انتصار غزة . . انتصار للإنسانية - كيف ؟


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 27 - 02:22     

نحن في اليوم الثالث من الهدنة المعتمدة بأربعة أيام فقط – التي أجبرت عليها دولة النظام الصهيوني العنصري الفاشي – ودولت آمال ( تدور في فلكها العرب بأنظمتهم الحاكمة وشعوبهم ) بتمديدها مرة واثنين وثلاث . . كطريق لإيقاف الحرب الوحشية على غزة واهاليها المدنيين الأبرياء العزل ، الذين غالبيتهم من الأطفال والنساء – فهل يصدق هذا الترويج ؟ ، وما هي الحقيقة ( المحتملة ) للواقع الغزاوي والفلسطيني ومدول ( حل الدولتين ) ؟ - بل أن العقل العربي ( العاطفي ) يذهب في مشاعره المحمومة الجياشة لتشكل قناعاته الفكرية والاعتقادية . . بانتصار القضية الفلسطينية ، وأن 7اكتوبر2023م بقدر ما يعد حدثا تاريخيا استثنائيا لتاريخ المقاومة الفلسطينية والروح العربية عامة ، وكونه حدثا قد غير مجرى في التاريخ الفلسطيني والعربي بقطع حتمي عن العودة الى واقع ما سبق هذا الحدث - وبواقع عملي تسيطر على قناعات العقل العربي ( العاطفي الرومانسي ) – النخبوي والعام - بأن طوفان الاقصى قد ثبت عودة القضية الفلسطينية الى صدارة قضايا العالم المركزية بعد تجاهل لها واهمالها قصدا لتصبح ( غائبة ) والانهاء الجذري لوجودها – حتى محوها من الذاكرة – وتحول الدفة نحو اقتراب تحقق ( العدالة ) للفلسطينيين وقضيتهم وافشال عودة الظهور الخجل ( المموه ) لبديلها بصفقة القرن ، تهيئة مع الوصول الى بدء القبول السعودي لإسرائيل والسير بتمهل لتطبيعها مع إسرائيل – تحت ذريعة بناء السلام وانهاء العداء . . بما يمنح الاستقرار في المنطقة العربية الشرق أوسطية ، وسيمنح البلدان العربية الولوج الى العصر والارتقاء على أساس التطبيع وتبادل المصالح مع الكيان الصهيوني العنصري – بدلا عن استدامة الحروب معه !
لن نتوه في التحليل ، خاصة وقد سبق لنا نشر سلسلة طويلة عن الحرب النازية على غزة – من مختلف الجوانب بدء من عملية طوفان الأقصى وتاريخ الاحتلال الصهيوني بمخلفه التاريخي القبلي لنشوء الكيان المغتصب داخل فلسطين ، والصراع الإسرائيلي – العربي ، والوجود الامبريالي الغربي بصنيعة الدولة اليهودية في المنطقة العربية الاغنى والاهم منطقة في العالم في ربط القارات وتعميق النهج الرأسمالي للتبادل التجاري الحر ، وهو ما يضفي على ذلك الوجود ( أهمية غرضية ) إقليمية ودولية – شرق أوسطية – لنازية الامبريالية الغربية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بنزعتيها الفاشية والعرقية ل ( الجنس الأبيض ) الغرب أوروبي – كمتحكم على كل اجناس واعراق الأرض وبقطبية عالمية منفردة فوق اقطاب العالم الأخرى .
وعودة لما نريد الوصول اليه ، لن نخوض في بحث إجابات عن التساؤلات التي اوردناها أعلاه ، بل سنذهب نحو الاستقراء التقوي ما سيأتي بعد انتهاء هذه الهدنة – وفي إطار الحراك التفاعلي العالمي على كافة الأصعدة ، كيف سيؤثر على إيقاف الحرب وعلى انتاج المسار اللاحق – أي بعد انتهاء الهدنة – وعموما من خلال ذلك ستكون الطروحات تحتوي على إشارات ومضامين للإجابة غير المباشرة عن التساؤلات التي وردت عما قبل سابقا .

