دولة الاحتلال في رواية لمحمود شاهين.-الهجرة إلى الجحيم- رائد الحواري


محمود شاهين
2024 / 1 / 29 - 04:48     

يمكن أن تكون هذه الرواية من أوائل الروايات العربية التي تناولت الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، فزمن أحدث الرواية 1976 وما قبله، وتم طباعتها في عام 1984، وهذه ميزة تحسب للرواية، وإذا أخذنا سرد الرواية الذي تناوب عليه كل شخصياتها، نكون أمام رواية جمعت بين أهمية المضمون، وفنية السرد، كما أن وجود بعد فكري، يتمثل برهبة/قدسية مكان "إبراهام" اليهودي الفلسطيني والأعمال الفنية التي أنجزها، وطرح حل للمسألة الفلسطينية بطريقة موضوعية يشير إلى أن السارد جمع أكثر من جمالية في الرواية التي تقرأ في جلسة واحدة رغم أن عدد صفحاتها 250 صفحة.
بداية نتوقف عند أحداث الرواية التي يبدأ في سردها "أركاديوش بودليفسكي" البولندي الذي ينخدع بإعلان يتحدث عن ميزات الهجرة إلى أرض الميعاد، علما بأنه مسيحي وليس يهودي، يصل فلسطين مع ولديه "داريوش وجشيجوش" تاركا زوجته "نينا" مع طفله في بولندا، وبعد أن يصل يتفاجأ بأن أرض السمن والعسل، أرض الشقاء والتعب والذل، يتأكد له أنه وقع في شرك بعد أن يتعرف على "إبراهام" اليهودي الفلسطيني الذي يتم قتله من قبل رجال الأمن، بعد أن تحدث عن فساد وكذب دولة الاحتلال، مما دفعه للبحث عن طريقة يعود بها إلى بولندا، يتعرف على "فداء" الفدائي الفلسطيني من خلال المحامي "وليم نصار" ومجموعة من اليهوديات العربيات، لكنه بعد رحلة طويلة وشاقة، يصل بالقرب من حدود لبنان، وقبل أن يجتازها بأقل من متر ونصف ينفجر لغم، فيقتل على الحدود هو ومرافقيه الستة، وبهذه النهاية يكون عنوان الرواية "الهجرة إلى الجحيم" مطابق لما جرى لبطلها "أركاديوش بودليفسكي" المهاجر البولندي
"إبراهام"
"إبراهام" يهودي فلسطيني، كان يرى أن الهجرة الصهيونية تشكل خطرا على فلسطين وعلى تكوينها الاجتماعي، فهو تربى وعاش ضمن تعدد اجتماعي بعيد عن التفرقة الدينية، لكن يتم تغيير قناعاته من خلال الحركة الصهيونية التي دعت إلى ضرورة أن تكون فلسطين خاصة لليهود، يشترك مع العصابات الصهيونية في جرائمها ضد الفلسطينيين، وخلال اقتحامهم البلدات الفلسطينية يتم قتل أسرته كاملة، حيث رأوا أفراد العصابات المهاجمة فتاة من بين أفراد الأسرة تضع الصليب على رقبتها، مما جعلهم يعتقدون أن هذه الأسرة ليست يهودية، علما بأن هذه الفتاة "إيريس" حبيبة "إبراهام" التي كان ينوي أن يتزوجها، وهذا ما جعله يستعيد صوابه ويتأكد أن الحركة الصهيونية ما هي إلا أداة للقتل والتدمير، فيستعيد عافيته الفكرية والاجتماعية والإنسانية ويبدأ في التكفير عما اقترفت يداه من أثم وجرائم، من خلال الرسم والنحت والتصدي جهارا وعلانية للفكرة الصهيونية، مما دفع أجهزة الأمن لتصفيه
