المطلب الثاني عشر: من بدا الحرب؟ ... النتائج... وما العمل؟ : ثالثا: من بدا الحرب؟ وما هي نتائجها؟


نجم الدليمي
2024 / 2 / 11 - 16:50     

في عام 1991 حصلت اوكرانيا على ((استقلالها)) السياسي والاقتصادي ومنذ الاستقلال ولغاية اليوم لم تكن علاقاتها مع روسيا الاتحادية طبيعية بل واجهت ازمات عديدة سياسة واقتصادية...، ونوع من التوتر بين البلدين وان جميع رؤساء اوكرانيا منذ عام 1992 ولغاية زيلينسكي، هؤلاء لديهم عدائية مع الشعب الروسي باستثناء حكم يلتسين المخمور دائماً للمدة 1992-1999 وحتي فترة حكم يلتسين شهدت نوع من التوتر السياسي بين البلدين بدليل ان الرئيس الاوكراني ليونيد كرافجوك وكوجما ويوشنكو وبريشنكو وزيلنسكي كانوا من ذوي التوجه والنزعة القومية المتطرفة / البنديرية وموالين للغرب الامبريالي -- اميركا تحديداً لان اميركا لعبت دورا رئيسيا وكبيرا في ايصالهم للسلطة وعبر وسائل عديدة علماً ان هؤلاء كانوا قادة وكوادر في الحزب الشيوعي الاوكرايني - والحزب الشيوعي السوفيتي كرافجوك انموذجا، سكرتير الحزب الشيوعي الاوكرايني عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي سابقاً واول رئيس الى اوكرانيا بعد عام 1991 بدليل وفي مقابلة تلفزيونية معه قال: ساحارب الروس بهذه البندقية ( بندقية صيد) لانهم محتلين / معتدين؟ هذا كان مسؤول العمل الايديولوجي في الحزب الشيوعي الاوكرايني؟!. ان جميع هؤلاء الرؤساء الاوكراينين لديهم نزعة قومية / بنديرية.

منذ عام ما يسمى بالاستقلال في عام 1992 ولغاية اليوم لم يعيش الشعب الاوكرايني حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني فما يسمى بالثورات الملونة والانقلابات الحكومية والحرب مع روسيا الاتحادية ما هي إلا سمات رئيسة للنظام الحاكم في اوكرانيا وكانت القوى الدولية والاقليمية لها تأثير كبير على النظام البنديري الحاكم في كييف وخاصة السفير الأمريكي في اوكرانيا له الدور الرئيس في التدخل المباشر في رسم وتوجيه السياسة الداخلية الى اوكرانيا.

