المطلب الثاني عشر: من بدا الحرب؟ ... النتائج... وما العمل؟ ثانيا: بعض اهم نتائج التحول من الاشتراكية الى الراسمالية -- اوكرانيا انموذجا.


نجم الدليمي
2024 / 2 / 11 - 13:35     

ان تحول جمهورية اوكرانيا السوفيتية الاشتراكية الى الراسمالية وبشكل غير مالوف وخلال المدة 1992-2014 فقدت اوكرانيا نحو 12 مليون نسمة ولا اسباب عديدة منها تفشي الامراض المختلفة وسوء نظام التغذية السليم وزيادة معدل الوفيات على معدل الولادات وغيرها من الاسباب الاخرى. (5) وخلال المدة من 2014--2023 هاجر من اوكرانيا للخارج نحو 10 مليون نسمة بحثاً عن فرص العمل وكذلك الهروب من الحرب ونعتقد ان الغالبية العظمى منهم سوف لن يعودو الى بلدهم ولاسباب عديدة منها وجود فرص العمل لهم وحصولهم على جنسية البلد الذي يعيشون فيه ناهيك من ان اوكرانيا اصبحت مخربة وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... وكما خسرت اوكرانيا نحو 10 مليون نسمة من مواطني القرم وجمهورية دانيسك ولوكانسك وخرسيون وزابوروجيا فقد انظموا الى روسيا الاتحادية وان خسائر الجيش الاوكراني في حربه ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وروسيا الاتحادية للمدة من شباط - 2022-- حتى نهاية عام 2023 بلغت نحو( 1،4) مليون بين قتيل وجريح ومفقود ومعوق واسير. (6). وعليه فالحصيلة الاجمالية للخسائر البشرية المدنية والعسكرية قد بلغت نحو( 33،4) مليون نسمة وسوف تزداد هذه الخسائر مع استمرار الحرب واطالة امدها وعليه فان عدد سكان اوكرانيا اليوم هو ما بين 17-18 مليون، علماً ان عدد سكان اوكرانيا حتى عام 1985 هو 51 مليون نسمة.

اما فيما يخص النتائج في الميدان الاقتصادى وخلال 30 عاماً (1991--2021) وبسبب التحول للراسمالية تقلص انتاج الكهرباء ب1،8 مرة وانتاج الفحم ب3،2 مرة والأسمنت ب،2،5 مرة والقماش ب12 مرة وصناعة الأحذية ب 7،3 مرة وتقلص عدد الماشية من 24،623 مليون راس في عام 1991 الى 3،570 مليون راس في عام 2020 والخنازير من 19،426 مليون راس الى 6،950 مليون راس لنفس الفترة وكما يوجد 10 مليون مواطن يعاني من الجوع ونحو 19 مليون مواطن تحت خط الفقر لنفس الفترة وفي عام 1991 كانت قيمة الناتج المحلي الإجمالي وبالاسعار الثابته نحو 505 مليار دولار أمريكي انخفض في عام 2016 الى 353 مليار دولار أمريكي وهو في تناقض كبير سواء بسبب الحرب او اسباب عديدة اخرى وبلغ حجم المديونية الخارجية الى اوكرانيا حتى تموز - 2021 نحو 92.3 مليار دولار أمريكي والمديونية الخارجية في تزايد مستمر بسبب الحرب وتدهور الاقتصاد الاوكرايني وبعد الانقلاب الحكومي في شباط - 2014 تم غلق اكثر من 50 معمل ومصنع.( 7).

لقد اقدم النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا على تنفيذ برنامج الخصخصة السيئ الصيت في شكله ومضمونه اذا قام بتشريع قانون يسمح ببيع الاراضي الزراعية للشركات الاجنبية وكانت حصة الاسد من بيع الأراضي الزراعية في اوكرانيا للشركات الاميركية والألمانية تحديداً وبثمن بخس اذ تم بيع نحور17 مليون هكتار من الاراضي الزراعية من اصل 62 مليون هكتار وكان سعر بيع الهكتار الواحد ما بين 1500-2000 دولار أمريكي علماً ان سعر الهكتار الواحد في اوربا يفوق بعشرات المرات عن السعر في اوكرانيا وبهذا تم تحويل الفلاح الاوكرايني الى عبد، اجير للشركات الأجنبية( 8). ان بيع الأرض يعني بيع الوطن سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر والأكثر من ذلك تحول النظام الحاكم في اوكرانيا الى نظام يمارس الارهاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي... ضد خصومه السياسيين داخل اوكرانيا وخارجها فالاغتيالات السياسية والتفجيرات خارج اوكرانيا اصبحت سمة رئيسة للنظام البنديري الحاكم في كييف، وما حدث ويحدث في جمهورية لوغانسك ودوينتسك وزابوروجيا وخرسيون وروسيا الاتحادية الا ادلة وبراهين حية على ذلك وهو لا يزال مستمراً في هذا الأسلوب وبعلم و اسناد من قبل اميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والناتو وبروكسيل واصبح يعد نظاماً ارهابيا بسبب احتضانه للارهابيين والمرتزقة الاجانب واختلفت التقديرات حول اعداد هؤلاء ب200000 الف ارهابي ومرتزق. (9) والتقدير الاخر نحو 40 الف ارهابي ومرتزق اجنبي.( 10).

يتبع