من الأفكار النيرة التي يطرحها "إبراهام" رؤيته لليهودي الجيد: "أن اليهودي الحقيقي هو الذي واكب حركة التطور التاريخي ولم يظل متحجرا... اليهودي الحقيقي هو الذي كان يهوديا وأصبح أحفاده مسيحيين وأحفاده مسلمين وبعض أحفاده ماركسيين" ص42، هذا الطرح يمثل رد على تحجر الفكر اليهودي الذي يعيش في (الجيتو) منذ موسى وحتى الآن، ولا يكتفي بنقض الفكر الصهيوني بل دعا جهرا وعلانيا بضرورة مواجهة الصهيونية بالسلاح: "(شعب الله المختار) طز فيكم وفي إلهكم هذا وفي وعوده الحمقاء لكم!! أما آن لكم أن تستيقظوا؟ أما آن لكم أن تضموا بنادقكم إلى بنادق الشعب الفلسطيني؟!أن تهربوا من هذا الجحيم إذا لا تجرؤون على المواجهة" ص48، نلاحظ أنه في البداية فند فكر الديني اليهودي، وفي الثانية قدم حلا للخلاص من الفكرة الصهيونية، من خلال مواجهتها بالسلاح، أو من خلال عودة المهاجرين إلى بلدانهم التي جاؤوا منها، وبهذا يكون "إبراهام" قد تجاوز الحلول المرحلية/المؤقتة ووضع حل جذري للصهيونية وفكرة الوطن القومي لليهود
ولم تقتصر رؤيته على الناس/المجتمع فقط، بل طالت الأرض التي أكد فلسطينيتها: "على أرض لم ولن تكون يوما إلا لأصحابها الحقيقيين نحن الفلسطينيين سواء كنا يهودا أو مسلمين أو مسحيين" ص80، بهذا الشكل يكون "إبراهام" قد أكمل رؤيته لطبيعة الصراع في فلسطين، فالمشروع الصهيوني يسعى إلى محو الفلسطيني وشطبه من الوجود والسيطرة على أرض فلسطين وتهويدها لتكون (إسرائيل))
ما سبق يمثل مواجهة "إبراهام" بالقول عن الفكر الصهيوني، أما على مستوى الفن، الرسم والنحت، فقد أنجز مجموعة أعمال فنية تمثل رؤيته لطبيعة الحركة الصهيونية: "ـ تمثال لامرأة مذبوحة وكأنها شاه !!
ـ تمثال تتدلى أحشاؤه من بطنه!
ـ تمثال يحتضن مجموعة من الجماجم
ـ لوحة لرجل يبول على مجموعة من كبار ضباط الجيش والشرطة ورجال السلطة
ـ لوحة لإيزيس بثياب فولكلورية فلسطينية" ص122و113، وبهذا يكون "إبراهام" قد فعل كل ما يستطيع ليطهر نفسه من الجرائم التي اقترفها في عام 1948، وما قتله من قبل رجال الأمن إلا تأكيدا لصدق توبته، فقد كانت أقواله وأعماله تشكل خطرا على المشروع والفكرة الصهيونية
(قدسية) أعمال ومكان "إبراهام"
يقدم السارد "إبراهام" وكأنه قديس صاحب رهبة وقدسية، يتحدث "أركاديوش" عن أثر المكان والأعمال الفنية عليه بقوله: "فتحت باب الغرفة الأولى، بحثت عن الضوء، عثرت عليه أشعلت الغرفة، أول ما رأت عيناي تمثالا بحجم الإنسان يصرخ بذعر مادا يديه إلى وجهي وقد فرج أصابعهما وكأنه يقول قف، شعرت بريبة كبيرة وأنا أشيح بنظري عن التمثال" ص112، هذا كان وقع المنحوتات على "أركاديوش" فبدت أعمال "إبراهام" كائنات حية، لها أثرها على المشاهد
يتحاور "أركاديوش" مع الراعي بعد أن وصل إلى الكهف للبحث عن "إبراهام" الذي قتله رجال الأمن:
"ـ وما الذي يجعلك تشعر بهذه الرهبة؟
ـ تماثل إيريس!
