في رثاء كمال الجزولي


حسن الجزولي
2023 / 12 / 20 - 16:47     

فى رثاء صاحب الرزمانة
في أربعينية غيابه الفادح
كمال يأتي في رزنامة الوطن
*******

"اموت في الظلام في الزحام
تحت غفلة بساحل الطريق
حريق.. غريق
أموت في سريري
رصاصة في القلب
أو طعنة من سيف
أموت لا أخاف
معززاً مكرماً مهندماً بناصع البياض
موكبآ يحفني لمرقدي الأخير
اموت لا أخاف كيفما يشاء لي مصيري
أموت لا أخاف بقدر ما أخاف أن يموت
لحظة ضميري"
محجوب شريف

***
"إنَّكَ ميِّتٌ،
وإنَّهم ميِّتونَ،
ولا فَكاكْ،
فاجهَرٌ، إذن،
برفضِكَ الأبيِّ ههُنا،
تجهَر بهِ هناك،
ومُتْ هُنا،
تحيا .. هُناكٌ" !
كمال الجزولي
***
** أذكر أننا تناقشنا شقيقي كمال وأنا في زمن مضي، بأن أقدم مساهمة بمقال في رزنامته في زمن جاي وزمن لسع، وتشاء الظروف والأقدار ألا يحدث هذا اللسع لأسباب شتى، ليس هنا مكان تفصيلها، ولكني أذكر أنه أوصاني ـ كما عادته في أمر العناية بتجويد لغتي ـ بضرورة التدقيق الحاذق الذي “لا تخُر منه مية” ـ كما اعتاد استخدام هذا التعبير كثيراً سواء شفاهة أم كتابة ـ عند كتابتي للمقال برزنامته، فوعدته خيراً، ثم أصبح أمر مقالي هذا في عداد الوعود المعلقة بيني وبين شقيقي الحبيب حتى لحظة رحيله المباغت والمفجع معاً.
فلكل هذا الوعد الذي قطعته معه واحتراماً له ولقراءه الكثر، أسمحوا لي بأن أوفي الوعد بان أرثيه على نهج "الرزمانة "، وأقدمها بشكل مختصر وأرجو ألا تكون مضجرة، متوخياً فيها النضارة والرشاقة والطرب اللغوي قدر حدود استطاعتي. كما عودكم هو في رزناماته. فهل يا ترى سأبلغ شأنه مهما اجتهدت؟! ،، لا أعتقد.
على كل إليكم برزنامتي كما تصورتها منذ تاريخ وفاته ولمدة أسبوع بأكمله:
** الاثنين الموافق الخامس من نوفمبر:ـ
تتصل بي حوالي الثانية عشر ليلاً الابنة آمنة ابنة إسماعيل ابن حامد الجزولي ابن عمنا من الاسكندرية باكية وهي تنقل لي خبر الرحيل، قبعت بعدها وطيلة أيام غيابه الفادح، أستعيد ذكرى الراحل في جزيئيات محددة، أهم محطاتها وهو صبي ونحن أطفالاً بعد، حيث ولد وترعرع وعاش في حواري أم درمان، وتحديداً عند نواحيها الموصوفة بـ ( حي السوق، الركابية، شارع السيد علي، حي الشهداء، حي عبد الله خليل، حي مكي، وحي أزهري).
اسمه كاملاً هو “ كمال عوض الجزولي دياب أبو القاسم حسين آدم موسى محمد عبد الرحيم محمد الإمام محمد الحاج” حسب شجرة عائلة آلـ الجزولي التي أرخ لها موثق العائلة والمدقق الرصين الراحل عثمان الشيخ ابن عمنا.