احكام ( ذاتية ) للانتصار :
1 ) خلال فترة هدنة ال ( 4 أيام ) ، نفترض وجوبا بدء تحويل مسار المواجهة الفلسطينية بصفة حماس والجهاد الإسلامي الى توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة عامة – بربط بين غزة والضفة الغربية – دون ربط للسلطة الفلسطينية في الضفة بها – وذلك قبل عودة آلة الحرب الصهيونية لاستكمال حربها وفق الأغراض ( المعلنة وغير المعلنة ) التي قامت على أساسها . وأن تبنى مواجهاتها عبر استقراء طبيعة مخططات عمل الالة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية بموجهات أمريكية ، وبنزعاتها الذاتية ال ( باراثايد سيكو كريمنال ) المغامرة . . المنفلتة عن رسم الحدود لاستخدام آليتها المتوحشة في الإبادة الجماعية والتدمير الشامل وبعلنية متعالية متغطرسة بكونها فوق القوانين الدولية والقرارات الأممية وابسط القيم والأعراف الإنسانية .
* وهو ما يتوافق قيميا وواقعيا بتحول طوفان الأقصى من عملية فدائية تختص بحماس والجهاد الإسلامي ، الى عملية مقاومة فلسطينية وطنية حول عندها رد الفعل الإسرائيلي – بمخطط امريكي – من كونه استهدافا لحماس الى انكشاف الحقيقة التي تخفيها بالقضاء على وجود ( العرق الفلسطيني العربي ) في موطنها الخاص بقرار دولي – نسبة 27% من الموطن الطبيعي ، وفوق ذلك مقتطع منها ما يزيد عن نصفها كمستوطنات احتلالية غير شرعية وباحتلال مطلق قبضته على الموطن الفلسطيني داخل الضفة وغزة – وإن ترك الاحتلال لها بعد 2005م وبني سياج امني لحماية المستوطنات غير الشرعية التي فرض وجودها في شمال وجنوب غزة .
ومن مؤكدات صحة حكم الموقف الأول المطلوب تحققه لانتصار القضية وتعدل مسار العدالة العرجاء الى مجراها السوي ، وبما يجعل ذلك الانتصار مستحقا بمئات الالاف من القتلى والجرحى الأبرياء المدنيين ومئات الالاف المهجرين دون مساكن او غذاء ومياه وادوية علاجية وتطبيب جراحي ووقاية من الأوبئة – يتمثل بالآتي :
- ربط الكيان الصهيوني العنصري الدموي العدمي بضبط إيقاع حرب الإبادة الجماعية الكلية لأهالي غزة وتهجير من تبقى ب . . بقتل المئات والاعتقالات لألاف من الضفة وتمزيقها وتحويلها الى كانتونات مطوقة بالتهديد بإبادتها كما هو حادث مع غزة إن لم يخنعوا لإدارة الفصل العنصري . . لدرجة عدم التفاعل المشاعري في التعبير التضامني السلمي مع اخوتهم في غزة ، او رفع رؤوسهم امام السلوك الحيواني للمستوطنين الصهاينة في اعتدائهم عليهم او اغتصاب بيوتهم او مزارعهم او ممتلكاتهم – هو ما يدل أن معلن الحرب الإسرائيلية المتذرعة للقضاء على حماس وإعادة الاسرى في كذبة ( حق الدفاع عن الذات ) . . ليس إلا ذر الرماد على العيون ، ما يشي أن كانت الخطة الموضوعة سرا بشكل قبلي – بانتظار توفر الظرفية المناسبة للقيام بها – تقوم على الإنجاز واقعا بتصفية القضية الفلسطينية وتحويل كل من قطاع غزة والضفة تابعة لدولة إسرائيل او بأسوأ الأحوال خضوع كليهما للنفوذ الإداري لسلطات الاحتلال تنفيذا بالآلة العسكرية العنصرية المتوحشة ، مع تغيير مساحة القطاع باستقطاع جزء كبير منه يتبع الدولة الإسرائيلية ، وذلك لشق قناة مائية ( بن جوريون ) بما يصيب قناة السويس بمقتل مميت – تمثل بديلا لها واكثر قربا في مشروع الربط التجاري الدولي القادم الرابط بين القارات الثلاث القديمة خلال المنطقة العربية كمنطقة شرق أوسطية ملحقة بمخطط الاجندة الامريكية .
