: لماذا العداء التاريخي للشعب السوفيتي -- الروسي من قبل الغرب الامبريالي؟ :: الدليل والبرهان


نجم الدليمي
2024 / 2 / 4 - 00:15     

ان قادة الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية لديهم موقف عدائي للشعب السوفيتي - الروسي ، يكمن جوهرة في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والايدولوجي وحسب طبيعة كل مرحلة من مراحل العداء قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، وبعدها حتى 1991، واليوم يستمر هذا النهج العدائي للشعب الروسي بالرغم من ان روسيا الاتحادية هي دولة رأسمالية وجزء من منظومة النظام الراسمالي العالمي اليوم، ولم تعد دولة اشتراكية مثلاً ؟!. ان كراهية ومعاداة بولونيا له جذور تاريخية بخصوص العلاقة بينهما وتكرس اليوم اكثر بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي ودخول بولونيا حلف شمال الاطلسي حلف الشياطين الذي شكل ويشكل اداة ارهابية عسكرية ضد الدول المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين.

صرح ليخ فالنسيا اليوم، رئيس ما يسمى بحركة التضامن البولونية في الثمانينات من القرن الماضي: اذ قال:: لدينا فرصة سانحة الان لتصفية الحسابات مع روسيا الاتحادية، اي العمل على تقويض النظام في موسكو وتفكيك روسيا الاتحادية.

من هو فالينسا؟ عامل من عمال المناجم في بولونيا في الثمانينات من القرن، تم تأسيس ما يسمى بحركة التضامن البولونيوم من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية ووو،ووجدوا ضالتهم في هذا الشخص الذي تم اعداده ((كقائد)) نقابي وضخت الملايين من الدولارات لتكوين شبكات (( حلفاء - اصدقاء)) للولايات المتحدة الأمريكية وتم تزويدهم بكل المستلزمات الضرورية للنشاط التخريبي في بولونيا وتم هذا في ضل قيادة الحزب الشيوعي البولوني وبعلم قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وجهاز امن الدولة السوفيتية، ( كي جي بي) ونشطت هذه المنظمة العميلة وبشكل شبه علني وعبر ضخ الدولارات كونت لها جمهور من النخبة السياسية المافيوية الفاسدة ومن الدراويش من العمال والفلاحين وبعض اعضاء الحزب الشيوعي البولوني. حتى السفير التونسي في وارسوا زين العابدين قدم المساعدات المالية وغيره و لحركة التضامن البولونية وخلال 24 ساعة تم ابعاده من بولونيا وهو ايضاً وثيق الصلة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووو،

خلال بداية الثمانينات من القرن الماضي عاشت بولونيا وضع امني واقتصادي واجتماعي وسياسي غير طبيعي وغير مالوف وبنفس الوقت فالحزب الحاكم لم يحرك شيئ، ولم يتخذ اي اجراء وهذا تم في فترة حكم بريجنيف وهو في اخر ايامه متعب ،ومحاط بنخبة سياسية لا تختلف عن نخبة غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين، وتحت الضغط السياسي وافق الحزب الشيوعي البولوني على اجراء الانتخابات الرئاسية ورشح فالينسا نفسه وسكرتير الحزب الشيوعي البولوني... ، وكان الحزب الشيوعي البولوني قد فقد السيطرة على الامور ناهيك عن الموقف السلبي من موسكو اتجاه تطور الاوضاع في بولونيا، وبالنتيجة فاز فالينسا بالرئاسة عبر ضخ الدولار والتزوير والدور السلبي لقيادة الحزب الشيوعي البولوني، وهيمنة الدروشة في الحزب وبعد ذلك اتخذ النظام الجديد اجراءات ضد اعضاء الحزب الشيوعي البولوني وكانت بولونيا اول دولة من المعسكر الاشتراكي قد تمردت على الاتحاد السوفيتي وفي ضل صمت القيادة السوفيتية ليس غريباً؟

بعد 4 سنوات اجريت انتخابات الرئاسة في بولونيا ورشح فالينسا مرة أخرى للرئاسة والنتيجة حصل على اقل من 1 بالمئة، في حين الانتخابات الرئاسية الاولى فاز بنسبة كبيرة على منافسه من الحزب الحاكم، اين يكمن الخلل؟ ان فالينسا تم اختياره لمرحلة محددة انه عامل مناجم تم اعداده ودعمه انتهى دورة رمي كما ترمى ورقة التواليت، وهذه الحالة قد تكررت مع غورباتشوف اذ رشح نفسه لرئاسة روسيا الاتحادية بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وحصل على 1،5 بالمئة من الاصوات، وايضاً انتهى دوره وتم رميه في مزبلة التاريخ.

