الحزب الشيوعي الروسي يحضر للمشاركة في في انتخابات 2024 الرئاسية ‏


فالح الحمراني
2023 / 12 / 11 - 20:14     

الحزب الشيوعي الروسي يحضر للمشاركة في في انتخابات 2024 الرئاسية ‏
تحت شعار "مع لينين نحو المستقبل":‏


‏ فالح الحمـراني ‏
سيعقد الحزب الشيوعي الروسي الجلسة الكاملة للجنة المركزية في الفترة من 22 إلى 23 كانون أول ‏الحالي للإعلان عن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة. صرح بذلك سكرتير اللجنة المركزية ‏للحزب الشيوعي للانتخابات، نائب دوما الدولة سيرجي أوبوخوف. ‏
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخرا عن نيته للمشاركة في الانتخابلت الروسية التي ستجري ‏في 17 آذار/ مارس 2024 وجرى تشكيل مجموعة مبادرة لترشيح الرئيس فلاديمير بوتين لدورة رئاسية ‏جديدة.‏
ولم يقرر زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف بعد ما إذا كان سيرشح بنفسه للمنصب الرفيع أو ما ‏إذا كان سيمثل الحزب قياديا آخر من الحزب. وأكد سيرجي أوبوخوف أن الحزب سيجري تصويتا سريا في ‏هذه المناسبة لاختيار المرشح. ونقلت صحيفة فيدوموستي في 19 أيلول الماضي عن مصادر مطلعة ‏ترجيحها ترشيح الحزب غينادي زوغانوف للسباق الانتخابي. وكان زوغانوف قد غاب في عام 2018 عن ‏الحملة الانتخابية، ورشح الحزب الشيوعي الروسي المدير العام لمزرعة الدولة التي سميت باسم لينين، بافل ‏جرودينين، وهو غير حزبي. وقال زعيم الحزب الشيوعي يجب أن يكون في الانتخابات الرئاسية لعام ‏‏2024، "تنافس بين الفرق والبرامج والأفكار الحقيقية".‏‎ ‎
وأكد زعيم الحزب الشيوعي الروسي للصحفيين، إن الحزب الشيوعي الروسي سيعقد في 23 كانون ‏الأول، مؤتمرا للحزب قبل الانتخابات سيتم في إطاره ترشيح "فريق من المرشحين لحكومة المصالح ‏الوطنية" التي سيدعو لها الحزب. ولم يحدد ما إذا كان السيد زوغانوف نفسه سيشارك في الانتخابات ‏الرئاسية الروسية. ومن المرتقب إن يضم الفريق النائب الأول لرئيس مجلس الدوما إيفان ميلنيكوف ، ‏ورئيس لجنة العلوم والتعليم العالي أوليغ سمولين ورئيس لجنة دوما الدولة لحماية الأسرة والأبوة والأمومة ‏والطفولة نينا أوستانينا.‏
وأعلن النائب الأول لرئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي يوري أفونين أن مشاركة الشيوعيين في ‏الحملة الرئاسية ستقرب بداية الاشتراكية في البلاد. ويقول ديمتري نوفيكوف ، نائب رئيس اللجنة المركزية ‏للحزب الشيوعي للاتحاد الروسي ، إنه من حسن حظ روسيا أن الحملة الرئاسية والذكرى 100 لوفاة ‏فلاديمير لينين تقع في نفس الوقت. وباشر الحزب بالتحضير للفعاليات التي يكرسها لتلك الذكرى.‏
ومن المرتقب إن تمضي الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الشيوعي الروسي تحت شعار" مع لينين ‏نحو المستقبل". وكان الحزب الشيوعي قد نشر مؤخرا نداء الى شعب روسيا الاتحادية تحت عنوان " مع ‏لينين نحو المستقبل" جاء فيه: " كل منا يرى أن البشرية لم تحرر نفسها من النوائب والمعاناة حتى في ‏الألفية الثالثة، ولا من ويلات الحروب والنزاعات الدموية والفقر الجماعي. إن رأس المال العالمي يدفعنا ‏إلى ظلمة الرجعية والعنف. إن ابتسامات الحيوانات المفترسة التي تريد تمزيق العالم إلى أجزاء وتأكيد ‏هيمنتها أصبحت أكثر قسوة. وكلما كانت مأساة الأحداث أعمق، كلما أضاءنا المثال العظيم للزاهدين ‏والمقاتلين من أجل السعادة والحياة الكريمة للشعب العامل"‏
