هل يستخدم العربي المسلم -العقل- ام يؤمن بما نُقِل إليه وما يُلقِّن؟ الجزء الثالث


نافع شابو
2023 / 12 / 16 - 00:13     

مقدّمة
في محاضرة لأحد رجال الدين المسيحيين بعنوان “ نفض الغبار عن الأفكار “، استهلها بقصة، يقول عنها، انّ كل الفرنسيين يعرفونها:
القصة كتبها كاتب فرنسي في القرن الخامس عشر وخلاصتها:
كان هناك رجل اسمه بانورج، راكب في سفينة في رحلة بحرية، ومعه في السفينة تاجراغنام اسمه "دندونو" له قطيع من الخرفان يريد بيعها في المدينة في الميناء التالي. صاحب الغنم كان جشع وطماع ولم يكن له لا رحمة ولا إنسانية. صار هناك خلاف بين هذا الرجل "بانورج" و"دندونوا"، واراد بانورج ان ينتقم من هذا التاجر "دندونو"الطماع. سأل بانورج دندونو كم هو سعر هذا الكبش؟ فأعطى " دندونو"سعرا لهذا الكبش. ولكن بانورج اغرى " دندونو" وقال له: ساعطيك ضعف هذا السعر، ففرح دندونو الطماع بهذا السعر المضاعف. حدث مشهد غريب سحب بانورج الكبش من قرونه الى طرف السفينة ورماه في البحر. الخرفان(القطيع)، عندما شاهدوا الكبش(القائد) يرمي نفسه في البحر عندها كُلِّ الخرفان رموا أنفسهم في البحر وراء الكبش (القائد). ولم يستطع التاجر ان يمنعهم لأنه كان هناك طابور من الخرفان (القطيع)يقفزون في البحر
فصار هذا مثلا معروفا في الفرنسية عندما الناس يتبعون القائد اويتبعون تيارا أو ايدولوجية اوعقيدة معينة بدون تفكير، فيقول الناس: "لا تصير مثل غنم بانورج"
هناك كاريكارتير منشور في احدى الصحف الفرنسية يظهر مشهد لقطيع من الأغنام وهو يمشي الى المسلخ، وهناك شخص يقول: أحيانا انا أتساءل الى اين نحن نمشي؟ يجاوبه شخص اخر فيقول له: لا تتفلسف. امضي ونفّذ ثم ناقش!!! (وهذا ما كُنّا نسمعه من تعاليم في الجيش العراقي حيث الأوامر للجنود، وانا كنتُ أحد الجنود في هذا الجيش) تقضي باطاعة أوامر الضباط حرفيا دون نقاش، "نفّذ الأوامر ثُمّ ناقش". وفي الحقيقة كانت الأوامر تنفّذ ولايتم النقاش عنها بعد تنفيذها “. وهكذا عانى الشعب العراقي من حرب استمرت ثمانية سنوات مع ايران ومات مئات الآلاف من الشباب دون ذنب سوى لأنّهم نفّذوا أوامر صدام حسين ، لانه كان يقود الشعب كقطيع من الأغنام . وهكذا اليوم شعب فلسطين يعاني من إبادة جماعية بسبب انفراد "مجاهدي حماس" في تنفيذ ما سُمّية ب"طوفان الأقصى " دون اخذ رأي الشعب . وعبر التاريخ والى يومنا هذا يخوض المسلمون حروبا دموية بحجة "قال الله وقال الرسول" . فالمسلم يُنفذ ما يزعم أنّ الله قال لرسوله محمد قاتل الناس اجمعين حتى يدخلوا الأسلام كرها او طوعا.
يا للأسف الشعوب الجاهلة التي لاتفكر تمشي وراء القائد دون ان تفكر بمصيرها كما فعل قطيع تاجر الأغنام "دندونو" عندما رموا أنفسهم في البحر تابعين الكبش (قائدهم).
يجب على كل انسان ان يزيل الغبار عن الأفكار الرخيصة لكيلا يصبح مثل "غنم بانورج".
