مشاركة عربية بشكل غير مباشر في العملية ضد حماس؟


فالح الحمراني
2023 / 11 / 24 - 13:58     

صحيفة نيزافيسيا غازيتا (موسكو)‏
ترجمة فالح الحمراني

‏ ‏
أصبحت القاعدة العسكرية في الأردن أحد معاقل نشاط القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي ‏اكتسبت زخما بعد اندلاع صراع واسع النطاق بين إسرائيل وحماس. وتقوم القوات الجوية الأمريكية ومن الأراضي ‏الأردنية، بحسب وسائل إعلام غربية، بشن غارات على مواقع تشكيلات شيعية قريبة من إيران، والتي تدعم المعسكر ‏الفلسطيني بشكل نشط.‏
وذكرت بوابة إنترسبت أن النقطة الأساسية للحملة الأمريكية لدعم إسرائيل وحماية مواقعها في العراق وسوريا ‏كانت مطار موفق السلطي. نقلاً عن وثائق حكومية، يصف المنشور المنشأة الواقعة في الأردن على بعد 50 كيلومترًا ‏من الحدود مع سوريا، بأنها "قاعدة عسكرية أمريكية متواضعة تلعب دورا مركزيا في التوترات المتزايدة مع ‏إيران".‏
ونشأ الاحتكاك مع طهران نتيجة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي الشهر الماضي، استقبلت منشأة ‏موفق السلطي عدة طائرات مقاتلة جديدة من طراز ‏F-15‎، وهي نفس الطائرة التي استخدمت لقصف مواقع ‏الجماعات الشيعية التي تستهدف الوحدة الأمريكية.‏
وتظهر قاعدة موفق سلطي ضمن قائمة المنشآت الرئيسية التي تدعم عمليات المجموعات التكتيكية للطيران ‏الأمريكي. ولديها مدرجان يمنحان الجيش الأمريكي القدرة على تشغيل طائرات الهجوم والنقل، وطائرات الاستطلاع ‏والضرب بدون طيار بجميع أنواعها، وكذلك المروحيات.‏
وعلى الرغم من أن وجود القوات الأمريكية في هذه القاعدة ليس سرا، إلا أن استخدامها كجزء من الحملة ‏المرتبطة بشكل غير مباشر بغزة يمكن أن يثير العديد من الأسئلة على الأردن. على سبيل المثال، كانت هناك تقارير ‏تفيد بأن واشنطن تقوم بتسليم الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل عبر أراضيها. وفي أكتوبر/تشرين الأول، نقلت وكالة ‏الأنباء الكويتية عن مصدر في القوات المسلحة للمملكة الهاشمية محاولته رفض الرواية التي تقول إن أراضي البلاد ‏تستخدم كمركز عبور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقال متحدث باسم الجيش لم يذكر اسمه أن هذه المزاعم جزء من ‏حملة تشهير ضد عمان و"موقفها القوي وجهودها المستمرة لدعم القضية الفلسطينية".‏
ولعل هذا هو السبب الذي يجعل النشاط الأمريكي في الأردن سريًا تقليديًا. ويشير منشور أكسيوس إلى أنه ‏اعتبارًا من يونيو 2023، كان هناك حوالي 2.9 ألف عسكري أمريكي متمركزين رسميًا في الدولة الشرق أوسطية.‏
واشتكت عَمان مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة من نشاط الجماعات الموالية لإيران في سوريا المجاورة. ‏وفي عام 2022، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع صحيفة الرأي اليومية، طهران إلى “تغيير ‏سلوكها”، مؤكدا أن المملكة “لا تريد التوتر في المنطقة”. وأكد حينها أن “الأردن، كباقي الدول العربية، يسعى إلى ‏علاقات جيدة مع إيران، والاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. ‏ووفقا له، أصبح الجانب الأردني هدفا متزايدا لتجار المخدرات والأسلحة، الذين، وفقا لمسؤولين في عمان، لا ‏يهددون أمنها فحسب، بل يهددون أيضا أمن المنطقة بأكملها.‏
ولم يتم الكشف أيضا عن حجم النشاط العسكري الأمريكي الحالي في إسرائيل. ومن المعروف أن البنتاغون لديه ‏قاعدة عسكرية واحدة على الأقل على أراضي الدولة اليهودية. وتحمل الاسم الرمزي "منطقة 512" وتقع في ‏صحراء النقب. ومن المفترض أن توجد أنظمة راداريه هناك، مما يجعل من الممكن اكتشاف وتتبع عمليات إطلاق ‏الصواريخ الباليستية.‏
وتشير تقديرات مؤسسة "فن الحكم المسؤول" إلى أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية متمركزة في إسرائيل ‏و"تساعد بشكل نشط" المقاتلين المحليين في عدد من المناطق، بما في ذلك الجهود المبذولة "للتعرف على الرهائن" ‏الذين من بينهم مواطنون أمريكيون. بشكل منفصل، تجدر الإشارة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة أرسل البنتاغون ‏عشرات من القوات الخاصة بالإضافة إلى المجموعة الصغيرة التي كانت في إسرائيل في 7 أكتوبر.‏

وأظهرت إحدى الصور التي نشرها المكتب الصحفي للبيت الأبيض عقب زيارة بايدن إلى تل أبيب في 18 ‏أكتوبر/تشرين الأول، الرئيس الأمريكي يجتمع مع عدد من أعضاء قوة دلتا، الوحدة الرئيسية لمكافحة الإرهاب في ‏القوات المسلحة الأمريكية، والتي تشارك في العمليات الإرهابية. إطلاق سراح السجناء.. وبعد ظهور الصورة في ‏المجال العام، تعرضت الإدارة لانتقادات بسبب كشفها هويات المقاتلين. ونتيجة لذلك، اضطرت الخدمة الصحفية إلى ‏حذف الصورة.‏
وبشكل غير رسمي، يعترف المسؤولون الأمريكيون بأن السلطات تفكر في "حالات طوارئ" شديدة يمكن فيها ‏للقوات الخاصة الأمريكية مساعدة إسرائيل بشكل مباشر في استعادة الرهائن، لكن هذه الخطط تظل افتراضية، كما ‏يقول المسؤولون. الدليل القاطع الوحيد على التورط الأمريكي المباشر في حملة عسكرية مرتبطة مباشرة بفلسطين ‏كان سلسلة من الرحلات الجوية لطائرات الاستطلاع الأمريكية بدون طيار فوق جنوب غزة.‏
ومن الواضح أن أي مشاركة أوسع للجيش الأمريكي ستثير رد فعل من اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك إيران، ‏التي تدافع بقوة عن المنظمات الفلسطينية المسلحة.‏