ازمة العقل العربي، المشكل والحل؟


سليم نصر الرقعي
2024 / 1 / 29 - 22:16     

التقليد الاعمى والاستنساخ والاجترار لا يقتصر في عالمنا العربي على مجال الفقه واللغة ، خصوصا في ليبيا، بل امتد كذلك لمجال الفكر ايضا بكل ابوايه وخصوصًا ((الفكر السياسي)) و((فكر الدولة))... فكله نسخ ولصق واستنساخ حرفي واجترار ببغائي عجيب ومريب!! ..

لو رجعنا لعهد محاولة النهضة العربية الفكرية والادبية الواعدة التي حدثت عقب فترة الاحتلال والاستقلال لوجدنا هناك كانت محاولات جادة وجيدة لانتاج فكر سياسي عربي واسلامي ((ليبرالي)) متحرر من التقليد الاعمى للسلف وللغرب لكن سيطرة التيار السياسي القومي الاشتراكي ذي النزعة الشمولية الاحادية على مراكز الحضارة في العالم العربي، ابتداءً من مصر وسوريا والعراق، أوقف نمو هذا التيار العربي الاسلامي (الليبرالي) التجديدي المستنير، ثم ، بعد افلاس وانهيار مشروع التيار القومي العروبي الوحدوي الاشتراكي جاء الاسلام السياسي الاصولي ليملأ الفراغ الرهيب الذي تركه خلفه مشروع العروبة السياسة المنهار، فزاد ظهور وشيوع التيار الاصولي بجناحه الاخواني والسلفي طينتنا بلةً على بلةٍوعلتنا علةً على علةٍ وبان عواره وافلاسه ، وكذلك افلاس وعوار الاتجاه العلماني التغريبي الاجتراري المتسربل بثوب الحداثة، مع ثورات الشوارع العربية التي فضحت افلاس الجميع (!!!؟؟؟) بل واظهرت كما لو ان ((الحكام العرب)) الذين ثرنا عليهم واسقطناهم هم بالقياس لهذه النخب السياسية الاسلاماوية والعلمانوية والشعبوية هم ((اهون الشرين وأخف الضررين))((!!!؟؟؟)

والحل في اعتقادي يكون بالعودة لاستكمال مشروع النهضة العربية ((الطبيعي)) بخطه العربي الاسلامي (الليبرالي) العقلاني الرصين والذي كما ذكرت لكم قد تم تعطيل نموه الطبيعي والواعد بالنهضة بشكل متعسف قمعي ((غير طبيعي)) مع مجيء التيار العربي القومي الاشتراكي الشمولي وحكم العسكر ثم تيار الاسلام السياسي الاصولي، لنجد انفسنا بعد ثورات الشوارع العربية وسط هذا الافلاس العربي الكبير فكريًا وثقافيًا وسياسيًا واخلاقيًا!!، والمخرج كما ذكرنا بالرجوع للخط العربي الاسلامي العقلاني التحرري التجديدي اي الاتجاه العربي الاسلامي((الليبرالي)) الذي يجمع بطريقة متوازنة، توفيقية غير تلفيقية، بين ثوابت الهوية والاصالة ومتطلبات المعاصرة والتحديث، وهذا هو الطريق!
اخوكم العربي المسلم المحب