إغلاق عقل المسلم ؛ كيف خلق الانتحار الفكري الأزمة الإسلامية الراهنة
يقرأ د.عبد الخالق حسين (إغلاق عقل المسلم) للباحث والأكاديمي الأمريكي، الدكتور روبرت رايلي (Robert R. Reilly). مشيرا الى انه قد عرف المؤلف شخصيا وعرفه خبيراً يفهم العقل العربي والإسلامي بصورة خاصة.
"هناك سبيلان لأغلاق العقل ، ألأول انكار قدرة العقل على معرفة ايّ شيء ، والثاني هو رفض الواقع ،بأعتباره لايدرك ، العقل لا يعرف ، أو ليس هناك ما يُعرف ، وكلا النهجين كاف لحمل الواقع منبت الصلة
يرى المؤلف أن سبب الإرهاب الإسلامي اليوم لم يكن جديداً، وليس لأسباب اجتماعية مثل الفقر..الخ، وإنما لخلل أصاب عقل المسلم كنتيجة لسلسلة من التطورات حصلت في الفكر الإسلامي، بدأت في القرن التاسع الميلادي، وقد وصل إلى ما هو عليه اليوم كنتيجة حتمية لهذه العقلية. لذا فيتتبع المؤلف جذور المشكلة منذ بداية ظهور الإسلام، مع التركيز على التطورات الفكرية في العصر العباسي
ويسأل المؤلف: لماذا لم تحصل النهضة في العالم الإسلامي بعد كبوته على غرار ما حصل للغرب حيث النهضة الأوربية؟
يؤكد المؤلف على أن السبب هو تعطيل دور العقل في العالم الإسلامي.... أدمن المسلمون بنظرية المؤامرة، إذ اعتادوا إلقاء اللوم في تخلفهم على الغرب، بينما يرى أن اللوم يجب أن لا يقع على الغرب لنجاحه، بل على العالم الإسلامي لفشله، وهذا الفشل لم يكن نتيجة للإسلام كدين، وإنما نتيجة حتمية للانتحار الثقافي والعقلي الذي حصل قبل 11 قرناً.
يقول المؤلف، هناك سبيلان لإغلاق العقل، الأول، هو إنكار قدرة العقل على إدراك الواقع والحقيقة. والثاني، إنكار وجود الواقع الذي يمكن إدراكه. ويسأل: هل بإمكان العقل إدراك الحقيقة؟ وهل بإمكان معرفة الله عقلياً؟ ومن هنا حصل شرخ كبير بين العقل والحقيقة، أي بين العقل وبين الله. هذا الانفصام ليس في القرآن، بل في الثيولوجيا الإسلامية المبكرة، والذي أدى إلى إغلاق عقل المسلم.
المشكلة الأخرى عند العرب هي تحفظهم وشكهم من كل شيء غير عربي، فلما بدأ الانفتاح على الثقافة الهيلينية في عهد المأمون، ونظراً لعدم معرفتهم بالعلوم، أطلقوا عليها تعبير: "العلوم الدخيلة". والمؤسف أنه لحد الآن يستخدمون هذا التعبير التسقيطي للحط من المعارف التي يتلقاه المسلم من بلدان غير ألأسلامية
كذلك هناك تشابه وتطابق في الأيديولوجيات الشمولية، الشيوعية والفاشية، مع الثقافات والتقاليد والأعراف الشرقية، والأهم، أن هذه الأيديولوجيات تنسجم مع فكرة إلغاء العقل، وتبني مبدأ الإرادة والقوة، بينما الديمقراطية لا يمكن تحقيقها إلا بالعقلانية. (1)
وكما يقول احمد البغدادي وهو كاتب واستاذ جامعي: الأمّة المسلمة هي الأمة التي ترى انها الوحيدة بين الأمم على حق وفي كل شيء وان الآخرين على باطل. وأنها الأمة الوحيدة التي ورد في كتابها "المقدس" كلمة "أقرأ " ومع ذلك تعد من اقل أمم الأرض قراءة للكتب. او بالأصح لاتقرأ.والأمة الوحيدة التي تضع المثقف في السجن بسبب ممارسته حرية التعبير ,ألأمة الوحيدة التي تحرم جميع الفنون الأنسانية ولاتعترف سوى بفن الخط .والأمة الوحيدة التي يهذر فيها رجل الدين كما يشاء ثم يختم كلامه ب "والله أعلم "، وكأن الناس لاتعلم ذلك . والأمة الوحيدة التي تصدق كل ما يقولوه رجل الدين دون تحقيق علمي (وعقلي). (انتهى الأقتباس)
عندما كفّروا نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل بسبب كتابه "أولاد حارتنا" طُرح سؤال على الناس: كم من المسلمين قرأوا هذه الروايا ؟
وعندما ألف سلمان رشدي كتاب "آيات شيطانية " أحدث ضجة عند صدور هذه الرواية حيث خرج العالم الأسلامي من مغربه الى مشرقه احتجاجا على هذا الكتاب دون ان يقرؤوه، فقط لان شيوخ المسلمين ومنهم الخميني أفتوا بهدر دم الكاتب سلمان رشدي بحجة اهانة العقيدة الأسلامية.
