التصعيد الاسرائيلي ضد حزب الله؟ ما هي الرسالة؟


سليم نصر الرقعي
2024 / 1 / 8 - 20:11     

موضوع المقالة: ما هي ((الرسالة)) التي كتبتها اسرائيل بالدم لحزب الله باغتيال (وسام الطويل) بعد اغتيال (صالح العاروري) !!؟؟ وهل سيرد (حزب الله) بالدم أم كالعادة فقط بالكلام والرشقات الصاروخية الحدودية!!؟؟
***********************************
الشيء الواضح أنه - ومع التزام حزب الله المنضبط بالخطوط الحمراء (الاسرائيلية ) في كل رشقاته الصاروخية الحدودية باتجاه الكيان الصهيوني - تلك ((الخطوط الحمراء)) التي تعني ((عدم قتل أي اسرائيلي مدني أو عسكري وإلا...؟؟)) - إلا أن اسرائيل بدأت مؤخرًا باختراق هذه الخطوط الحمراء لحزب الله (( ما هي؟؟؟!!!)) وانتهاك قواعد الاشتباك وقواعد ((اللعبة)) التي وضعتها أمريكا واسرائيل!!، واعتقد أن ((الرسالة)) واضحة وهي ((رسالة تحذيرية)) واضحة لحزب الله مفادها (( لا تتمادى وإلا !!؟؟)) ومفادها أن ((صبر اسرائيل بدأ ينفد!)) وأنها كانت ولازالت - بالتنسيق مع الولايات المتحدة - قادرة على النيل من حزب الله وتحجيمه بل وتحطيمه كما فعلت بالقاعدة والدواعش وصدام حسين متى شاءت وأنها لا تفعل ذلك لأنها لا تريد أن يغيب حزب الله عن المشهد في لبنان والمنطقة!، فوجوده بالنهاية كوجود ايران يخدم أهداف استراتيجية لاسرائيل والولايات المتحدة متعلقة بحساباتهم ((الطائفية)) الخبيثة في العالم العربي، بحيث يصبح العرب السنة وخصوصًا في الخليج مشغولين بـ((الغول الايراني)) أكثر ألف مرة من انشغالهم بـ((الشيطان الصهيوني))!!... لكن متى بات حزب الله وايران يشكلان تهديدًا حقيقيًا ووجوديًا لاسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة - وهو ما لم يحدث حتى الآن - فالرد الاسرائيلي والامريكي سيكون حاسمًا ووحشيًا وعنيفًا كما حدث للبعثيين في العراق وكما يحدث في غزة مع حماس حاليًا !! هذه هي رسالة اسرائيل من تنفيذ ضربات دقيقة واغتيالات لقيادات مهمة في عمق وعقر بيت حزب الله!!.

هذا تفسير والتفسير الآخر أن اسرائيل تريد - بتصعيد المشهد مع حزب الله بهذه الضربات والاغتيالات - تحقيق انتصارات هناك للتغطية على فشلها الكبير والفاضح في غزة وعجزها عن النيل من قيادات حماس فيها، فربما تكون هذه الضربات الموجعة ضد حزب الله في حقيقتها هي بغرض استرداد هيبة جيش ومخابرات اسرائيل أمام شعبها وأمام العالم! تلك الهيبة ((الاسطورية)) التي فقدتها في غزة وفي مواجهة المقاومة الفلسطينية العنيدة والعتيدة حيث مرغت المقاومة بصمودها الباسل حتى اليوم - بالرغم من عدم تكافؤ القوى - أنف اسرائيل في التراب للمرة الثانية، بعد المرة الأولى التي حدثت في السابع من اكتوبر من العام الماضي!!

السؤال المهم هنا : هل سيرد حزب الله على اختراق اسرائيل للخطوط الحمراء بقوة وفاعلية أم سيكتفي بمزيد من الرشقات الصاروخية الحدودية التي لا تمس الخطوط الحمراء الاسرائيلية أي لا تؤدي لمقتل اسرائيليين مدنيين أو عسكريين بالعشرات!!؟ أم سيحاول التغطي بغطاء ((الصبر الاستراتيجي)) في مواجهة الاستفزازات الاسرائيلية كما دعا الرئيس الايراني؟ وهو مصطلح قد يعني في حقيقته غطاء للعجز والخوف من عواقب اختراق الخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية!!؟... الأيام القادمة وحدها هي من سيجيب عن هذا السؤال، فالجميع يترقب الرد الفعلي القوي لحزب الله إذ أن ((خطابات السيد نصر الله)) النارية لم تعد تعني لدى الشارع العربي والاسلامي وحتى الشيعي أي شيء !! فهي مجرد مفرقعات وألعاب نارية لا غير مع أن حزب الله يملك منظومة صواريخ طويلة المدى قادرة على دك اسرائيل في العمق وفي ((تل بيب)) وايقاع قتلى اسرائليين بالعشرات بل بالمئات !!... لكنه يخاف في العواقب !!