الفلسطينيون الى اين سياسيا بعد العدوان وجرائم الابادة الصهيونية ضد اطفال غزة؟


سمير دويكات
2024 / 1 / 17 - 16:44     

هذا العقاب الجماعي الذي تمارسه دولة الاحتلال هو جزء من العقيدة الصهيونية العسكرية والسايسية وقد مارسته على مدار سنوات الاحتلال ابتداء من انشاءها حتى الان اذا قتلت المجموعات الكثيرة وابادت مدن وقرى وتجمعات وهم عزل، وقد استلهمت هذا من الدول الاستعمارية التي كانت تهدف من وراء هذا الاجرام ارهاب الناس والحد من المقاومة، وعلى الوجه الاخر استخدمت اسلوب دنيء كان ايضا يستخدمه الاستعمار في كل المناطق والدول وهو استمالت البعض لاستعماله لديها في تمرير سياساتها واجرامها، وهو ما استخدمته بريطانيا على اشده اثناء الاستعمار وقد استندت عليه اسرائيل منذ حروبها الاولى ضد العرب، فقد حيدت جهات دون الاخرى للاستفراد وهذا مرده الى حالة الخذلان والجبن والخيانة العربية، فمن يشاهد هذا الاجرام في غزة ولم يحرك ساكنا فهو مجرم اثم وخائن لقضاياه العربية.
دولة الاحتلال بهذا العدوان لن توقف الحرب ولن تعلن ذلك وانما ربما تعلن وقف جوانب من العمليات تكتيكيا، وهو امر موجود من الم السابع من اكتوبر حيث جرح الصهاينة في كل شىء واصابهم العته الى حد الجنون، وهو امر ايضا خلخل العلاقة مع حماس والتي رباها الصهاينة منذ سنوات وكانت الدولارات القطرية ترعاها، لذلك ولكون اليهود لا يحفظون العهود والاتفافات لن يتراجعوا عن الاستمرار في الحرب ولن يسلموا الارض الا بمواجهة كبيرة تفرض عليهم ذلك.
في غزة يحتاجون الى وقت حتى يرمموا ما اصابه العدوان وانا اتكلم عن المقاومة وان حماس ليس لديها مشروع سياسي سوى ما يذكره القسام من الاستمرار حتى تحرير فلسطين وبين قيادة حماس في قطر والقسام فوق الارض وتحتها فارق بين السماء والارض وهو ظاهر في المفاوضات حول موضوع الاسرى.
اما في رام الله لن ينتظروا كثيرا، فسيبقون متمسكون في الخرافات العربية سياسيا وهي التي استندت على المبادرة العربية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل الخذلان العربي الذي لم يسبق له في التاريخ ووصل حد الخيانة والمشاركة في العمليات العسكرية والحصار من البعض وحتى لم يستطيعوا ايصال المساعدات وبقيت في الصحراء واصابها التلف.
فامام عجز العرب ستبقى اسرائيل على السلطة كما هي وستقوم على الافراج عن بعض اموال المقاصة فقط لاستمرار وضعها المالي وسيبقى اعضاء السلطة ايضا يغنون على موضوع الشرعية وان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد والشرعي، وستبقى اسرائيل مستمرة في هجماتها ضد المقاومين في غزة والضفة ولن توقف ذلك الا في اطار ضغط عسكري كبير من المقاومة مع انجاز سياسي مستحيل. وكون ان اسرائيل لم تمنح السلطة طوال ثلاثين عام شيئا لن يكون هذا بعض اكتوبر. انما ستبقى الامرفي حدود التنسيق الامني فقط.
لذلك وان كانت الحرب والعدوان صعب ومدمر في الحياة الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، قان التدمير السياسي الفلسطيني من خلال ما ولده الانقسام ورباه سوف يبقى وسيكون اشد من قبل لان الدول تحتاج الى ترتيب للاعمار في غزة وتحتاج الى ادارة بعد الحرب وهو ما يعمل عليه كل اقطاب السياسة الدولية والاقليمية وسيكون على حساب دماء اهل غزة والضفة.
تحدثنا من قبل عن ضرورة استثمار الدم النازف ولكن لا احد يتحرك، فالمقاومة ابلت جيدا في الموضوع العسكرى واهل الضفة وغزة صامدون وصابرون على الرغم من الابادة الجماعية ضدهم والقتل والدمار الرهيب والذي لم يسبق له مثيل في التاريخ، ولكن السياسيون صامتون وان انتهت الحرب سيبداون بجمع المال للبناء واقتناص نسب منه كادارة لجمعه، وسوف يعودون الى تمثيلية ومسرحية التمثيل الفلسطيني وسوف يعود الانفسام من جديد وبالتالي لن يكون هناك ترتيب ايجابي للفلسطينيين ما لم نتحرر من اوسلوا واتفاقياته وانتخاب قيادة وطنية تقود العمل العسكري والسياسي الموحد نحو حقوق فلسطينية كاملة ودولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.