كان يلعب الدافوري مع أقران له في “تُرب الشهدا” الثانية بأم درمان، وهو المكان الذي دُفنت فيه بعض جثامين شهداء معركة كرري بواسطة أهاليهم الذين أجلوهم من ساحة المعركة وهم جرحى فيرحلون ويتم دفنهم في ذلك المكان، وهو الآن مواصلات الشهداء الحالي بأم درمان، وكانت “تُرب الشهدا” الأولى في الميدان الذي تقع فيه حالياً بيوت ناس آلـ النور والعم صديق يوسف وآلـ عريق وآلـ الأحمر وأسرة الشهيد بابكر النور والست آمنة بشيري الموصوفة بملهمة أغنية “بدور القلعة وجوهرا” وآخرين.
كان أقران كمال في الدافوري أشتات من أولاد الحي، منهم كل من الفنان كمال ترباس، والفنان محمد ميرغني والممثل والدرامي الفخم إبراهيم حجازي وأمير عبد الله خليل ود. فيصل محمد المكي الذي سيصير في مقبل السنوات إلى الطبيب الخاص لفخامة جوزيف بروز تيتو رئيس دولة يوغسلافيا السابقة، وغيرهم كثر.
كان هؤلاء الأقران يطلقون على كمال لقب (القزم)، لأنه كان أصغرهم عمراً وحجماً ولكنه يتفوق بمهاراته الرياضية في كرة (الشراب) في الدافوري وقتها. ثم تشاء الأقدار أن يصيروا جميعاً ـ بمن فيهم كمال ـ الأطول باعاً، كل في مجال تخصصه!.
** الثلاثاء السادس من نوفمبر:ـ
في آلة حدباء تُحمل يا كمال، والجمع وقد اكتظ به بهو مقابر المصريين الكئيبة يتراكضون بك نحو مقبرتك التي خصصتها الأقدار لكي تكون مكان لحدك يا ابن أمي وأبي، لتطوف الآية الكريمة بذهني:ـ (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )، حينها تمثلت قول صديقنا وصديق كمال (علي عبد القيوم) شاعرنا الفذ في حضرة جثمان علي المك عائداً من أمريكا ليدفن بأم درمان:ـ
"هل يفتديك دعاء المريدين
قد زاحموا بعضهم حول نعشك
حين أصبح بهو المطار مصلى؟
هل يحيطك الضريح بما فيك من لهف
للحياة الجميلة؟

هل تحيط المقابر بالنهر يركض منتعشاً
ناشراً فى فضاء البلاد الجريحة أشرعة
ناسجاً فوق كل الضفاف خميلة؟
كأني بصوتك قد جاءنى خلسة
يترنم ممتزجاً بنحيب الأرامل
ويح قلبى المانفك خافق
فارق أم درمان باكي شاهق
ما هو عارف قدمو المفارق
يا محط أمالى السقام
وياتيك رجع الصدى يا صديقي
بصوت البلاد التي لا تنافق
في يمين النيل حيث سابق
كنا فوق أعراف السوابق
الضريح الفاح طيبو عابق
السلام يا المهدى الامام
ماهو عارف قدموا المفارق
يا محط امالي السقام
السلام يا قمر السلام
السلام يا قمر السلام".
مع فارق يتعلق بأن كمالاً يدفن بقاهرة المعز والتي كان بالفعل يهواها ويهوى هواها، إلا أن نفسه كانت تهفو ليرقد في مدينة أخرى ارتبط حبه بها، أو كما قال صفيه الآخر شاعر الوطن وأم درمان خليل فرح عندما أحس بدنو أجله بالقاهرة في مستشفى العباسية، فينشد لذات الطريق الذي يرقد بين جنبات الحي الذي ترعرع فيه كمال:ـ
"من فتيح للخور للمغالق
من علايل أبروف للمزالق
قدلة يا مولاي حافي حالق
بالطريق الشاقي الترام”.