... شعرت بالرعب عندما نظرت إلى الداخل بينما الراعي يأخذ مكانه إلى جانبي
... أحسست برهبة كبيرة وأنا أدنو من التمثال" ص136و137و138، أعتقد أن تركيز السارد على ما تتركه منحوتات "إبرهايم" من أثر على الآخرين، له علاقة بالفنان الفلسطيني "محمود شاهين" الذي أنجز أكثر من عشرة آلاف لوحة والعديد من المنحوتات المعروضة في كافة أنحاء العالم، فقد زاوج بينه وبين بطل الرواية من خلال المهنة التي يتقنها، الرسم والنحت
المجازر الصهيونية
تتناول الرواية الجرائم الصهيونية في فلسطين من خلال "إبراهام" الذي كان أحد عناصر العصابات الصهيونية، يقول عن تلك المجازر وكيف تم إخلاء القرى من سكانها: "تمكنا من التقدم قليلا تحت حماية نيران كثيفة، اقتربنا من أول بيت في القرية، كانت بعض جثث المقاتلين تتناثر حوله، ألقوا بعدة قنابل داخل البيت واقتحموه، وجدوا امرأة مصابة بجراح بليغة تضم إلى صدرها طفلين أحدهما أنثى وتستلقي فوقهما، انهالوا على الطفلين بالسكاكين والبلطات ثم جزوا رأس الأم، هل تعرف ماذا فعلوا بعد ذلك يا أركاديوش؟ أخذوا يجزون الأيدي والأرجل ويلقون بها بعيدا أمامهم لكي يرعبوا الناس...أمسك أحدهم بشعر رأس المرأة ولوح بالرأس في الهواء وكأنه يلوح بمقلاع وقذفه إلى بيت قريب، وكذلك فعل برأس طفلتها،" ص75، مشاهد إجرامية بكل معنى الكلمة، لهذا وجد "أركاديوش" ليكون هو الشخص المخاطب وليس القارئ، مما يخفف قليلا من تلك الجرائم.
وعما فعلوه في دير ياسين يقول: "توقفت المقاومة نهائيا، أخذوا يقتحمون البيوت واحدا بعد الآخر، اقتربنا من احدها ودخلناه، لم يكن فيه سوى امرأة وطفلها الذي لم يتجاوز السنتين، قطعوا الطفل بين يديها، أخرجوها إلى الساحة وأخذوا يرقصون من حولها وهم يمزقون ثيابها قطعة قطعة إلى أن أصبحت عارية تماما، كانت تضع في أذنيها قرطين من الذهب، انقضت إحدى فتيات (شتيرن) وقطعت أذنيها لتحصل على القرطين، ثم انهالت عليها طعنا بحربتها...اقتحم المهاجمون البيت... لم يكن هناك غير الأطفال، لم يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشرة، صفوهم إلى جوار الحائط وأطلقوا عليهم النار" ص76و77، بداية، نلاحظ أن "إبراهام" قبل أن يتحدث عن المجازر يتوقف عند المقاومة الفلسطينية، وكأنه يريد أن يقول إن الفلسطينيين لم يتخلّوا عنها طواعية، فقد استبسلوا في الدفاع رغم قلة الإمكانيات، فقد قاوموا حتى آخر طلقة وحتى آخر مقاتل، ونلاحظ أن كل من قتله الصهاينة كانوا نساء أو أطفالا أو شيوخ، فليس بينهم أي شاب، وهذا يخدم فكرة مقاومة الفلسطيني حتى آخر جندي، ويؤكد جرائم الصهاينة بحق المدنيين، فقد تم التخلص من المقاتلين أثناء المعارك، وما كان هناك داع لقتلهم، لكن العقلية الصهيونية التي تتحكم فيهم وتجعلهم مجرمين ومتوحشين
