الأجساد كُتُبٌ تغطيها الأثواب


فرات إسبر
2024 / 1 / 21 - 14:23     

ما بين قلبي ولساني
تترمدُ كلماتي .

أسمعُ صوتَ الماء
بصمتِ العارف
أدرك ُ أن امرأ ة ً مرت ْ من هنا .

افتحُ قفص صدري
وأطيّر عصافيره
يا أيها الأنسان : لا تكن سجاناً.

وخزتني وردةٌ
بكيتُ من جرحها
أيتها الوردة:
من أضاف إليك صفات الناس؟

في تحولاتِ الطقس،
أعبرُ مع الأنهار.

تُوقظني الأيام
أنهضُ
صدري قفص ٌ،
تدقهُ مسامير الفَنَاء.

الألوان تلمعُ في فم ِ الفرشاة
الحائط ُ يلعنُ حياتهُ
واللوحة تموت في صدري .

الفرشاةُ شاعرةٌ
ترسم ُ الكلمات
تجرح ُ معانيها
وتسدُ الشقوقَ في الصدرِ المثقوب.

جثتان تتسابقان
تقول احداهما للأخرى:
أنا أصغر سنا ً منك
فتردُّ الثانية : أنا أكثر حزنا ً منك، وتبكيان .

أنا والزمان لا إلفة بيننا
هو يكتبُ لغتهُ
وانا اقراُ بصماته
وبين غيمةٍ وغيمة
وبين رمادٍ ورماد
أرى خطوطاً على جسدي
أتخيلها بدايةَ الحياة .

أمدُّ يدي إلى الطين
يبتسمُ
يضحكُ
و يجري الماء بين أصابعي التي صارت حصىً .

صدري قصب ٌ مبحوحٌ
وبساتينُ هواء
أخذني الحزن إلى بيتهِ
وأغراني بأنهار ٍ من عنبِ الزمان.

على دروبُ القرى مشيتْ
على دروب القرى
قلبي فراشةٌ
وجسدي شجرةٌ
أيتها القرى أراك تلمعين،
كمثل عين امرأة عاشقة .

تتصاعدٌ أحلامي مع أنفاسي
أيها الأوكسجين يا صديق الرئات
الأرقُ يسهر أيضاً.

كبرتُ في العمر
حذاءُ الزمن اِزداد ضيقاً على قدميّ
السماء تفتح ُ ذراعيها
أرى حضناً واسعاً ،
نصفهُ في الأرض
ونصفهُ الأخرُ في السماء
قطبان يتجاذبان مع دوران الأرض.
في السنة الكبيسة ،
نتوالدُ أرقاما في مفكرة ِالأيام
وأجسادُنا كتبٌ تغطيها الأثواب.

أيها النسّيان ضُمنّي ،
ضُمنّي في حضنك
أنا لا أحبُّ التّذكرَ.
نذرتُ نفسي لصمت البراري
أطاردُ المدى واقطفُ وَرده،
وليس لي منه سوى جرحٍ في يدي.