صرحت بوربوك، وزيرة الخارجية الالمانيه ممثلة حزب الخضر، اذ قالت نحن نخوض اليوم حرباً ضد روسيا الاتحادية . هذا اعتراف رسمي ان المانيا - شولز مشاركة في الحرب بشكل مباشر ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وروسيا الاتحادية. ولم يتم نفي التصريح الغير مسؤول. ان قادة الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية يعتقدون، ان القيادة الروسية لم تقوم بأي اجراء عسكري حاسم ضد اي دولة من اعضاء الناتو ولا تستخدم السلاح النووي سواء جزئي او كلي ضد الناتو وخاصة دول اوربا ومنها المانيا بولونيا ووو.؟!.

يمكن القول إن العداء للشعب السوفيتي الروسي له مسار تاريخي ولفترة طويلة، وان الهدف الرئيس للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية هو تقويض النظام في موسكو وتفكيك روسيا الاتحادية بالدرجة الأولى والسيطرة والاستحواذ على ثروات الشعب الروسي وهذا يتم من وجهة نظرهم بالاعتماد على (( حلفائهم واصدقائهم)) في السلطة. كما يمكن القول ان حركة التضامن البولونية وحزب الخضر... هي صناعة من قبل قوى اقليمية ودولية بهدف تقويض الانظمة المناهظة لنهج اميركا، وان من صنع تنظيم القاعدة وداعش واخواتها هم لعبوا نفس الدور في صناعة حركة التضامن البولونية ،وهدف جميع هذه التنظيمات المأجورة حركات او احزاب هو معاداة الشيوعية اولا وتقويض الدول الاشتراكية وصعود النخب السياسية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ناهيك عن معاداة الشعب السوفيتي والشعب الروسي. الواقع يؤكد ذلك .
نعتقد ان قيادات الاحزاب الشيوعية بشكل عام والحاكمة بشكل خاص،( باستثناء الحزب الشيوعي الكوبي والصيني..) وخاصة بعد وفاة الرفيق الخالد ستالين، اصابت هذه القيادات في اغلبها المرض الخبيث وعدم الانتباه لذاك ووضع المعالجات الجذرية ومنها انشقاق الحركة الشيوعية العالمية، قسماً مع الحزب الشيوعي السوفيتي وهم الاكثرية طبعاً وقسم قليل انحازوا مع القيادة الصينية للحزب الشيوعي الصيني، والتاريخ قد اثبت من كان موقفه سليم ومبدئي ؟.

نعتقد،لقد تعرضت الحركة الشيوعية العالمية الى مرض خبيث بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 ووفاة الرفيق الخالد ستالين وتسلم قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة خروشوف الانتهازي والتحريفي وضعيف المبدأ وعلى اثر ذلك ظهر انقسام غير مالوف في الحركة الشيوعية العالمية فالغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية قد انحازت مع قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والاقلية مع قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وان خروشوف قد وضع الاساس الرئيس لتفكيك الاتحاد السوفيتي سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر واستمر على هذا النهج اللامبدئي حتى وصول الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف لقيادة الحزب والسلطة السوفيتية وبتاييد من قبل غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية للنهج الهدام والاجرامي والخياني الا وهو نهج البيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991 والنتيجة معروفة لا تحتاج إلى تعليق. ان الحركة الشيوعية العالمية لا تزال تعاني من مرض خبيث ،ولم تتم معالجته من حيث المبدأ فهي اليوم ايضاً مريضة بمرض خبيث ولم يتم التوقف من قبل قادة الحركة الشيوعية العالمية لمعالجة هذا المرض الخبيث؟ فالانقسام والتشرذم لا يزال يسود الحركة الشيوعية العالمية لمن ولمصلحة من تم ويتم ذلك لغاية الآن؟ فموقف قيادة الحزب الشيوعي الصيني كان صائبا من ادانة خروشوف ونهج غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك...، وكانت قيادة الحزب الشيوعي الصيني تمتلك الموقف المبدئي والرؤية المستقبلية لحزبهم ومستقبل الحركة الشيوعية العالمية.

الحقيقة الموضوعية تؤكد، ان معاداة الشيوعية ليس لها مستقبل وان معاداة الشعب السوفيتي - الروسي ايضاً ليس له مستقبل. وكل من عادى الشيوعية مصيره في مزبلة التاريخ اين الشاه، هدام حسين، السادات، النميري، بونيشيت، ولن يختلف مصير زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات وفريقه الاجرامي عن هؤلاء.
المستقبل للشعوب التواقة للسلام والتعايش السلمي ومن يعادي الشيوعية سيكون مصيره في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي لهم. الاشتراكية هي مستقبل البشرية جمعاء ولا خيار غير ذلك، والراسمالية زائلة وفق الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري .
كانون الثاني /2024