لقد كان هدف واشنطن ولندن وحلفائهم هو العمل على ابعاد اوكرانيا عن روسيا الاتحادية وبكل الوسائل المتاحة والعمل على تعقيد وخلق المشاكل المختلفة بين البلدين لان بريجينسكي كان يؤكد ان روسيا الاتحادية لا تصبح دولة عظمي بدون اوكرانيا وعليه لا بد من ابعاد اي تقارب بين البلدين، بدليل الثورة الملونة في اوكرانيا والانقلاب الحكومي في عام 2014 كانت تقف وراء ذلك واشنطن ولندن وحلفائهم بدليل كان ثمن الانقلاب الحكومي بنحو 5 مليار دولار لشراء ذمم كبار المسؤولين في السلطة الاوكرانية ولعبت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق مع بولونيا الدور الرئيس في التخطيط وانجاح الانقلاب في اوكرانيا وبعد الانقلاب بدا تورجينوف الرئيس المؤقت الى اوكرانيا الحرب ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وهو قومي / بنديري واستمرت الحرب الاوكرانية ضد شعب الدونباس من شباط - 2014 حتى نهاية عام2021 وهي حرب اتسمت بنهج سياسة الارض المحروقة ضد شعب الدونباس ولم يقوم الرئيس الاوكراني بروشينكو وزيلنسكي بتنفيذ اتفاقية مينسك الاولى، واتفاقية مينسك الثانية وان بروشينكو وزيلنسكي وقعوا تحت تأثير مباشر من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل بعدم تنفيذ اتفاقية مينسك الاولى والثانية واسطنبول؟ بالرغم من انهما قد وقعا كل من بروشينكو على اتفاقية مينسك الاولى وزيلنسكي على اتفاقية مينسك الثانية؟ ولكنهم اتبعوا سياسة الارض المحروقة ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك للفترة المذكورة.
لقد تمثلت سياسة الارض المحروقة من قبل بروشينكو وزيلنسكي ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك من خلال استهداف البنى التحتية فتم قصف المستشفيات والمباني السكنية والجسور ومحطات الوقود والكهرباء والماء ورياض الاطفال والجامعات والمعاهد في جمهورية لوغانسك ودوينتسك وتم وضع الآليات العسكرية الاوكرانية وسط المنازل السكنية في جمهورية لوغانسك ودوينتسك وغيرها من الاعمال الغير انسانية من اغتصاب النساء...؟!. ان هذه السياسة قد عكست النهج المعادي للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا ضد شعب الدونباس وتكبد الشعب الدونباسي اكثر من 15 الف قتيل واكثر من 50000 جريح ومعوق...، وفي ضل صمت مطبق كصمت اهل الكهف من قبل اميركا وحلفائها؟ بدليل الرئيس الاوكراني بروشينكو يخاطب شعب الدونباس اذ قال(( اطفالنا سيدخلون المدارس، اما اطفالكم سيكونون في الملاجئ) ) والرئيس زيلينسكي اتبع نفس نهج الرئيس الاوكراني السابق بروشينكو اتجاه شعب الدونباس، علماً ان منظمة الامن والتعاون الاوروبي كانت متواجدة في اوكرانيا ومهمتها المراقبة للوضع بين الجيش الاوكراني والجيش الشعبي الدونباسي وتحديد من يقوم بخرق الاتفاق فيما يخص وقف إطلاق النار ولكن كانت منحازة لصالح الجيش الاوكراني والغالبية العظمى من اعضاء هذه المنظمة هم وثيقي الصلة مع المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية...، نعتقد كان من الاجدر بالقيادة الروسية ان لاتعترف بالانقلاب الحكومي في اوكرانيا في شباط - 2014 وهو انقلاب غير شرعي تم تقويض نظام يوكونوفيج المنتخب شرعياً من قبل الشعب الاوكرايني وحاولت القيادة الروسية لمعالجة الازمة في اوكرانيا قبل وقوع الانقلاب بتقديم قرض نحو 15 مليار دولار لمعالجة ازمة النظام الحاكم في كييف وتم الاتفاق على حل الازمة بين ما يسمى بالمعارضة الاوكرانية والرئيس يوكونوفيج عبر 3 شهور ستتم الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا وهذا الاتفاق وقع علية وزير الخارجية الالماني والفرنسي والبولوني وبعد يوم او يومين وقع الانقلاب الحكومي في اوكرانيا وهرب الرئيس الاوكراني يوكونوفيج الى روسيا الاتحادية. هذه هي ديمقراطية الغرب اتجاه الدول. ان استراتيجية اميركا اتجاه روسيا الاتحادية تهدف إلى اضعاف ثم تفكيك روسيا الاتحادية والهيمنة على مواردها الطبيعية والبشرية وتحويلها الى دويلات صغيرة مع الحاق الهزيمة العسكرية بروسيا الاتحادية.

ماهي نتائج الحرب الاوكرانية للمدة شباط - 2022 حتى تشرين الثاني - 2023.

1- الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني بالافراد.
اختلفت التقديرات حول عدد الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني للفترة المذكورة أعلاه وسوف نبين التقديرات المختلفة للخسائر للمدة المذكورة وهي الاتي :

* يشير نائب وزير الدفاع الاوكرايني لودميلا دراغانا، بلغ حجم الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني للمدة من شباط - 2022 حتى تشرين الثاني - 2023 نحو 1،126،625 عسكري بين قتيل وجريح ومفقود ومعوق واسير. (11).