في استفتاء على الجزيرة العربية بتاريخ 26- 6- 2007 7% فقط ايدوا تكريم سلمان رشدي من قبل المؤسسة الملكية البريطانية ومنحه لقب "فارس" مقابل 92% ضد تكريمه بلقب "فارس"
العقلية الأسلامية عقلية تكفيرية عقلية مستفزة ويدل على الفراغ الفكري
يقول المؤرخ العراقي المشهور الدكتور "جواد علي"، مؤلف أشهر كتاب في التاريخ العربي وهو: “المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام":
العرب (الملسلمون) وعبر العصور يدينون بديانة ابائهم ويحافظون على التقاليد والعادات الموروثة ويقدسون الأشخاص ويؤمنون بالأساطير والخرافات ...الخ. "وقانون القوم ودستورهم: "إنّا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على اثارهم مقتدون"انتهى الأقباس"
نعم العرب لايستعينون بالعقل والمنطق والفلسفة، فالعرب بصورة خاصة والمسلمون بصورة عامة كفّروا المفكرين والمتنورين في دولهم أمثال:
"الحلأج" و"أبن رشد" و"أبن خلدون"، و "جواد علي"، و"علي الوردي"، و"مصطفى جحا"،" وطه حسين"، و"نجيب محفوظ" ، و"محمد اركون" ، و"السيد القمني" ، و"نوال السعداوي "و"ناصر حامد أبو زيد" و"فرج فودة " و"مصطفى محمود"...الخ والقائمة طويلة .
كُل هؤلاء وغيرهم كثيرون استخدموا العقل وتعمّقوا في الفلسفة ودرسوا التاريخ وحاولوا تصحيح الأخطاء في السردية الأسلامية بالحجج العقلية والمنطقية ، ولكنهم جميعهم واجهوا التكفير واطلق عليهم زنادقة وكُفّار وخارجين عن العقيدة الأسلامية وكثيرون منهم استشهدوا .
يقول نزار قباني: لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح الجاهلية.
نعم هناك ازمة فكرية واخلاقية والعالم العربي والأسلامي يعاني الأزمتين وهذه الدول لاتشجع الأبداع في كافة مجالاته العلمية والعقلية والفلسفية
وان المسلمين يعبدون الدين ولا يعبدون رب الدين كما يقول أحد المفكرين.
