رسالة الشهيد الملازم الطيار ابو الندى الى رفاقه الانصار ..!


أمير أمين
2023 / 12 / 13 - 13:32     

الرفاق الآعزاء في المكتب الحزبي للسرية
تحية رفاقية
الآسم الحركي : أبو الندى
الآسم الحزبي : خليل
الآنحدار الطبقي : عمالي
الحالة الآجتماعية - العائلية : أعزب ، من عائلة كادحة فقيرة ، ذات ميول ماركسية . سمعت على لسان والدي ولآول مرة كلمة الشيوعية في طفولتي ، وفي طفولتي أيضاً تعرفت على الآتحاد السوفيتي وخروشوف وشاهدت صوره أيضاً من خلال المجلات ذات الورق الصقيل ، التي كان يجلبها والدي معه الى البيت ، حيث كان يجبرني بعض الآحيان الى تهجي وقراءة حروفها لآنه كان أمياً ، كان والدي عامل فني في محطة كهرباء الناصرية ، وكان نقابياً، حيث كان يصحبني معه في الليل الى بناية مقر النقابة ويعمل ويوزع الشاي على الحاضرين ، وبعد ذلك كثيراً ما كان يمسك بعصا غليظة ويقف بالباب ، أما الباقون الذين كانت تزدحم بهم الغرفة الصغيرة فلا يخرجون منها إلا بعد وقت طويل ، وكان والدي يمنع أي شخص من الدخول الى تلك الغرفة، ما كنت أجرأ أن أسأل والدي عن ماذا يفعل هؤلاء الناس ، لكنني عرفت بعد ذلك أنهم يجتمعون ، فعرفت ألآجتماعات بعد ذلك ، وعرفت كذلك مؤسس الحزب الشيوعي العراقي ، حيث كان أخوه ( داود سلمان ) هو ال ( أسطه ) لوالدي ، حيث كان مهندس في كهرباء الناصرية ، وكان صديقاً حميماً لوالدي . من هنا أعتقد أن والدي كان شيوعياً ، شاهدته عدة مرات يصعد فوق أكتاف المتظاهرين وخصوصاً إبان الإنقلاب الفاشي في 63 - ويهتف هتافات حماسية ، كثيراً ما تعرض والدي ، ومن ورائه العائلة الى النقل والآبعاد من المحافظة الى أطرافها البعيدة التي تسمى بالمنفى ، وكان ذلك الى ( الجبايش ) ، ثم عرفت بعد ذلك بأن والدتي هي إحدى عضوات المقاومة الشعبية ولا زالت تحتفظ ببطاقة العضوية أو الهوية ، وكثيراً ما أحرقت كتبي وبعض أوراقي عند شعورها بمداهمة الخطر ولكنها تُخفي هويتها تلك بين ثنايا ثيابها وتأبى أن تحرقها أو تتلفها .
أما أخوتي الستة وأخواتي الثلاثة فجميعهم أصغر سناً مني وجميعهم أصدقاء للحزب وبعضهم أصدقاء متبرعين ، وقبل سنتين علمت بأن أحد أخوتي الصغار ( في الرابع الآعدادي ) أعتقل لمدة يومين من قبل الآمن ثم خرج وجسمه يحمل أثار الضرب ، أخبرتني بذلك والدتي عند إتصالي بهم تلفونياً ، لا أعرف الآسباب بالضبط ، أما الآن فلا أعرف عنهم شيئاً ، حيث إنقطعت أخبارهم منذ خروجي من العراق .
الحالة العلمية : بكالوريوس في علوم الطيران والعلوم العسكرية ، وحاصل على شهادة الطيران الآلي أو الطيران الآعمى من كلية القوة الجوية العراقية .
التأريخ السياسي - الحزبي : لم أنتمي طوال حياتي الى أي حزب أو تجمع أو منظمة سياسية أو مهنية عدا إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ، لآن الجو العائلي الخاص والجو العام الذي كان يعم ويطغي على مدينتي الناصرية ما كان يسمح بذلك ، إضافة الى الحالة الآجتماعية العائلية التي سبق وأن ذكرتها ، أما علاقتي بالحزب الشيوعي العراقي فقد بدأت منذ ال69 حيث كنت أحد الآعضاء النشيطين في إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ، ومن خلال علاقتي الآتحادية تلك أضافة الى علاقتي الصداقية والآجتماعية برفاق قدماء في الحزب الشيوعي العراقي ، إرتبطت وربطت مصيري منذ ذلك التأريخ ، ولكن علاقتي الحزبية ما تبلورت إلا في سنة 71 | 72 حيث إنتظمت في حلقة . أذكر بأنني في نهاية 72 رشحت للحزب ، ولكن في نفس الفترة عرفت بأن هناك إنشقاقاً في الحزب منذ زمن طويل ، وسمعت بمفاهيم جديدة ، كجماعة القيادة وجماعة اللجنة ، ولكنني ما كنت أفهم منها شيئاً ، وظهر بأن أغلب أصدقائي ورفاقي مع القيادة ، وأذكر بأنه كثيراً ما كانت تحدث مشاجرات وحتى عراك بالآيدي والسكاكين بين الجماعتين ،فأنفرط التنظيم في وقتها ، ولقلة وعيي ما عرت إهتماماً لذلك ، إضافة الى أن سنة 72 كانت سنة تخرجي من الآعدادية وإنشغالي بالتقديم الى الجامعة ، قبلت عندها في كلية التربية الرياضية ، ضمن أصحاب البطولات ، حيث كنت بطلاً لآلعاب الجمناستك للمنطقة الجنوبية لسنة 