الصور السابقة تمثل مشهد محدود لما فعله الصهاينة في دير ياسين تحديدا، فحجم الجرائم التي اقترفوها لا يحتمله العقل البشري. فكان السارد يعي أن هناك كم من التوحش لا يقدر القارئ على تحمله، مما جعله يحدد المكان الذي اقترفت فيه المجازر، وأن يجعل الشخص الذي تحدث عنها تائبا عما اقترفت يداه
ويتحدث عن تهويد المكان بقوله: "نسفت معظم البيوت القديمة بالديناميت ودمرت المقابر العربية وأتلفت بعض البساتين والكروم...يسمونها (بن دور) واسمها (حواشة)...هل تعرف اليهود الذين يقيمون فيها الآن إلى كم قومية ينتمون؟! لا تعرف طبعا، ينتمون إلى اثنين وسبعين قومية وجنسية، ويتحدثون حوالي مائة لغة، وقس على ذلك العادات والتقاليد والطقوس الدينية" ص46، بهذا المقطع يبين "إبراهام حقيقة الصهيونية، فهي تفرغ الأرض من السكان وتستولي عليها، ثم تهودها بتغيير الاسم وبجلب سكان من كافة أقطاب الأرض إليها، وهذا ما يجعل رؤيته موضوعية لطبيعة المشروع الصهيوني التدميري لكل ما هو فلسطيني
العرب اليهود في فلسطين
يتناول السارد مجموعة من الشخصيات اليهودية العربية في فلسطين، ويقدمها بصورة إيجابية، فهناك مجموعة من الفتيات ينتمين لليسار، ويقدمن طروحات لحل المسألة الفلسطينية، ويشعرن بالانتماء لما هو عربي أكثر من الانتماء لدولة الاحتلال: ثلاثتنا ننتمي سرا إلى أحزاب وجماعات يسارية في فلسطين... هناك شيئا لا نختلف عليه أبدا، أننا والفلسطينيين ضحايا" ص178، وهذا ما جعل اليهود العرب في دولة الاحتلال يتآلفون/يتوحدون لمواجهة بطش الدولة، وعملية التشويه والكذب التي تمارسها على الناس: "ـ ليس غريبا أن تجد اليهود العرب متآلفين إلى حد ما، فما نزال نشعر بانتمائنا العربي" ص155، ولم يقتصر الأمر على الشعور والإحساس، بل تعداه إلى تقديم رؤية وحلول لما يجري في فلسطين: "أختي لها موقفان، موقف شخصي حزبي، فأمامي تقول: (لتقم دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع ومن ثم سنتعاون مع هذه الدولة ونطيح بالكيان الصهيوني) هذا موقفها الشخصي، لكن عندما تتحدث أمام الناس لا تستطيع أن تتجاوز طروحات حزبها
أنا ضد الموقفين طبعا، أنا مقتنعة أنه لا يمكن إقامة حكم وطني مستقل للفلسطينيين بما تعنيه الكلمة دون إزالة (إسرائيل) وما يترتب على ذلك، ولا يمكن تحقيق هذا إلا بالنضال الجماهيري المسلح" ص178و179، اللافت في الحل أنه يطرح القضاء على دولة الاحتلال نهائيا، بحيث لا يكون لها أي وجود، وهذا يعود إلى معرفة العربي اليهودي لحقيقة وطبيعة ودور دولة الاحتلال في المنطقة، فهناك دور قذر قامت به لدفع وإجبار اليهود العرب للهجرة إلى فلسطين دون غيرها من الدول
تنقل "نبعة" اليهودية اليمنية عن أبيها كيف كانت عملية ترحيلهم من اليمن بقولها: " فقد قبض إمام اليمن من الحركة الصهيونية، مبلغ خمسة ملايين دولار، ثمن اكثر من خمسين ألفا من يهود اليمن لذلك قام بإرسال رجاله إلى مختلف الأودية والجبال لإحضار اليهود بالقوة وإجبارهم على الهجرة إلى فلسطين" ص158، وهذا ما جعل اليهود العرب يتمسكون بعروبتهم، ويعملوا على مقاومة دولة الاحتلال