** الأربعاء السابع من نوفمبر:ـ
في وسط حضور بهي وقاعة عزاء تمتلئ بالمعزين رجالاً ونساءاً وتفيض، يتبارى عدد من المتحدثين وهم ينعون كمالاً بكلمات مؤثرة، وضمنهم يقف ابننا د. أبي كمال الدين قائلاً وهو يرثي أباه بإسم أسرة الراحل:ـ
"باسم حبيبته وشريكة حياته ورفيقة نضاله ودربه الصعب المكلومة بفقده د. فايزة حسين، وباسم ابنته الحبيبة إلى قلبه الطاهر، المفضلة لديه على الدوام، أروى، والتي حالت الحرب اللعينة دونهما في الأشهر الأخيرة حيث نزحت هي وزوجها أحمد مهدي وحفيدته الحبيبة جوليا إلى عطبرة،
وباسم أشقاءه الأوفياء أميرة الجزولي ومجدي الجزولي، وباسم عبد المنعم ومحمد .. وباسم مي محجوب شريف ومريم محجوب أدامكم الله لنا اصدقاءاً مخلصين ورفاقاً أوفياء وهدانا جميعاً الى صراطه المستقيم".
** الخميس الموافق الثامن من نوفمبر:ـ
في مثاقفات النعي والرثاء لكمال الجزولي بالوسائط الحديثة وتحديداً في الفيس بووك نقل الأستاذ فخر الدين عوض ضمن صفحته فيها حديثاً طيباً عن "رحاب مبارك" في رثاء كمال الجزولي، حيث أشارت قائلة له:ـ" آخر كلمة قلتها لي:ـ عارفة يا رحاب، بعد تجربة عمر كامل عشته، وصلت لنتيجة مهمة، وهي أن أسمى معاني الانسانية ،، في المسامحة". ثم علق فخر الدين قائلاً :ـ ( وياليتنا نعمل بوصيته وهي قمة المحبة له).
** الجمعة الموافق التاسع من نوفمبر:ـ
لكل ما قيل عاليه ،، نسامح ونتسامح ونحنا أبناء السمح وأبناء السمحة وأخوان السمحات ،، فعليه يجدر بنا أن نتقدم بالعزاء الصادق للجميع في رحيل الحبيب كمال، ولا ننكر على أحد بالطبع مجد الانتماء لكمال، العزاء لزوجته الأستاذة الجامعية فايزة حسين ولأبنه الدكتور أبي كمال الدين ولإبنته المهندسة أروى كمال الدين وزوجها العزيز وابنتهما، وللأشقاء والشقيقات أميرة وعبد المنعم ومنى ومجدي ومها ومحمد، ولدكتور مصطفى مدثر، وكامل العزاء لللاتي والذين شبو وأولئك الذين واللاتي لسع في طور التكوين مريم ومي وطارق وزوجته ريم وغسان ورامي وبشرى وجدو وعزام وخالد والشفيع والشهيد محمود ومنى ودياب ومرح ومها ورقية ومحمود ومحمد وعبد الله ورميساء، للفيف أصدقائه وقراءه ومعجبيه، وصميم الأمنيات من سويداء قلبنا العامر بمحبة التعافي الأسري والوطني والإنساني والأخلاقي والدعوة الصادقة لممارسة ذلك في إطار وطن جريح يتمزق ويتشتت وتتلاشى ملامحه وذكريات ذرات رمله، وتالله ما اقتتل القوم إلا على "الثريد الأعفر".
وكمال هو القائل في هذا المقام:ـ
"الكوكب مختل العقل
الكوكب مهر جمح... فدار .. و دار
وسقط على الوجه
لما أنهكه الإعياء.
وأنا أرجو يا كوكبنا،
لو أوهب مقدرة
لأعيد على وجهك ترتيب الأشياء.
لكني...
ولأني لست بساحر،
ولأني لا أملك غير المزمار الثائر،
فسأبقى - معذرة - أنفخ في رئتيك أناشيدي
حتى تنهض من هذا الإغماء!! ".
