سوق التّجارة بمعاناة اليهود في أزمة كساد خانقة.


عزالدين بوغانمي
2023 / 12 / 16 - 07:54     

في انجيل يوحنا 8، يخاطب يسوع اليهود بقوله: "... فبالحقيقة تكونون أحرارًا".
أهمّ ما في الحرب على غزة، هو تحرّر الرأي العام العالمي من الرّواية الصهيونية، مقابل تدفّق حقيقة فلسطين بغزارة لم يسبق لها مثيل.
ظلّت الرّواية المزوّرة، منذ وعد بلفور، مُحاطة ومحميّة بأكبر عمليّة إرهاب نفسي وأخلاقي وفكري وقانوني، إسمها "العداء للسّامية". فكُلّما تمّ الحديث عن حقّ الشعب الفلسطيني الذي آقتُلِع من أرضه وشُرِّد في الشّتات، أو نهض الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم، أو لاحت في الأفق بعض الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الاحتلال ووقف قتل المدنيين، إلّا ودقّت الطّبول وأُقيمت المهرجانات الإعلامية في الغرب، ونُظِّمت المظاهرات والتجمّعات الخطابية، ونُسِّقت الجُهود بِأعلى درجات الدِقّة والعناية، وجيء بكلّ أساتذة التّبرير وخُبراء الباطل، واندلعت حملات "مكافحة اللّاساميّة".
هذه الحيلة السّخيفة أيضا أسقطتها الحرب على الاطفال والمستشفيات، فأصبحت محلّ سخرية كل شعوب العالم، ومحلّ سُخط اليهود أنفسهم. وباتت الإنسانية جمعاء تدرك أنّ حملات "مكافحة السّامية" المُتزامنة مع جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، هي عمليّة استغلال دنيئة لمعاناة اليهود التاريخية من أجل حماية إسرائيل من النّقد.