أما عن هجرة اليهود العراقيين، فتتحدث "راحيل" قائلة: "لقد قبض نوري السعيد ثمنا لكنه لم يتمكن من إجبار اليهود على الهجرة فأرسل رجاله ورجال الحركة الصهيونية ليلقوا القنابل على الأحياء اليهودية، فخلفوا حالة من العداء والذعر بين اليهود والعرب، ولم يجد اليهود سبيلا للنجاة إلا بالهرب إلى فلسطين، فلم يسمحوا لنا أن نهاجر إلى أي بلد غيرها" ص174، نلاحظ أن هناك تكامل وتواصل في الأفكار والطروحات حول تركيبة الكيان، وكيف يجب أن ينتهي، فالخليط العجيب الذي يتكون منه، كما تحدث "إبراهام" في البادية، والخداع والكذب الذي مورس لدفع اليهود للهجرة كلها تنمي الشعور بالعداء لهذا الكيان الذي تأسس على القتل والإجرام والخداع
الكاتب والسارد
من يتابع كتابات "محمود شاهين" يجد في هذه الرواية التي كتبت قبل عام 1980 شيئا عن مشروعه الكتابي والروائي، فهناك مجموعة إشارات تشير إلى أنه كان يفكر بكتابة روايات كتبها لاحقا، فعلى سبيل المثل، يتحدث عن "إبراهام" ونظرته للحياة: "ـ طريقته في الحياة وتعامله مع الناس وسلوكه الخاص ليس إلا أسلوبا شبه صوفي في الانتحار!!" ص107، أعتقد أن الرؤية الصوفية عند محمود شاهين، كانت حاضرة في رواية "زمن الخراب" حيث استطاع أن يقدم رؤية "صوفية" للكون بصورة جديدة تستحق التوقف عندها
ونجده يتحدث عن روايته القصيرة "أم الشهداء" التي أصدرها قبل فترة وجيزة من خلال هذا المقطع: "ـ أجل يا صديقي، أرجو أن لا تحزن ولا تغضب فهذا شيء عادي في حياتنا!! فلم يبق من الأطفال الذكور الذين ربيتهم إلا أنا، استشهد الأول عام 1967 واستشهد الثاني في عملية عام 1971واستشهد الثالث في تل الزعتر منذ أشهر فقط، أما الفتاة فقد قادت عملية انتحارية إلى تل أبيب واستشهدت هي ورفاقها" ص224، إذا ما توقفنا عند هذا المقطع سنجده مطابق تماما لما جاء في قصة أم الشهداء، حتى أنه يمثل تلخيصا لأحداثها
ويتحدث عن روايته "سعيد وزبيدة" التي صدرت في عام 2023 ومن خلال هذا المقطع: " سمعت عزف ناي، سرت بضع خطوات لأطل على المكان الذي سمعت فيه العزف، شاهدت قطيعا صغيرا من الماعز لكنني لم أر الراعي، اقتربت من القطيع وأنا أتجه إلى مصدر الصوت، رأيت الراعي يجلس إلى جذع شجرة ويعزف" ص133، وهذا ما يؤكد أن مشاريع "محمود شاهين" الأدبية والفكرية كانت حاضرة في هذه الرواية
أما علاقة الكاتب بالسرد فنجدها من خلال شخصية "إبراهام" الفنان الذي يتقن النحت والرسم، وهذا ما يفعله "محمود شاهين" فهو رسام ونحات وكاتب ومفكر ويكتب الشعر: "فأخذ ينتحر بطريقته هذه في الحياة، الانتحار في الفن! كنت أحس به ينتحر وهو ينحت" ص141، وبهذا تكتمل الشواهد على حضور الكاتب في رواية "الهجرة إلى الجحيم"
الرواية من منشورات دار البيروني للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الثالثة 2023