يقول المفكر محمد جابر ألأنصاري: "الوهم اننا متفوقون على الآخرين عقائديا وفكريا.. القوة الفاعلية في الدين يأتي بالتجديد وتطوير النظام الديني. نحن نتعامل مع واقع العالم شعرا أي عاطفيا (مشاعر) دون العقل. يجب تصليح المجتمع شاملا ومدروسا وإلّا فكل انعطاف يؤدي الى التخلف الى المالانهاية. الثقافة والتربية السائدة من اهم أسباب هذا التخلف". (2)
أمّا الشاعر قاسم حداد يقول:
نحن في عصر هو اجترار للماضي. هذا الخراب الفكري أصبح يصادر الأسئلة الشخصية للمثقف للمبدع وحتى الأنسان العادي. حتى الأسئلة العادية غير مقبولة، لأنها تعارض المسلمات.. في الفكر العربي هناك قضايا جاهزة معلبة عليك ان تسوقها وتروجها وليس عليك ان تبدع في الفكر
في الستينات وبداية السبعينات (الزمن الجميل) كانت فرص من الفرص الضائعة. كانت زهرة امل وعن طموح صادق وملموس كحلم وبصدق عميق وحقيقي ولذلك تتضاعف الحسرى الآن عندما ترى وتعيش ما يحدث وترى كل احلامنا ذهبت هدرا ونحن مرشحين لهزيمة للمشاريع الحضرية.. نحن غير مسموح لنا ان نستفاد من دروس الماضي. الحكام لايريدون الأستفادة من الدروس، لأن حياتهم يستمدونها من التضحيات للشعوب ومآسيهم."(3)
اما الأستاذ حمزة المزيني يقول:
" التعليم مختطف من جهات عديدة بمعنى فرض ايدولوجية على مناهج الدين الحديث والتوحيد والفقه. تغيّر التعليم منذ 1970 الى الصبغة الدينية والفكر الأقصائي المعادي للآخر تم تكريسه ضد الفكر السائد في السبعينات. المناهج تكفّر الآخر انهم قلبوا المناهج لتوجيه الشباب لغاية سياسية ايدولوجية.. المشكلة تكمن في الدعوة على حساب التعليم. طالب يثبت فكره الموت ويزيح من فكره الجماليات. اليس هذا لهدف مستقبلي لفكر الجهاد والموت.(4)
الشاعر عبد العزيز خوجة يقول:
" أنا أقول ان في عقلية العربي التصحُّر والصحراوي أي هو يصحّر البلدان التي يدخلها بكل ما لهذه الكلمة من معنى، الله خلقنا احرار وإذا لم تعط الفرصة للأنسان لكي يكون حرا فلابد ان يحاول الخروج عن الشمولية (الفكر الواحد) لان في طبيعة الأنسان هناك التنوع واختلاف الآراء
النظام الشيوعي الشمولي بعد سقوطه رأينا الأنسان المسيحي رجع الى دينه وهكذا المسلم واليهودي. (وهذا يُذكرنا بحروب الردة حيث ظل السيف مسلط على رقاب الناس منذ 1400 سنة). (5)

يقول المفكر الدكتور عبد الكريم بكار:
المشكلة عندنا نحن المسلمين ان كل شيء معصوم ولا يقبل واحدنا الراي الآخر. الديمقراطية تتقاطع مع الأسلام.. الدولة هي وليدة عيوبنا والمجتمع وليد فضائلنا.. الدولة اليوم تتدخل في كل شيء، كل خمسة مواطن هناك شرطي.. الخطاب الأسلامي يفتقر الى التحليل وعلى ادواة للرؤية وفهم الطبائع ويحتاج الخطاب الأسلامي للمتلقي. الخطاب ألأسلامي يفتقر الى العمق والتحليل وشروط قبول المتلقي. الخطاب الأسلامي تحوّل الى اليأس والحزن. اليوم مجالسنا فقط تتحدث عن السلبيات. الرؤية النقدية للمجتمع تنقل العالم الى التقدم.(6)
الأستاذ عبد الله بن بخيت الكاتب السعودي في اضاءات 23-12-2008 يقول
الفتاوى لشيوخ السعودية سيطرت على الحياة على بعد 7000كيلومتر ويتسائل: هل هذا تدين؟ هذا نوع من أنواع التدمير للعقل. أصبح ليس لي إرادة وحرية حتى لحياتي، لأن الفتاوى سيطرت على الحياة. إنّ الشباب وصلت حالتهم حتى انهم سلَّموا عقولهم الى اهل الفتاوى. تخويف الناس وترعيبهم بفتاوى الموت وعذاب القبر