وها نحن نفوت فرص "التربص" على الذين يمنون أنفسهم بالاصطياد في الموية العكرانة بفقه العداء المستحكم لحزب كمال "الشيوعي وأهل كمال" ـ كدوائر نحن على دراية بها ـ تدعي الرثاء والنعي، فتسقط في وحل دموع التماسيح، بمحاولاتها إنكار فضل الأخوة الصادقة لكمال، وهي تتسقط من بين لازمات الأحزان وصيوانات العزاء الخلافات الطبيعية العابرة التي تحدث في كل أسرة وعائلة، وهيهات.
إنها تلك التي حذر كمال نفسه منها حينما أنشد يقول:
" يستدرجونك ،،
فانتظرهم"!.
** السبت الموافق العاشر من نوفمبر:ـ
رحل والدنا عوض الجزولي بمدينة أم درمان عام 1982، ورحل ابنه الأكبر كمال بالقاهرة عام 2023، وقد يبدو أن لا صلة تجمع كل من التاريخين، ولكن ماهو مدهش حقاً أن العامين اللذين يترائا للناظر إليهما متنافرين ولا صلة تجمعهما بعضهما ببعض، قد شهدا في واقع الأمر والحال، حدثاً بشعاً إهتزت له قلوب وأفئدة العالم في أفقه الانساني والحقوقي والأخلاقي، حيث عملت الآلة الحربية العدوانية التي حركها وطحن بها السفاح الجزار شارون الصهيوني عام 82 أطفال وأهالي كل من فلسطين ولبنان تقطيعاً وإبادة جماعية قل أن يكون لها نظير، وذلك بمعسكر صبرا وشاتيلا، في ذات لحظات دفن والدنا عليه الرحمة، والعالم يتفرج، وها هو التاريخ يعيد نفسه لتعمل ذات الآلة الحربية العدوانية التي حركها السفاح الجزار نتنياهو في عام رحيل كمال الجزولي ولحظة دفنه في أطفال وأهالي غزة بفلسطين تقطيعاً وإبادة جماعية بشعة والعالم يتفرج.
صادفت مجزرة صبرا وشاتيلا فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم في ذلك العام، فقدم المنتخب الكأس مباشرة للمقاومة الفلسطينية وذلك دعمًا لقضية الشعب الفلسطيني وشجباً لمجزرة صبرا و شاتيلا.
فيا ترى أيكون المعادل لهذا التضامن الذي جبُلت عليه شعوب السودان مع الشعوب المغلوب على أمرها، أن نقرر نحن أسرة الراحل كمال الجزولي تخصيص كأس رياضي ليتنافس عليه سنوياً أطفال السودان في ملاجئ الشتات المصري إنابة عن أطفال السودان الذين يلمملمون جراحاتهم وجراحات أهلهم وما يمرون به من مآسي، تعبيراً عن وشائج الأخوة الصادقة كما اعتادوها، ولكي يعمل الفريق الفائز وسطهم على تقديم الكأس كهدية من أطفال السودان لأطفال فلسطين في كل عام. وتعمل أسرة الراحل على رعاية هذه الفعالية الرياضية السنوية وتمويلها من كافة النواحي سنوياً بالتنسيق وإشراك فرع اتحاد الكتاب السودانيين بمصر وإدارات المدارس السودانية في مصر وكافة أصدقاء ومريدي الراحل العزيز وكل من يود الانضمام لانجاح هذه الفعالية، ووضع المسؤولين المصريين في الصورة أولاً بأول، على أن يتم نقلها لداخل السودان متى ما توفرت الظروف لذلك؟ أم ماذا يرى أحباب كمال ومريديه الكثر في هذا الشأن؟!،، وعاشت ذكرى شهداء فلسطين والخزي والعار يلحق بقتلتهم وسفاحيهم ولا نامت أعين الجبناء.
** الأحد الموافق الحادي عشر من نوفمبر:ـ
" لك يا منازل في القلوب منازل "،، قالها لي يوماً:ـ إنها وصيتي لك يا حسن وأرجو أن تعمل بها، وهي أن تخرج جنازتي من بيت السوق، وهو يقصد البيت العتيق في حينا والذي ترعرع وشب وشببنا معه فيه.