‎ ‎وقال إن الحظ حالف روسيا بظهور شخصية فذة مثل فلاديمير إيليتش لينين في أصعب مرحلة مرت ‏بها، مرحلة الانهيار والدمار والأزمة الشاملة بالنسبة، إذ فهم جوهر التطورات الانعطافية، وسبيل الخروج ‏من الوضع المأساوي. لقد وجد "عصب التاريخ" وقاد الحركة إلى الأمام. معيدا الاذهان ألى أن 100 عام ‏مضت منذ اليوم الذي توقف فيه قلبه الكبير واللطيف. ويبدأ القرن الثاني لخلود لينين. وباشر الحزب ‏الشيوعي الروسي التحضيرات للفعاليات التي سيجريها في بداية العام القادم بمناسبة تلك الذكرى. " توفي ‏فلاديمير إيليتش لينين في 21 يناير 1924. وضربت الأخبار المحزنة الاتحاد السوفيتي، الذي أنشأه ‏بعبقريته. وملأ الحزن العميق قلوب الملايين من العمال في جميع أنحاء الكوكب. "ورغم من البرد القارس ، ‏توافدت جماهير الناس على موسكو. ,جاء ما يصل إلى نصف مليون شخص إلى قاعة الأعمدة في مجلس ‏النقابات بموسكو. وكان من المهم لكل منهم أن يكرم ذكرى الشخص الذي غير العالم إلى الأبد، وجعله أنظف ‏وأكثر عدلا." كما جاء في النداء.‏
يبدو تحت القمر، لا شيء لا يدوم إلى الأبد. ومع ذلك، برهنت الحياة على أن الوقت لا يؤثر على الأفكار ‏العظيمة حقا. وبعد اختبار متانتها يرفعها التاريخ إلى علو لا يصدق. لقد مرت 175 سنة على ظهور "بيان ‏الحزب الشيوعي". لكن يد النسيان لم تطل أفكار كارل ماركس وفرديريك إنجلز، التي التقطها لينين وجسدها ‏ببراعة.‏
‎ ‎منوها لقد أنجزت النظرية الشيوعية شيئا غير مسبوق في سيرة البشرية. وأجابت لأول مرة منذ آلاف ‏السنين على الأسئلة الأساسية والأساسية لتاريخ العالم. ومن قرن إلى قرن، كافحت أفضل العقول لإيجاد ‏الحلول الناجعة لها. والآن تعاليم تكشف عن قوانين تطور المجتمع. لقد رفضت النظرية الاشتراكية محاولات ‏إبقاء الكادحين الى الأبد تحت نير الظلم والاستغلال، وقدمت للبشرية خريطة طريق للسير نحو العدالة. هذه ‏المعرفة العظيمة لا تساعدهم وحسب على عدم التيه ولا الضياع في زوايا الرأسمالية "المجنونة"، بل واختيار ‏الطريق الصحيح، والسبيل المأمون إلى المستقبل. إن أي منتقدين ومعادين وخونة لا حول لهم ولا قوة قبل ‏أمام هذه الإنجازات.‏
‏ والآن تنطلق لتشويه سمعة لينين الدعاية الليبرالية من جميع المشارب، من ناحية، والهجمات السوداء، ‏من ناحية أخرى لكن الحقيقة حية وتشهد: كانت جميع أنشطة لينين إنجازا عظيما لتحرير الشعب العامل من ‏الاضطهاد والعنف. ومن أجل تحويل المجتمع على مبادئ العدالة، والإنسانية، والمساواة، والإبداع. تصرف ‏مؤسس البلشفية باسم الأغلبية الشعبية، الحليف الرئيسي للينين، هذه الأغلبية هم رفاقه ومناصروه. ولا شيء ‏يمكن مقارنته بمثل هذا الحليف!‏
‏ وكانت مساهمة لينين في الماركسية كبيرة لدرجة أن مرحلة جديدة من التطور المتكامل والعضوي بدأت ‏في حياة التعاليم الماركسية، وغدت الماركسية اللينينية في بداية القرن العشرين ابتكارا أيديولوجيا ونظريا ‏حقيقيا. وتكمن قوة هذا العلم في القدرة على فهم العمليات المعقدة بعمق، وتعميم الخبرة المتراكمة واقتراح ‏طرق لحل التناقضات الرئيسية للعصر.‏
‏ ‏