69 | 70 إضافة لبطولة المنضدة ، وأحد أعضاء فريق التربية البارزين لكرة القدم ، إستمرت دراستي في الكلية ثلاثة أشهر فوجئت بعدها بالطرد من الكلية لآنني لست عضواً في الآتحاد الوطني أو في حزب البعث ، بعد ذلك علمت من أصدقائي ورفاقي بأن ما جاء به جماعة القيادة كان خاطئاً وعلينا أن نكون من جماعة اللجنة ، علماً بأننا لم نعقد سوى إجتماع واحد وإنقطعنا عن التنظيم بعد ذلك بسبب ما ذكرت . بقي حوالي شهر واحد وبعدها تشملني العسكرية ، فحثني الآصدقاء والرفاق على ضرورة التقديم الى كلية القوة الجوية ، وأعلموني بأن شروط القبول متوفرة بي ، عارضت في البداية خوفاً من مواجهة نفس المصير السابق ، ولكن إلحاح الآصدقاء والرفاق جعلني أقتنع ، وقدمت وقبلت في كلية القوة الجوية ، وبعد ستة أشهر من قبولي ودوامي في الكلية بدأت الآستدعاءات والتساؤلات من قبل ضابط التوجيه السياسي ، طول فترة دراستي في كلية القوة الجوية لم أدخر جهداً في متابعة أخبار الحزب والمشاركة في النشاطات الجماهيرية التي كانت تقام في مدينة الناصرية بعد قيام الجبهة وخلال إجازاتي ، ولم أتخذ لي أي صديق بعثي ، مما زاد في شكوك البعثيين حولي الى أن إستدعوني بعد أن أنهيت دراستي العملية والنظرية ، والتي دامت حوالي سنتان ونصف وأخبروني بأنني مفصول من الكلية والجيش العراقي لآنني عضو في الحزب الشيوعي العراقي ، كان ذلك قبل قراءة المرسوم الجمهوري بحوالي عشرين يوماً ، حاولت الآعتراض والمناقشة إلا أن ضابط التوجيه السياسي في الكلية أخبرني بأنني كنت محكوماً بالآعدام ولكن الرئيس أحمد حسن البكر عفى عني لصغر سني وفقر حالي .
عدت بعد ذلك الى مدينتي الناصرية ، وكان ذلك في نهاية 1975 ، حاولت الآشتغال في أي وظيفة لكنني دائماً أجد الآبواب موصدة أمامي بسبب تقارير الآمن ودفتر الخدمة ، عندها إتصلت من جديد بأحد الرفاق وطلبت منه بالعمل بشكل فعلي في صفوف الحزب الشيوعي ، كان ذلك في 76 . قبلت دعوتي ورشحت الى الحزب في 5 | 3 | 1977 ونتيجة لكبس أحد الرفاق من الخلية من قبل الآمن سافرت الى السعودية عن الطريق الصحراوي ، عدت بعد مرور حوالي أربعة شهورإلا أن قرار خدمة الآحتياط لم يمهلني كثيراً فبعد الآتصال بالمسؤول المنظم والذي كان يُدعى ( أبو لينا ) إلتحقت بخدمة الآحتياط رغم عدم شمولها لي قانونياً لآنني أعتبرت أحد المفصولين السياسيين ، ولكن الحقد الشخصي والعداوة من قبل ضابط تجنيد الناصرية ( محمد عبد القادر ) فرض علي الخدمة ، أكملت خدمة الآحتياط كأمر ربيئة في قاطع زاخو في قرية ( زريزيزة ) قرب باطوفا ، أنهيت الخدمة وفوجئت بالهجمة وصدور قرار شامل بحكم الآعدام لكافة العسكريين المفصولين ويثبت أنهم شيوعيين ، وبإيعاز من الرفاق وبسبب ظرفي وظرف الحزب الصعب في ال78 أخبرني الرفيق ( ستار عناد ) عن التنظيم بوجوب سفري وبأنني أصبحت عضواً في الحزب الشيوعي العراقي ، سافرت الى إيطاليا ، وبعد وصول ترحيلي الى منظمة إيطاليا أستلمت كعضو ، وعملت هناك طيلة فترة وجودي ، كما عملت في إعادة تنظيم جمعية الطلبة العراقيين فرع إتحاد الطلبة العام عند عودة عمل الآتحاد في سنة 79 ، وأنتخبت في نفس السنة كعضوللجنة التنفيذية لجمعية الطلبة العراقيين في إيطاليا من قبل المؤتمر ، وأصبحت مسؤولاً للطلبة في فلورنس ، ومنذ تموز 79 طالبت الرفاق هناك بضرورة إرسالي الى كردستان ولكنهم كانوا يتذرعون بأنني طيار وبأنني سأفيدهم بمجال أخر ، إلا أنني أصريت على الذهاب الى كردستان وإشتريت جواز سفر بعد ضياع جواز سفري وأجبرتهم على الموافقة على سفري .
تأريخ الآلتحاق بالآنصار : 4 | 11 | 1981
المسؤوليات العسكرية : أمر فصيل فقط .
....................................................................................................
ملاحظة ..في ليلة 14 / 15 / كانون الاول ديسمبر 1982 إستشهد النصير ابو الندى مع عدد من رفاقه الشباب خلال عملية عسكرية لاقتحام إحدى الربايا العسكرية ..
المجد والخلود للشاب الشيوعي الباسل الملازم الطيار لطيف مطشر و المجد لرفاقه الشباب الشيوعيين الانصار الميامين في ذكرى إستشهادهم البطولي ..