وكم أذكر الآن حيث وفي صغرنا كان يحجزني في ديوان منزلنا العتيق ويطالبني بأن أغني له أغنية الكاشف (الحبيب وين قالو لي سافر) بشكلها الصحيح ، فكنت أقول له بشكل خاطئ وأنا في صغري أنتحب خوفاً:ـ الحبيب وين (قاقولي) سافر،، هل يا تراه كان يعتني بالحواشي والمتون في الكلام والمقال والمقام منذ تلك السنوات الباكرة في صباه، وهل كان يدفعني لتجويد ذلك منذ ذلك الزمن؟!، فآخ يا كمال ،، أخ يا الطف حبيب سافر.
وإنها لمشيئة القدر ومشيئة الله أن تأتي أسرار الاهرامات ولعنات الفراعنة المختبئة بما لا تشتهيه أم درمان، بألا يتم تشييعك من دوان منزلك العامر والعتيق بأم درمان، ولك يا منازل في القلوب منازل.
ويالها من مفارقة أن ترحل النوارس زرافات ووحدان ،، قبلك يترجل الصحفي الوطني هاشم كرار وبعدك يلحق بك المطرب الوطني محمد الأمين ،، ترحل النوارس خفافاً.
** الاثنين الموافق الثاني عشر من نوفمبر:ـ
إنابة عنا آلـ الجزولي وعن مجموع الأسرة الكريمة " كل الأسرة" وآلـ حسين وآلـ الأنصاري وآلـ سليمان علي وآلـ الحزب الشيوعي السوداني وقيادته ولجنته المركزية وصحيفة الميدان وهيئة تحريرها ـ وقد كان أحد محرريها وكتابها المداومين على ذلك منذ ولوجه الحزب وحتى لحظة رحيله ـ وكذا عن إتحاد الكتاب السودانيين، ولفيف أصدقائه الأوفياء، نتقدم بالشكر لكل من وقف وعزى وانتحب وترحم وقدم مواساته الصادقة، ،، لقد هد كيانك وأتعب قلبك العامر بالمحبة للوطن وذرات ترابه وأنت تراه يتفتت وينزوي ،، وتتلاشى من البعد أم درمانك التي يا كم غنيت لها من بوقك التليع ،، لقد قتلتك هذه الحرب اللعينة ضمن من قتلت، وأودى بحياتك القتلة والمأجورون من شاكلة الأخوان المجرمين ونحوهم من حملة فؤوس هدم ودك قلاع الاستنارة وتقدم الشعوب، فارقد واسترح ،، فقد كنت "تنقل الرسائل الغرامية للمحبين والعشاق، والحزبية للمتبتلين بالوطنية الصادقة".
"نترك الدنيا وفي ذاكرة الدنيا
لنا ذكر وذكرى من فعال وخلق
ولنا إرث من الحكمة والحلم وحب الآخرين
ولنا في خدمة الشعب عرق"
فها نحن نبكيك بآهات الخليل على وطن يفارق يا كمال،، وبهمهمات من هن وهم الآن يهيمون على طرقات وجنبات وطن وخارج مدنه الباكية ،، "فوداعاً يا ناي المغلوبين ويا سيد العارفين بالتغيير والثقافة غير مدفوعة الأجر، نم هادئاً وكن مطمئناً يا أخي وابن أمي وأبي أن ذكراك ستطوف حول مخيلتنا كالهامات على رؤوس الصديقين وكالهالات على رؤوس القديسين، ". أرقد واسترح يا كمال ،، فنحن في الشدة بأس يتجلى وما لنا غير الصبر والجلد، ندفن موتانا وننهض ،، ،. فارقد واسترح يا كمال الجزولي، لك الرحمة والمغفرة وأنت الآن بين يدي عطوف خلقك وسواك، ،، فنم قرير العين يا رفيق.