صراع الميليشيات


صوت الانتفاضة
2023 / 12 / 30 - 18:14     

هل يتصور أحد الى ما وصل اليه الحال في هذا البلد؟ أي واقع نعيشه، يتصارعون ويتقاتلون على صور رموزهم، إطلاق نار مخيف، قلق وهلع يصيب السكان من جراء الرمي الكثيف، كل ذلك من اجل صورة لهذا القائد الديني او ذاك.

في هذا البلد لا قوة تعلو على قوة الميليشيات، والتي يسموها "قوى سياسية"، هي قوى ميليشياتية بالأصل، هذه الميليشيات هي في صراع مستمر على المغانم وحصص النهب، صراع يظهر للعلن في بعض الأحيان، ويبقى كامنا في اغلب الأحيان، لكنه موجود ويستطيع المرء تحسسه، والا فما معنى ان قيادي في ميليشيا معينة يتهجم على ميليشيا أخرى، وهذه الميليشيا تقف امام بيته، ثم يظهر معتذرا؛ وما معنى ان ميليشيا معينة تعلق صورة قائدها، فتأتي ميليشيا أخرى ترفعها وتضع بدلها صور رموزها.

الاحتقان بين الميليشيات هو سيد الموقف، وهذا الاحتقان يجد له متنفسا في بعض الأحيان، لكنه ربما وفي لحظة فاصلة ينزلق الى حافة الهاوية، واضعا المجتمع على شفا حفرة من النار، فالرعاة الرسميين لهذه الميليشيات هم في صراع، يتطور في بعض الأحيان، مما ينعكس على الوضع الميليشياوي.

ميليشيات منفلتة، ميليشيات خارجة عن القانون، ميليشيات رسمية، ميليشيات وقحة، ميليشيات سائبة، ميليشيات وطنية؛ لقد جعلوا الناس لا تستطيع التفكير بعراق خال من الميليشيات.

السياسة الامريكية، وعلى لسان خارجيتها تقول انها ستضرب "ميليشيات موالية لإيران" اما بقية الميليشيات والعصابات فأنها تجلس معهم، وتحثهم على المشاركة الكثيفة في الانتخابات، وتدعمهم بكل قوة، وتبرئهم من كل اعمال القتل والخطف؛ سياسة قبيحة وقذرة دأبت عليها الولايات المتحدة الامريكية في العراق، انها تريد استمرار الحروب والنهب وزيادة الخراب.

طارق فتحي