ان المصممين والمهندسين والفنيين... يذهبون الى ساحة المعركة ويلتقون مع افراد الجيش الروسي وبشكل مباشر لسماع ملاحظاتهم حول فاعلية السلاح العسكري المستخدم في العملية العسكرية الروسية الخاصة وما هي النواقص لذلك ويتم تلافي النواقص سواء التكنيكية اوغيرها.

5- لقد تعززت علاقات روسيا الاتحادية مع جمهورية الصين الشعبية وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمارية والعسكرية وكذلك مع جمهورية بيلاروسيا وكوريا الشمالية وفيتنام ولاوس وكوبا الاشتراكية وفنزويلا وايران وكما نجحت القيادة الروسية في تعزيز علاقاتها مع الغالبية العظمى من دول افريقيا واسيا واميركا اللاتينية ومع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة مع العربية السعودية والامارات وتركيا في المجالات المختلفة وكما تعزز دور ومكانة روسيا الاتحادية في منظمة بريكس ومنظمة شنغهاي وغيرها من المنظمات الاقليمية الاخرى ناهيك من تعزيز دورها في رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) ومنها منظمة الامن والتعاون الجماعي وغيرها. ان هذا يدل على فشل نهج اميركا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي... في عزلة روسيا الاتحادية في علاقاتها مع الدول.

معروف، ان دول الاتحاد الأوروبي التي قاطعت روسيا الاتحادية فيما يتعلق بشراء الطاقة الروسية ( نفط، غاز...) وهي التي خسرت بالمقاطعة مع روسيا الاتحادية الحقيقة الموضوعية تؤكد ان دول الاتحاد الأوروبي قد تطورت من الناحية الاقتصادية... من خلال شراء النفط والغاز... باسعار رخيصة من الاتحاد السوفيتي سابقاً وكذلك من روسيا الاتحادية منذ عام 1992 ولغاية بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة وان دول الاتحاد الأوروبي لا تستطيع أن تتطور اقتصاديا وبشكل طبيعي من دون التعاون مع روسيا الاتحادية سواء في مجال الطاقة او غيره من المجالات الاخرى وان روسيا الاتحادية قد شكلت سوقا كبيراً لدول الاتحاد الأوروبي لتصريف انتاج هذه الدول فمثلاً ففي ازمة روسيا الاتحادية المالية والاقتصادية والاجتماعية وفي زمن الرئيس الروسي بوريس يلتسن المخمور دائماً وفي عام 1993 استوردت روسيا الاتحادية سيارات من نوع مرسيدس، 500،و 600؟ اكثر مما استوردت دول الاتحاد الأوروبي من المانيا لان التحول من الاشتراكية الى الراسمالية المتوحشة والطفيلية قد حول روسيا الاتحادية الى سوق كبير لتصريف(( الفائض)) من انتاج الدول الراسمالية وفي الغالب يخلوا من المواصفات القياسية المطلوبة وفي كافة السلع الغذائية والدوائية والسلع المعمرة... لان خونة الشعب قد دمروا وخربوا الاقتصاد الاشتراكي وبشكل مخطط وممنهج فتم تدمير القطاع الصناعي والزراعي والعسكري وكذلك الصناعات الخفيفة والاكثر من ذلك خطورة هو تم تدمير قطاع انتاج وسائل الانتاج ( قطاع الف) وكذلك قطاع انتاج وسائل الاستهلاك ( قطاع ب) ومنذ عام 2007 ولغاية الان تعاني روسيا الاتحادية الراسمالية من اعادة تطوير قطاع انتاج وسائل الانتاج لان القاعدة الصناعية لهذا القطاع قد تم تدميرها بالكامل وفق وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وباشراف من قبل واشنطن ولندن والمؤسسات الدولية.

ان دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا هي من خسرت من فرض الحصار الاقتصادي والمالي... على روسيا الاتحادية وخاصة المانيا قد تحملت خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الحصار المفروض على روسيا وتحولت دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام والمانيا بشكل خاص الى شبه مستعمرة لواشنطن بدليل يطالب المزارعون الالمان دعم من الحكومة الالمانيه بحدود 400 مليون يورو، الحكومة الالمانيه ترفض طلب المزارعين وبنفس الوقت تخصص نحو 8 مليار يورو للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا لاستمرار الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي، وكما نشاهد اليوم احتجاجات العمال والمزارعين... ، في اغلب دول الاتحاد الأوروبي فرنسا المانيا... وكما تعيش اوربا اليوم في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي... بسبب تبعيتها لواشنطن وكما فرضت واشنطن على دول الاتحاد الأوروبي وتحت حجة واهية حول (( خطر روسيا الاتحادية)) من تخصيص ما بين 2-3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع في هذه الدول وان المستفيد الأول هو اميركا والمجمع الحربي الصناعي الاميركي تحديداً. لقد عاشت وتعيش دول الاتحاد الأوروبي اليوم في حالة من الفوضى وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري والمالي بسبب قبولها شروط اميركا في تنفيذ الحصار العقوبات المختلفة ضد الشعب الروسي بالدرجة الأولى وبالنتيجة حصلت الغالبية العظمى من المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي بسبب تبعيتها لواشنطن: تنامي معدلات البطالة وتسريح للعمال وتنامي معدلات التضخم النقدي وهروب رؤوس الأموال للخارج وخاصة نحو اميركا وتدهور الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك ظهور التنظيمات النازية - النيونازية في اغلب دول الاتحاد الأوروبي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في هذه الدول.
يتبع