الهند بين العلمانية والتطرف الدينى !!


حسن مدبولى
2024 / 2 / 3 - 11:19     

كانت الهند تاريخيا مع سياسة عدم الإنحياز لأى من القوى الدولية المهيمنة ، وكانت تساند الشعوب المستضعفة التى تناضل من أجل الإستقلال ، وكانت تمتلك زعماء محترمين أقرب لمصر من أى دولة أخرى بالمنطقة ، كذلك أدى قربها من مصر الى مساندتها لقضية الشعب الفلسطينى المظلوم ، وقاد الزعيم التاريخى جواهر لال نهرو هذه الرؤية ، وخلفته فى هذا الطريق الزعيمة الراحلة أنديرا غاندى وكذلك السيد راجيف غاندى، وكلهم كانوا ينتمون إلى حزب المؤتمر صاحب الفضل الاول فى استقلال الهند نفسها،
لكن بعد دخول الهند مرحلة التطرف الدينى الهندوسى والهوس العام الذى اجتاح الشعب الهندى فى هذا الخصوص ،وتولى حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسى المتطرف الحكم ( وسط ترحيب شديد من الغرب العلمانى ) تحولت الهند مائة وثمانين درجة ،وأفرزت زعماء كارهين لأنفسهم ولا يؤمنون إلا بالآلهة راما والمعابد الهندوسية وقداسة البقر والإنتماء، الهندوسى، ولايكرهون سوى الأغيار خاصة شركاء الوطن الهندى من المسلمين ،
ومن الذين برزوا فى الحقبة الجديدة كان الزعيم الهندوسى المتهيج ناريندرا مودى، وهو شخص يسير على خطى الصهاينة المتطرفين من أمثال ناتنياهو وبن غفير وان اختلفت المقدسات وتنوعت الآلهة ،
وكان طبيعيا فى تلك المرحلة ان تتقارب كل من اسرائيل والهند ،بل وأن تصبح الهند صهيونية أكبر من الصهاينة أنفسهم،
وقد اتضح ذلك من خلال كثافة العمالة الهندية التى سافرت لاسرائيل التى بلغت قرابة المائة ألف ، وكذلك الهرولة للحصول على المنح الدراسية من جامعات اسرائيل ،وأيضا التعاون الصناعى والتكنولوجى والعسكرى والتقارب السياسى بين الدولتين،
الغريب كان تماهى الشعب الهندى نفسه مع هذا التقارب، وتمثل ذلك فى التعاطف الشعبى الهندى(الهندوسى) مع اسرائيل فى نضالها وكفاحها لمحاربة الإرهاب فى غزة والضفة!! وقد تزاحم الالاف أمام السفارة الصهيونية فى الهند عارضين أنفسهم للتطوع للحرب فى غزة دون ممانعة الحكومة !!
أما على المستوى الرسمى فقد سارع رئيس الوزراء الهندى بإدانة هجوم السابع من اكتوبر واعتبره عملا بربريا ارهابيا ،وقال أن قلبه مع اسرائيل وضحاياها الأبرار الذين سقطوا على يد الارهابيين من حماس الذين يماثلون ارهابيي منظمة عسكر طيبة فى كشمير !!،
ولم تغير الهند تلك الرؤية المنحازة حتى بعد تحويل اسرائيل لمحكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الشاملة ،