انّ الثورات في العالم العربي كانت في بداياتها ثورات شبابية تحمل أفكارا ليبرالية علمانية منفتحة على العالم الحر وكانت لها مبادئ قيّمة نستطيع تلخيص هذه المباديء الرئيسية بالحرية والديمقراطية والمساوات ، ولكن الأحزاب الأسلامية قفزت على أكتاف هذه الثورات لتنفرد بقيادتها ويتم تهميش أدوار الشباب والنخب المثقفة من الطبقة الوسطى ، لا بل تم خطف نجاح هذه الثورات وتم سلب ارادتها وقتل طموحاتها وخنق اصواتها وتشتيت جهودها بأنقلاب الأحزاب الأسلامية على هذه الثورات ، وعلى رأسهم الأخوان المسلمون ، وبهذا حدث ما كنا نتوقع حدوثه منذ البداية .(7)
اما الكاتب عدنان حسين يقول:
التعصب يُعمي.. ونحن -العرب والمسلمين- أمة عمياء، لأننا متعصبون للغاية قوميا ودينيا (وحتى مذهبيا). نرى أنفسنا أخيَر الأمم وأعلاها درجة واسماها مقاما وأرفعها شرفا.. والفرقة الناجية والجماعة الموعودة بالمستقبل وبالجنة.. نستكين الى هذا الشعور، ونركن الى هذه العصبية، ولا نريد أن نرى الواقع من حولنا، والواقع شيء آخر تماما.. فها نحن نجرجر أقدامنا وأذيالنا في آخر الركب الحضاري المعاصر، مع أننا من أغنى الأمم .... بعضنا يعتقد أن العالم يكرهنا.. هذا خطأ كبير، فنحن لا نظهر للعالم أننا نحب غيرنا، كما هو يحب بعضه بعضا.. نتسابق على ان نقدم اليه صورة عنا مشحونة بإمارات الغضب، وعلامات الكراهية، ونتنافس في تبرير اعمال الإرهاب ولا نقدم في مناسبات المحنة والكارثة لمسة حنان تقول إننا إنسانيون مثل الآخرين.المشكلة فينا، فنحن لا نعرف الحب.. إلا حب أنفسنا المبالغ فيه إلى أبعد الحدود، وأكثرها التباسا مرضيا. (8)

يقول الأستاذ والمفكر العربي احمد البغدادي
ان الخطأ الكبير الذي وقع فيه الأسلام هو ان رجل الدين مقدس لايجب مناقشة أفكاره او انتقاده، وان التفاسير مقدسة لايمكن مناقشة النصوص القرانية في ضوء الرؤية المعاصرة والمشكلة الثانية هو عدم وجود دراسة للفلسفة في المنهج ألأسلامي ودراسة الأديان الأخرى. وإنّ رجل الدين في الظاهر يناهض السلطة، ولكن في الباطن يقف مع السلطة، فقلبه مع السلطة وسيفه مسلط على السلطة.
وان الجماعات الدينية استغلّت وضعية المجتمعات الأسلامية الحالية واستطاعت التلاعب بالفكر بعد كسبهم للناس."انتهى الأقتباس"
اما المفكر الأسلامي المشهور الشيخ محمد حسن الأمين يتسائل فيقول:
هل من الممكن اثارة أسئلة حتى على النصوص المقدسة؟
يجاوب على السؤال فيقول: نعم لأنّ الأسئلة هي التي تحرك الحياة والحياة بدون صراع الأسئلة هي الركود والتخلف (9)
اما المفكر غسان سلامة فيقول: ان العرب والمسلمون يمرون في حال شلل للفكر والجسد
تقول الكاتبة والمفكرة نوال السعداوي
لقد صادروا كتابي "سقوط الأمام " لاني قلتُ عدم جواز قبلة الحجر الأسود!!! فكانت ضجة في العالم العربي عندما قلت في كتابي هذا القول وكذلك انتقدت ختان البنات في مصر واليوم اعتروا (أي شيوخ الأزهر) بالخطأ. مشكلتنا هو حكم الفرد الذي يحكم الشعب بأكمله. المرأة في نضر الأزواج المسلمين هي بقرة "اللهم اجعلها في عيني بقرة “. (انتهى الأقتباس)
في مقابلة مع ناصر حامد أبو زيد على القناة العربية سؤل ماهو رأيك بالآخر؟
أجاب ناصر حامد أبو زيد. الغاء الآخر هو الغائي والأصولية الأسلامية هي وجه واحد وتقتل الوجوه الأخرى. علينا دراسة النصوص القرآنية نقديا وتاريخيا، لانه هناك نصوص غير قابلة للتصديق!!!
