لاتشكيلى ولا اشكيلك


خالد محمد جوشن
2023 / 12 / 21 - 14:26     

وصلتنى دعوة من مهرجان يطلق على نفسه عالمى،مقره المانيا ومكانه مصر ، لحضور احتفالية بتكريم الفنانين التشكيلين ، واعتبر مرسل الدعوة اننى مهتم بالفن التشكيلى وقرروا اننى من ضيوف الشرف .

بصراحة فرحت جدا ، وانا أتلقى الدعوة من شهر على الواتس ، واجد صورتى فى وسطها .فنحن نسعد بمن يهتم بنا حتى ولو كان غير صادقا

المهم بدات اعد الايام والليالى على ميعاد المهرجان ، ولبست الحته الى على الحبل والكرافته الحمرا وروحت المهرجان.

دخلت صالة الهرجان ( الاتليه ) وتجولت بين اللوحات الجميلة وانا لافهم اى شيىء فيها على الاطلاق ، ولكننى تصنعت الخبرة، وقمت ادقق فى اللوحات وانظر لها من اليمين تارة ومن اليسار تارة ، نظرة خبير فى الفن التشكيلى ، واراقب الحضور لارى ردة فعلهم على اهتمامى البادى .
وعقلى يدور اثناء تجوالى بين اللوحات المعلقة ، على موضوع اخر وهو اين الفنانة المنظمة للمعرض والتى دعتنى .

وبعد لاى توصلت لها ووجدتها واقفها فى صالة مجاورة ، وبجوارها شاب فنان يدعى قومسير المعرض ، تستعد لتوزيع الجوائز وامامهم شهادات التكريم المزمع توزيعها ويتصدرها عشرات المجسمات التى تلمع كالذهب تشبه الاوسكار .
سلمت على الفنانة الداعية لى ذات العيون السوداء الكحيلة ، ونظرت الى البوستر المعروض ورائها ، والذى كان من المفروض ان تكون فيه صورة لى ضيف شرف كما وصلنى فى الدعوة ، ولم اجده صورتى ، وتوجست قلقا ، انها بداية غير سارة .
جلست فى الصفوف الاولى محاولا مدارة قلقى ، منتظرا النداء عليا كاحد المكرمين .ولكن تم المنادة على عشرات الاشخاص ولم يكن من بينهم اسمى .

وبدات الجوائز تتسرب قليلا قليلا ، ويقل الحضور كما جرت العادة ، حيث من يتسلم جائزته يغادر ، حتى لم يبقى من التماثيل الا ثلاثة ، تقريبا لم يحضر اصحابها لتسلمها رغم النداء عليهم .

فقدت الامل فى تسلم الجائزة والشهادة الموعودة ، وروحت انظر ذات اليمين والشمال تارة ، وللمنصة تارة اخرى ، واتشاغل بمحادثة من تبقى من الحضور .

اصطدم نظرى بالفنانة ذات العيون السود( صاحبة الدعوة ) وجدتها تنظر لى بما يشبه الحرج ، او هكذا تخيلت ، ياه يبدوا انها قرأت ما يدور بعقلى ، وهى قد نسيت ان تحضر لى تمثال وشهادة تكريم .

المهم نويت المغادرة بعد ان فقدت الامل فى التكريم المزعوم ، وتوجهت بهدؤ نحو باب الخروج متسلالا ، وقبل ان اصل فوجئت بالمنادة على اسمى ، توجهت للمنصة وتسلمت الشهادة المكتوبة باسمى ، وتمثال الاوسكار ، وانتبهت الى ان القومسير والذى بجانبها على المنصة يقول لصاحبة العيود السود هامسا وهى تسلمنى التمثال ، هو مكتوب عليه اسم حد تانى ، فردت هامسه لا ، لكن انا سمعتها .

تسلمت تمثال الاوسكار والشهادة ، والصالة شبه فارغة من الحضور .

وانا ادارى قلقى وحرجى عازما ان تكون المرة الاخيرة التى احضر فيها لصاحبة العيون السود اى مهرجان ولو كان فى الهند .ولو كانت الجائزة اوسكار هليوود نفسه .

تذكرت وانا اغادرالمشهد متأبطا شهادتى وتمثالى ، النكته التى تقول : واحد بيقول لصاحبه تيجى انا وانت نكون فنانين ، رد صاحبه وقاله فنانين فى ايه بس ؟

قال له ، انت فنان تشكيلى ، وانا فنان اشكيلك .

ودى كانت نهايتى مع الفن التشكيلى واصحابه ، حتى لو كانوا من اصحاب العيود السود الكحيلة .