* يشير الخبراء العسكريين الروس ان اجمالي الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني للمدة من شباط - 2022 حتى تشرين الثاني - 2023 بلغت نحو 1،4 مليون عسكري بين قتيل وجريح ومفقود واسير ومعوق. (12).

* وكما يشير الخبراء العسكريين الروس ان عدد القتلى من الجيش الاوكراني بلغت نحو 600 الف قتيل عسكري. (13). ووفق العلم العسكري فان كل قتيل عسكري يقابله 3 بين جريح ومعوق.. ، وبالتالي نحن نفترض مقابل كل قتيل عسكري اوكرايني جريح، معوق مفقود، اسير نحصل على اجمالي الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني بنحو 1،2 مليون عسكري بين قتيل وجريح ومفقود ومعوق واسير، علماً ان خسائر الجيش الاوكراني في العدة والعدد تزداد في الساعة واليوم والاسبوع والشهر وبشكل كبير.

نعتقد، ان حجم الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني للمدة المذكورة أعلاه ترجع الى عدة اسباب ومنها ان العقيدة العسكرية للجيش الاوكرايني كانت الهجوم الغير منظم والغير مدروس مقابل ذلك ان العقيدة العسكرية للجيش الروسي خلال السنتين الماضية هي الدفاع ومعروف ان المهاجم يقدم خسائر كبيرة والمدافع يقدم خسائر قليلة اضافة الى ضعف مستوى التدريب والتأهيل العسكري للجيش الاوكرايني وقلة السلاح والعتاد وان الجيش الاوكراني يعاني من قلة الطعام والشراب والملبس.. وضعف الايمان بالحرب من قبل الغالبية العظمى من الجيش الاوكراني باستثناء القوى البنديرية والقطاع الايمن والقوى القومية الاوكرانية المتطرفة والكتائب النازية - النيونازية من مثل ايدار وازوف والارهابيين والمرتزقة الاجانب هؤلاء يقاتلون بشدة وتحملوا خسائر كبيرة ومنها ميريوبل ، باخموت وغيرها من المعارك مع الجيش الروسي كما يمكن القول ان السلاح الجوي الروسي مسيطر سيطرة تامة على كافة الاجواء الاوكرانية ناهيك عن تفوق الجيش الروسي بالعدة والعدد ولا يمكن مقارنة ذلك مع الجيش الاوكراني من حيث المبدأ. وعلى هذا الاساس فان خسائر الجيش الروسي قليلة اذا ما قدرت بالخسائر مع الجيش الاوكراني اذ يشير الخبراء العسكريين الروس بان نسبة خسائر الجيش الروسي والاوكرايني هي 1 الى 10 للفترة المذكورة أعلاه وهذه ايضا تعد خسائر كبيرة للجيش الروسي اذا علمنا ان الجيش السوفيتي قد قدم خسائر عسكرية في افغانستان وخلال 10 سنوات نحو 13 الف شهيداً فقط.

نعتقد، ان العقيدة العسكرية للجيش الروسي خلال المدة من شباط - 2022 حتى نهاية عام 2023 كانت عقيدة دفاعية فقط ولهذا السبب كانت خسائر الجيش الروسي قليلة، ونعتقد سوف تتغير العقيدة العسكرية للجيش الروسي في عام 2024 وما بعد ذلك الى عقيدة الهجوم العسكري المنظم والمنهج من اجل تحقيق اهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة وهي تحرير كامل الى جمهورية دانيسك ونيكولايف وخاركوف واديسا... ثم التوجه نحو العاصمة كييف طبعاً، في حالة غياب الحل السياسي للحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد الشعب الروسي والدونباسي.

2-- خسائر الجيش الاوكراني من المعدات والاليات العسكرية المختلفة للمدة من شباط - 2022 حتى تشرين الثاني - 2023 هي الاتي ::
*545 طائرة حربية.
*256 هليكوبتر عسكرية.
*9391 طائرة مسيرة ( بدون طيار) وحتي نهاية عام2023 وصل العدد اكثر من 10 الف طائرة مسيرة.
* 442 منظومة غراد.
*13772 دبابة ومدرعة عسكرية وحتي نهاية عام 2023 وصل العدد الى اكثر من 14 الف دبابة ومدرعة عسكرية.
*11187 سيارة عسكرية مصفحة.
*7227 مدفع ومدفع هاون.
*15894 من الاليات العسكرية المختلفة. (14).