-- حارب الأزهر كلّ محاولات الخطاب التجديدي بدءاً من الكاتب طه حسين الذي إتهمه بالتعدي على الدين بعد نشر كتابه المثير للجدل « فى الشعر الجاهلي » عام ١٩٢٦. جرى تكفيرطه حسين رغم أن الكتاب كان بحثاً علمياً في الشعر الجاهلي ويتبنى منهج الشك الديكارتي ويدعو للفصل بين البحث العلمي والتحيزات العقائديه .
-- في نفس السنةِ أيضاً، أثار الأزهر معركةً أخرى ضد علي عبد الرازق وكتابه " الإسلام وأصول الحكم " الذي قال فيه بوضوح إن الإسلام دين لا سياسه ، وإن الإسلام لم ينصّ على شكلٍ معينٍ للدوله ، وترك الأمر لإجتهاد المسلمين لإختيار الشكل السياسي المناسب لعصرهم . رغم ذلك كان الأزهر شرساً في التصدّي لعبد الرازق حتى تمّ إخراجه من " زمرة العلما(انتهى الأقباس)

نسرد أدناه قصة حقيقية بعنوان:"الدكتور العراقي ضياء كمال الدين وبائع الجرائد". القصة فيها عبرة وفيها رد اعتبار لمن نذر نفسه لخلق جيل من العلماء والاطباء لخدمة المجتمع.
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه اثر عودته للعراق ... بعد غياب دام اكثر من 15 عام ...
انه كبير استشاري امراض القلب في المستشفى الملكي بلندن ...
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده ...
اغلق عينيه ثم سرعان ما مافتحهما ...
تذكر ملامحه المحفورة في ذهنه ...
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس غير ان ذهنه بقي مع بائع الجرائد ...
وعندما نودي على اسمه لدى حلول فقرة تقليده وسام الابداع قام من مكانه ، بيد انه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة ... راح الكل ينظر اليه في ذهول ... اما هو فقد اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحب البائع يده وقد فوجئ وقال : عوفني يا ابني ماراح افرش هنا مرة اخرى، رد عليه بصوت مخنوق : انت اصلآ ماراح تفرش مرة اخرى ، بس تعال وياي(معي) ... ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال : مابك يا ابني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول : انت ما عرفتني يا استاذ "خليل "؟
قال : لا والله العتب على النظر ... فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه : انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية ... لقد كنت الاول دائمآ ... وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 ونظر الرجل الى الدكتور واحتضنه ...
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال : هؤلاء من يستحقون التكريم ... والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم الساميه ... انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية المركزية ... ببغداد (10)

المراجع
(1)
قراءة في كتاب: إغلاق عقل المسلم
عبد الخالق حسين
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb298321-285880&search=books
(2)
القناة العربية 1-2-2007)
(3)
برنامج اضاءات القناة العربية 19-1-2007
(4)
برنامج اضاءات القناة العربية 15-5-2006 يقول:
(5)
في برنامج روافد على القناة العربية بتاريخ 4-11-2006
(6) في برنامج اضاءات القناة العربية 6-3-2006
(7)
مقال للكاتب بعنوان" ألأسلاميّيون قادمون والربيع العربي قد يتحوَل الى شتاء قاسي"
https://www.ishtartv.com/viewarticle,39202.html
(8)
https://elaph.com/Web/NewsPapers/2010/1/526986.htm
(9)
على القناة العربية 1-10-2003
(10)
https://www.facebook.com/122688887808044/photos/a.569300226480239/1731472533596330/?type=3