حداثة اللا قيمية


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 23 - 14:45     

أنت حداثي أم لا ؟ ؟

لا تكون لاهثا متعجلا في الرد ، فليس محدد معنى ومدلول الصفات والخصائص ب ( وجودك الزمني المعايش لآخر ما وصل اليه التاريخ البشري راهنا ) ، ولكن بتلك القيم من الخصائص والصفات المعلمة لذلك العصر وانعكاسها على طبيعة شخصيتك وسماتك بما فيها الفكرية والسلوكية والمسلكية المجبول عليها بقناعة ايمانية ممارسة عفويا دون ادراك
ومن جانب ثاني ، هل يعطى توصيف الحداثة للمرء لوجوده في واقع حياتي في محدده الزمني من متحرك التاريخ ك . . بنية كاملة كلية من الصفات والخصائص والمظاهر والظواهر أم من خلال ( محددات نسبية ضئيلة من الصفات او المظاهر او السلوكيات او طابع التفكير ) - بمعنى ارتداء ملابس الموضة تمنحك ( ظاهرا ) صفة انسان الحداثة او تذوقك للأغاني والموسيقى العامية السارية كصيحات في هذا الوقت وليس من حيث اصالة قيمتها الفنية .....

وطالما الحداثة تحتوي متضادات بعضها - مثلا هذا زمن التطور العلمي الفائق الالكتروني والنانو - المغير نوعا لقيمة حياة ووجود الانسان بما هو ارقى واسمى مما منحه التاريخ له قبل الوصول الى هذا الزمن - ولكن ذات التطور العلمي مهدد لبقاء واستمرار الحياة - وليس الانسان فقط - وهو ذاته افرز حالات تسمم الانسان في اخلاقه ( النفعية الانانية الشرهة ) ، وفي تهاوي ذائقته للفن والاحساس او الشعور بالجمال ، وفي تشظى بنية العقل المختل بتلاشي القيمية الواضحة لمحدد الموقف المتلازن بين متعدد تاريخ المواقف لذات الفرد .

إحذر صديقي أن توصف نفسك ( حداثي ) . . لمجرد توهمك بأن وجود ك البيولوجي ميلادا او طفولة او بعمر مراهق كابن هذا العصر او ما يقولونه عامية ابن هذا الزمن . . هل يمنحك صفة وسمات العصر بمسمى ( الحداثي ) ؟؟؟ - انه امر مضحك وهو ما خدعوا به شبابنا المراهقين بيولوجيا وفكرا سياسيا أنهم أبناء الحداثة والعصر وغيرهم هم ديناصورات وحرس قديم - لماذا . . لكونهم قيميون بينما فهم الحداثة لديهم بأن يكون المرء ( لا قيمي ) - اي بمعنى ان يكون براجماتي صرف ، حيث تمثل الظرفية او الحدث وما يريده المرء عندها هو ما سيحدد ( موقفه المتخذ ) ، ولذا فالمواقف لا رابط قيمي فيما بينها عند المرء ( الحداثي ) - كما يعتقد سذاجة - كون كل حدث او ظرفية تختلف عن غيرها وكل حاجة او ما يريده المرء ذاته يختلف من وقت لاخر ، وهو ما يجعل المواقف متعددة ومتغيرة لذات الشخص بذاته ، حيث يحكم الموقف المطلوب اتخاذه هو الحدث والظرفية وما يريده الانسان وقتها - وليس القيمة الفكرية او الأخلاقية او القيمية - وما التصور المتهافت هذا لمعلم الحداثة في موصف الافراد . . ليس إلا نزعة عدمية وعبثية ضد الانسان في تقييم وفهم سلوكياته ومواقفه وقناعاته بكونه محكوم بقيم نسبية عامة وخاصة . . بل تحكمه العوامل المحيطة به وتارة اخرى نزعاته ورغباته الذاتية ( التلذذية والتملكية ) و . . لا وجود لقيم شبه ثابتة تحكم الانسان .