تهافت مبدأ السببية


عزالدين مبارك
2024 / 1 / 23 - 14:07     

مبدأ السببية أي لكل حادث محدث لا يمكن التدليل بها على وجود خالق لأنها دائرية ولا تتوقف إلا بتدخل من خارجها وهذا يفقدها انسجامها ومصداقيتها واستعمالها لتبيان أن هناك خالق للكون تعتبر مغالطة. فإذا أردت تطبيقها فعليك أن تطبقها بالتسلسل على كل الأشياء مما يؤدي إلى التناقض بحيث هناك إله خالق لإله آخر حتى نحصل على تعدد الآلهة. فالسؤال الموضوعي إذا أردت البرهنة على وجود إله خالق قل لنا كيف خلق هذا الإله الكون أي الطريقة والأدوات المستعملة لأن الكون تكون بالتطور وليس فوريا ومباشرا كما تدعي ذلك الأديان ثم لماذا الإله المزعوم لو كان حقيقة لا يعبر عن نفسه والمؤمنون به يدعون أنه عظيم وقادر ويقول للشيء كن فيكون أم هذا مجرد كلام لا معنى له أم هو خجول وغير قادر على الظهور أمام البشر؟ فما نراه من كوارث وصراعات وظلم وفقر وآلام ومصائب وتشوهات خلقية للأطفال ومجرات ونجوم وثقوب سوداء بلا فائدة فقط هدر للمادة وعبث فلا يمكن أن يكون وراء هذا العبث إله حكيم وقادر ورحيم أبدا.فالوجود موجود ويتطور عشوائيا وبالصدفة من داخله وبقواه الذاتية وليس في حاجة لوجود خالق له من خارج الزمكان ولا نعرف عنه شيئا ولا فائدة ولا معنى من وجوده أصلا . فالإنسان الواعي الجاهل لقوى الطبيعة وقوانينها والخائف من أهوالها هو من صنع الآلهة كقوة خفية لعلها تحميه أوجدها من خياله وقد كانت صنما وقمرا وشمسا ورياحا ومطرا ثم جعلها إلاها واحدا في السماء جالسا على كرسي يسمع ويبصر ويبني ويمكر وهو في الحقيقة خيال في خيال ومجرد وهم مثل البغل الطائر.