ان الخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني في تزايد مستمر من الافراد والاليات العسكرية المختلفة في تزايد في اليوم والاسبوع والشهر بسبب اشتداد المعارك العسكرية بين الجيش الروسي المجهز بأحدث الأسلحة مقابل الجيش الاوكراني يعاني من الذخيرة الحية والاسلحة القديمة والغير فعالة بالمقارنة مع السلاح الروسي ناهيك عن اختلال التكافؤ بينهما في العدة والعدد وهي لصالح الجيش الروسي.
سؤال مشروع؟ كم ستصبح الخسائر للجيش الاوكرايني من الافراد والاليات العسكرية في نهاية عام2024؟ او في نهاية عام2025؟ او احتمال بعد ذلك؟ وهل سيبقى لدى النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا جيش يحارب به ضد روسيا الاتحادية؟ علماً أن النظام الحاكم في كييف يستعد اليوم للتعبئة العسكرية الجديدة وبنحو 500 الف عسكري حتى شمل المعوقين وباعمار 60 سنة وكما جند النساء في حربه غير العادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وروسيا الاتحادية علما، ً أن هذه التعبئة الجديدة سوف لا ولن تغيير من واقع الحرب لصالح النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا لان هؤلاء المجندين الجدد ليس لديهم خبرة عسكرية وسوف يتحولون الى (( مثرمة لحم)) ليس الا وهم من الفقراء والمساكين والمضطهدين اما اولاد الاغنياء والمتنفذين في السلطة الاوكرانية فهم في الخارج يسرحون ويمرحون والليالي الحمراء... ، ناهيك من ان هذه التعبئة العسكرية الجديدة تحتاج إلى انفاق مالي كبير والمليارات من الدولارات الاميركية وبنفس الوقت هو نظام مفلس من الناحية المالية واصبح عاجزاً من تسديد الأجور والمرتبات للعاملين في السلطة بما فيهم اعضاء السلك الدبلوماسي الاوكرايني وحسب المعلومات فان احدى الدول الحليفة الى اوكرانيا تبنت دفع مرتبات السلك الدبلوماسي الاوكرايني طبع الورقة الخضراء وبدون غطاء يذكر ليست مشكلة. وفق مبدأ الجاهلية ((انصر اخاك ضالما او مضلوما)) هذه هي الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية..؟!.

ان هذا النهج المتبع من قبل النظام البنديري - النيونازي الحاكم في اوكرانيا، يعد نهجاً انتحاريا جماعيا وطوعيا في حرب عبثية لن تصب لصالح الشعبين الشقيقين الاوكرايني والروسي وتتحمل مسئولية ذلك كل من واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل وكذلك زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات وفريقه الاجرامي والذي اصبح دمية حقيقية في يد القوى الدولية والاقليمية.

يتوقع الاميركان وقادة الناتو، يمكن ان تستمر هذه الحرب حتى عام 2024 ويستعد البنتاغون ارسال مجموعة من كبار الضباط الاميركان وتحت قيادة الجنرال الاميركي انطونيو لقيادة وتوجيه الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية ويتم ارسال الجنرالات الاميركان في عام 2024.( 15).

نعتقد، ان هذه الخطوة تعد تطوراً خطيراً في مسار الحرب الاميركية-- الاوكرانية وهذا يعني تدخل عسكري مباشر من قبل اميركا في ادارة وتوجيه حربها ضد الشعب الروسي والدونباسي وهذه الخطوة تعد غير مقبولة وغير سليمة ومخالفة للقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية بالرغم من أن هذا الاجراء سوف لم ولن يغير شيئ من واقع ومسار الحرب لصالح اميركا والناتو واوكرانيا.
يتبع