الثورة مستمرة والتآمر مستمر


محمود فنون
2023 / 11 / 27 - 18:50     

27/11/2-23م
أفكار ومشاريع وبرامج تسوية القضية الفلسطينية وتجريد فلسطين من عروبتها تتكاثف وتتصاعد منذ انظلاقة مرحلة اكتوبر لهذا العام . وكأنها تسعى لوضع حد لما يسميه البعض الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أو الصراع العربي الاسرائيلي .
لم تكن هذه الافكار جديدة وربما كانت نائمة جرى ويجري وضعها على لوحة الإعلانات ليراها الجميع.
ففي كل محطة أزمة في الصراع يجري استخراج بطاقات التسوية للّعب بها فترة من الزمن .
إن الخطير جدا في الأمر هو : أن تسقط قوى وقيادات فلسطينية جديدة في أفخاخها الدنسة . مع انها مجرد إثارة للفكرة وتستهدف أن يتحول الفلسطيني إلى المطالبة بها مكررا خمسين سنة من هذه المطالبة منذ عام 1973 وعام 1974 حينما رفعت منظمة التحرير شعار المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة على اراضي الضفة والقطاع ,
كانت مجرد مطالبة ولم يكن من ملبين لها بل كان من يرى أن هذا المطلب تعبيرا عن اعتدال ويمكن دراسته من جهة ,ومن جهة أخرى قوبل ويقابل بالرفض مع استمرار تهويد فلسطين واستمرار اتباع كل السياسات التي تحقق ذلك وإلى الآن ولم يتغير شيء ,
إن مناخات الإنحراف إلى برامج التسوية موجودة دائما واستعداد القيادات البرجوازية لتبديد مسارات النضال موجودة دائما وخبرناها وخبرها الشعب الفلسطيني .
إن العملية النضالية الجارية هي مناخ ثوري وتصعيدي للتقدم لمراحل أعلى الآن وفي المستقبل . ولكن قد يراها البعض فرصة مواتية لقطف الثمار وهنا يبدأ الإنحراف عن مسار الثورة وتحت الضغط والتهديد بالاغتيال ووقف المساعدات والغاء الامتيازات والتيئيس..وهذا يناسب قصار النفس و
ثم يطبل لهم عدد من الكتبة وأشباه المثقفين ليزينو الطريق إلى المستنقع .
هنا يكون الميدان كفاحي وعلى أعلى درجات التوتر والصعود بينما تكون القيادة في عسلها الخاص وتتشكل لديها ميولها واحلامها الخاصة .
قال ياسر عرفات " معروض عليّ كنتونات ومعازل وقلت لهم لا يمكن أن أقبل " اريد دولة مستقلة ذات سيادة "
كان هذا في مرحلة انتفاضة 1987م .
ودخل نفق أوسلو معلنا أنه الطريق للدولة المستقلة وهو في حقيقة الحال نفقا للكنتونات والمعازل لا غير كما نرى بأعيننا .
هناك برنامجين فقط :
برنامج تهويد فلسطين وهو قائم على قدم وساق
وبرنامج تحرير فلسطين وهو آت لا شك في ذلك .
وكل قبول بدعوات التسوية هو اعتراف بسياسة التهويد.