- وجود مدنيي الضفة الغربية تحت آلة الامتهان والمصادرة والقتل والاعتقال والهدم للبيوت الامنة . . دون حماية فصائل المقاومة المسلحة ، التي لا يجب غيابها طالما وان مجتمعها الضفاوي تحت التجبر والاستعداء والانتهاك العنصري القبيح المعلن لسلطات الاحتلال والصهاينة المستوطنين المطلقين لامتهان فلسطينيي الضفة وانتهاك كل الحرمات وبحماية سلطات الاحتلال العسكرية والقضائية والادارية – وذلك تحت ضغط حاجة العيش واتفاقية ( السلام الاستسلامية ) . . لوجود سلطة فلسطينية وفق المشيئة الإسرائيلية . وبمعنى مؤشر آخر ، فإن عودة الالة العسكرية لحربها على غزة . . لن تظل الحملة على الضفة كما كانت قبل الهدنة ، بل ستتدرج سريعا نحو المحو والابادة الجماعية والتدمير الشامل ، كون غزة لم يتبقى سوى القليل لجعلها غير قابلة للعيش واخلاء مساحتها من جنس فلسطيني لا يقبل وجوده كمحكوم في ارض لا تعد وطنا له بقدر ما هي موطن للعيش ، ولا يقبل أن يعد ( ناقصا عرقيا ) أمام كذبة الترويج للإسرائيلي اليهودي الصهيوني ك ( جنس سامي !!! ) .

2 ) أن ضغط الرأي العالمي وتحوله الى موقف مدين لإسرائيل وتحويله للموقف قيادة أنظمة الحكم النازية للحلف الأمريكي – الأوروبي الفاشي و الدور العربي والعالمي الدبلوماسي سيفرض واقع ( إيقاف الحرب على غزة ) . والحقيقة أن طبيعة وطابع نظام الحكم العنصري الصهيوني لإسرائيل كنظام حرب توسعي استيطاني يقوم على الاستقواء بوهم ( التفوق العرقي . . السامي ! ) لا تخضعه كل تلك الضغوط – فوجود إسرائيل كوطن لليهود على ارض فلسطين . . ليس إلا وجودا ( مطلق اليد ) دون قيود لفعل آلة الدولة صهيونية عنصرية – حربية تخضع المنطقة العربية للمصالح الامريكية والغربية الأوروبية ل ( الجنس الأبيض ) وفق مخرجها الماسوني لحكم العالم غربيا – ولذا فقوة الضغط على دولة هذا النظام الفاشي البشع يكمن في الشارع الإسرائيلي وحده ولا غير سواه ، أولا بآثار هذه الحرب عليهم ك – أمن اجتماعي مستقر واقتصادي معيشي نامي باضطراد – اثبت لهم انها كانت خدعة وهموا بها عبر نظام حكمهم ووعوده – أما ثانيا فيتمثل بفصل ( مختلط وعي قناعاتهم الزائفة ) بوطن اليهود ودولته الحضارية المتقدمة . . فصلا بين المسألة اليهودية والحكم الصهيوني العنصري المتطرف – فبقدر كذبة ( وطن يهودي ) يضاد جذريا مسألة حضارة العصر ، الموسوم بانفتاح الشعوب على بعضها وانفتاح بلدان العالم لأوطان تحيا بتعدد القوميات والأديان والعروق والاجناس – وهو ما يؤصل كذبة الوطن اليهودي كتعويض لأسطورة الهولوكوست . . لا تعني سوى تجسيد الشوفينية العرقية العنصرية بتوظيف ديني اسطوري بكلمة السامية . . ليست سوى نزعة صهيونية عالمية متطرفة – بمعنى أن يفصل في العقل الإسرائيلي بين اليهودية القومية للوجود المجتمعي القابل للتعايش السلمي داخليا وخارجيا مع سواها وبين الصهيونية بنهجها الفاشي العنصري المخلق عبر منظومة الاستعمار القديم الاستيطاني المحتل – وهنا عند حدوث الفرز المجتمعي داخل إسرائيل في اتجاه بداية سقوط المشروع الصهيوني الدولي – الغربي وانتصار الاخر لدولة مدنية معاصرة ، وهذا ما يعني توجه الضغط المجتمعي الإسرائيلي نحو وقف الحرب وحل مشكلة العداء التاريخي مع الفلسطينيين والعرب ، وثالثا الضغط المجتمعي الشعبي داخل إسرائيل كردة فعل تعاطفي مع بقية الاسر التي لا يزال ابناءها وازواجها واقاربها محتجزين خارج العدد المحدود من الاسرى الذين يتم اطلاقهم خلال ال4 أيام هدنة ، خاصة واثبت واقعا أن الحرب التي تشنها الدولة العسكرية المتطرفة لم ولن تصل لتحرير الاسرى في قبضة حماس والجهاد الإسلامي ، بل أن طبيعة الحملة الابادية والتدميرية الشاملة تهدد بفقدان اؤلئك الاسرى بيد الالة الحربية الإسرائيلية و . . قتل ما يتبقى من قبل المقاومة كانتقام . . خاصة إذا ما قربت اليد العسكرية الحربية اقترابا من أماكن تواجدهم ، حيث يفضل قتلهم عن تركهم ليتم تحريرهم ، كون قتلهم يسبب ردة فعل شعبي مضاد لحكومة الحرب والنظام الصهيوني القائم على الحروب العرقية كطريق لتحقيق المصالح .
