دراسة نقدية للتفسير الكاشف القسم الثامن


رحيم فرحان صدام
2023 / 12 / 29 - 15:27     

على الرغم من نفي الشيخ مغنية وجود اعجاز علمي في القران الا انه يناقض نفسه فيتعسف في تأول آيات القران ليجعلها تتطابق مع العلم الحديث ليفتخر بعد ذلك بأنها معجزة للقران والنبي محمد ولو ثبت ذلك – وهو لم يثبت قطعا – لم يكن فخرا للشيخ ولا للمسلمين لسببين الأول انها من مكتشفات الغرب لا المسلمين ، وثانيا ان كانت موجودة في القران اليس من الغباء -لا الفخر- الا يكتشفها المسلمين وهي عندهم بزعمهم؟!!! وثالثا ان كان في الأمر – وليس كذلك- فخر فهو للقران وليس للمسلمين ؛ لان المسلمين لم ينجزوا ولم يكتشفوا تلك العلوم المزعومة !!!.
يقول الشيخ :" لقد رأى العلماء بعد ان تقدمت معارفهم ان في القرآن أسرارا لا تفسر إلا بصدق الإسلام وعظمة المبدع وقد تجاوزت الآيات الواردة في وصف الكون حد الأحصاء نذكر بعضها على سبيل المثال ... وجاء في الآية 14 فاطر : « إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ » تشير الآية الكريمة إلى أن الجاذبية ليست بين الأرض وما عليها فقط ، بل بينها وبين ما عداها من الكواكب أيضا ، وان كل كوكب يجذب كل كوكب بقوة متناسبة . ... أين تلقى محمد ( ص ) هذه الدروس ! وعمن أخذ نظرية الجاذبية ، والتزاوج ، وعلم الفلك ، وغير ذلك مما عجز عن ادراكه كبار المخترعين ، وعظماء المكتشفين ! وهل كان لديه آلات ومختبرات ، أو ان كل ذلك وجد صدفة ، ونزل الوحي به على قلب العربي الأمي صدفة !" ونقول للشيخ هل تحدث القرآن عن الجاذبية ام تحدث أمساك الله للسموات والأرض ، وهل يوجد في القرآن مصطلح الجاذبية أصلا ؟!!! ومتى تحدث القران عن التزاوج ، وعلم الفلك ، وغير ذلك مما عجز عن ادراكه كبار المخترعين ، وعظماء المكتشفين على زعمكم ! اما قولكم وأين تلقى محمد ( ص ) هذه الدروس فنقول لم يتلقى النبي هذه العلوم أصلا ، ولكن تعسفكم في تأويل الايات وتحميلها ما لا تحتمل !! والغريب ان الشيخ لم يعتمد على مصادر علمية متخصصة بل ينقل من مراجع إسلامية مثل كتاب التكامل في الإسلام تأليف احمد أمين، وكتاب « نظرات في القرآن » للشيخ الإرهابي محمد الغزالي .
وفي الختام نقول حم لا يعقلون .
ينظر : محمد جواد مغنية ، الإسلام والعقل، الناشر ، دار و مكتبة الهلال ، بيروت، الطبعة الأولى، 1984 ، محمد جواد مغنية، ص ٥٤.