إلى ما بعد الأبد


حسين محمود التلاوي
2023 / 11 / 24 - 19:28     

ما الأبد؟!
ما ذلك الشيء الذي يتعهد البعض بأن يفعلوا شيئًا باستمرار وصولًا إليه؟! عندما يقول شخص: "لن أفعل ذلك إلى الأبد"، أو يقول أحدهم لآخر: "سوف أبقى إلى الأبد"، ما المقصود هنا بـ"الأبد"؟!
يُفترض في الأبد أن يكون بلا نهاية؛ مستمرًّا بلا توقف؛ دائمًا.
هل يمكننا، إذن، أن نصل إلى الأبد؟! إلى نهاية ما لا نهاية له؟!
هذا وهم.
وهم يتبدد بهبَّة من ريح وُلَّدَها إدراكنا أن "أبدنا" مؤقت، وليس بلا نهاية، ولا مستمرًّا دون توقف، وليس دائمًا.
"أبدنا" مؤقت؛ لأننا مؤقتون.
لـ"الأبد" إذن معانٍ عدة؛ فـ"أبد" الدائم دائم، و"أبد" المؤقت مؤقت.
ونحن مؤقتون بالنسبي أو بالمطلق؛ فحياتنا - أفرادًا - مؤقتة، وحياتنا - دنيا - مؤقتة.
لذا، عندما يقول شخص: "إلى الأبد"؛ فربما كان هذا يعني "أبده"؛ هو؛ أي إلى ما بعد نهايته؛ فإن مات على عهده، كان صادقًا في قوله؛ فقد استمر على عهده إلى "الأبد".
هناك من يستمرون على عهودهم إلى نهايتهم؛ فتستمر عهودهم إلى ما بعد نهايتهم؛ فيعيشون معنا في أرواحنا وأروقة ذكرياتنا وبقايا أحلامنا، ولربما استمرت حكايتنا معهم إلى ما بعد نهايتنا نحن أيضًا؛ فنعيش معهم سويةً في حكاية تتردد أصداءً في فضاء الزمن.
إذن، من العهود ما يستمر إلى ما بعد النهاية.. إلى ما بعد الأبد..