3 ) انهاء التطبيع وقطع العلاقات لتلك الدول العربية وتركيا مع إسرائيل ، وطرد سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا وأستراليا والنرويج ، وتلويحا بتهديد قطع العلاقات الدبلوماسية والتمثيلية معها ، وصولا بتهديد لقطع المصالح التجارية والاقتصادية – وتعطى مسألة نسبية في سرعة تنفيذ تلك الإجراءات على كل من ( السعودية ، مصر ، قطر ، وتركيا ) لتمكين وجود إمكانية التفاوض الوساطي لانهاء الحرب تدرجيا – شريطة أن لا تكون الفاعلية متطورة تغير نهج الالة الحربية لتصفية الفلسطينيين وانهاء القضية الفلسطينية ، بقدر ما تكون تصب في مصلحة حكومة الحرب الإسرائيلية بما يخفف عليها الضغط الشعبي داخل إسرائيل لتحرير كامل الاسرى والعودة للسيطرة الأسطورية للدولة العسكرية المؤمنة لإسرائيل – والمطلوب تصعيد شدة الموقف العربي الموحد بقطع المصالح مع أمريكا وذيولها الأوروبية الاستعمارية القديمة وفي مقدمتها استخدام ( سلاح الطاقة والمشتقات النفطية ) ، مع بدء التحول للتطبيع مع تكتل بركس بدلا عن التكتل الغربي الامبريالي وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية . أما على الصعيد الشعبي المجتمعي ، يتم فتح التطوع العربي المقاوم للآلة الحربية الإسرائيلية إذا ما أصرت استمرارها على نهجها الفاشي العنصري الابادي – بعزل غير متصل بأنظمة الحكم العربية ، خاصة منها في لبنان ، الأردن ، ومصر ، شريطة أن تكون أنظمة هذه البلدان العربية تعد التعبئة الشاملة للدفاع عن اوطانها إذا ما ذهبت الة الحرب الإسرائيلية الى توسيع نطاق حربها .

4 ) اعتقد انه قد آن الأوان لدخول فاعل رئيسي لكل من روسيا والصين في الحرب الجارية ومؤشرات الوضع الذي تتجه إليه المنطقة الشرق أوسطية بالمشيئة الامريكية – الأوروبية – ولا نقصد هنا استقداما لقواها التسلحية الاستراتيجية المعادلة للصلف الأمريكي – الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب ، ولكن ما نقصده حضورا اقتحاميا سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا دوليا مع انذار صريح لإسرائيل وتنبيه حلف الشر الغربي بقيادة أمريكا . . انهم يقودون تصعيد الموقف بما يهدد بإمكانية تحول المواجهة الى طبيعة إقليمية ودولية بين الدول الكبرى ، خاصة وأن دعمها المشارك في الحرب الإسرائيلية يظهرها ( ساذجة ) في عدم الادراك بقدرة إسرائيل المغامرة – المنفلت عقالها – في استمراريتها الهروبية نحو حرب الإبادة العنصرية الفاشلة . . أن تذهب نحو توسيع نطاق الحرب من غزة الى الضفة ثم عربيا . . ما يفرض آليا توريط أمريكا وأوروبا للانزلاق دخولها المباشر في الحرب الموسعة – دفاع عن إسرائيل - التي عجزت عن استئصال حماس كقوة مقاومة مسلحة في نطاق مساحة ضيقة محدودة بغزة – ما بال أن تدخل في حرب موسعة مع جبهات عربية متعددة ، خاصة وأن الجاهزية العسكرية والتسلحية في مختلف البلدان العربية لم تعد تلك التي كانت في حروبها السابقة ، ولا في ظرفية التمرير لإجازة الالة الحربية الإسرائيلية بنهجها القبيح ضد كل قيم الإنسانية والتي ظهرت عيانيا لكل العالم ، حتى خساراتها وفشلها اصبحا واضحان لكل انسان في العالم كانكشافها الوقح التوحشي وحقيقة وجودها ومسلكيتها المضاد لكل القيم الإنسانية والانتهاك للقانون الدولي .

5 ) عدم الانجرار العربي والإسلامي تحديدا والعالمي عامة لما تطلقه أمريكا والغرب من تغرير بتعدل موقفها وتجميل وجهها الإنساني ، فهي ما زال جوهر موقفها دعم إسرائيل وحماية نزوتها الحربية المتوحشة في الاستمرار – اليوم بكل قبح مازال بايدن يتكلم بمشاعره الإنسانية المتألمة لسجن أسيرة او اسرى لدى حماس وتوجع اهليهم ، أما عشرات الاف الأطفال والنساء القتلى بتمزيقهم أشلاء وتحت الأنقاض وتشوه عشرات الاف الجرحى وقتل المدنيين غير المسلحين واعتقال عشرات الالاف منهم إما بأحكام تعسفية عنصرية ظالمة او بحبس اداري دون محاكمات – حتى الأطفال - وهدم بيوتهم وانتهاك انسانيتهم في السجون الإسرائيلية وحرمانهم من الطعام والماء والتشمس – والأخطر الانجرار بدعاوي القناعة الامريكية والأوروبية ب ( حل الدولتين ) لانهاء هذا الصراع – كما لو انه حل وصلت اليها العبقرية الامريكو – أوروبية وليست قرارا دوليا نص على ذلك من زمن بعيد وسوف به – عليهم ألا ينجرون للخداع الأمريكي حين يقدم الحلول ، فلا يعني سوى تمييع الموقف القيمي المناهض للمشروع الصهيوني – الأمريكي ومقاومته ، تمييعا بقبول الإجراءات التجزيئية الكاذبة لتفكيك الازمة ، والتي تتغاضى – تحت التوهيم الأمريكي بالرجوع الى تحقيق الحلم بحل الدولتين - عن المنكشفات الواقعية اليومية أنها تصب في المصلحة الإسرائيلية وعودتها لاستمرارية نهجها الفاشي للإبادة العنصرية والتجريف لمعلم وطن فلسطيني متحول الى مساحة ملحقة للدولة الإسرائيلية ، وتصب في مصلحة الاجندة الامريكية في المنطقة ، واللتين لن توصل في الأخير ل ( حل الدولتين ) بواقع سلطة احتلال كامل – كحكم الضفة تحت الاحتلال الإسرائيلي – او تحقيق واقع تهجير لوطن بديل ملحق بين مصر والأردن . ولذا الموقف اللازم لن يتأتى بالتبني الأمريكي وحلفه الأوروبي بوضع الحل ( انفرادا ) ولكن عبر فرض عربي واسلامي وعالمي بلجنة وساطة دولية رباعية تدخل فيها – كحاملة للملف – روسيا والصين كمعادل قوى كبرى امام أمريكا وبريطانيا وفرنسا – أي لا تنفرد أمريكا بهذا الملف ، وبأفضلية تكون هذه الرباعية لوجستية مرجعية بينما توضع مهمة التنفيذ العملي للوصول الى حل الإشكالية بيد بلدان محايدة أخرى كالهند ، بوليفيا او البرازيل ، جنوب افريقيا و . . يمكن أن تكون معها بلجيكا او بلغاريا .

ونكتفي هنا بما اوردناه ، ليكون ما تبقى يأتي لاحقا في مواضيع أخرى