قصف المخابز: التّجويع أحد أسلحة الإبادة ‏


حزب الكادحين
2023 / 11 / 23 - 08:20     

‏ قصف الطيران الحربي للاحتلال يوم 25 أكتوبر 2023 مخبز مخيّم المغازي في ‏غزة ممّا أدّى إلى تدميره وتدمير عديد المساكن المجاورة له. وقد أسفر القصف عن ‏عشرات الشهداء والجرحى وبقاء عشرات آخرين تحت الركّام‎.‎
‏ وقد أوضحت صور الخراب الكبير الذي لحق المخبز والبنايات المجاورة والحفرة ‏العميقة التي خلّفها القصف مدى همجيّة العدوّ وبشاعة السّلاح الذي يستعمله في القصف‎.‎
‏ وليست هذه المرّة الأولى التي يستهدف فيه الطيران الحربي للكيان المحتلّ مخبزا منذ ‏‏7 أكتوبر، حيث تضرّرت عديد المخابز في مناطق مختلفة من القطاع إمّا إثر استهدافها ‏بشكل مباشر او غير مباشر‎.‎
ويهدف الاحتلال من خلال توجيه ضرباته الجويّة للمخابز إلى حرمان الشعب الفلسطيني ‏من الغذاء من جهة، فمخبز المغازي هو المخبزة الوحيدة التي تشتغل في مخيّم ذي كثافة ‏سكّانيّة عالية، وكان هذا المخبز قد تحصّل على نصيبه من الدّقيق قبل قصفه بقليل من ‏قبل وكالة الأونروا ليقدّم الخبز لعشرات الآلاف من سكان المخيم والنازحين إليه، ومن ‏جهة أخرى يستغلّ العدوّ احتشاد عدد كبير من السكّان أمام المخابز ليحصد من خلال ‏قصفه أكبر عدد ممكن من الضّحايا‎.‎
إنّ سياسة التّجويع والقتل الجماعي وحصد أكثر ما يمكن من الضّحايا هي إحدى ركائز ‏الكيان المحتلّ التي يريد أن يسجّلها في سجلاّت انتصاراته الوهميّة وتدخل هذه السياسة ‏في إطار محاولاته اليائسة لبثّ الرّعب وتخويف شعب تعوّد على التضحية والصّمود في ‏وجه آلة التدمير والتّقتيل.. شعب كلّ ما زاد الاحتلال في جرائمه زاد هو تشبّثا بالأرض ‏ودفاعا عن الوطن‎.‎
إنّه الشعب الذي انجب الشاعر توفيق زيّاد الذي كانت وظلّت وستبقى كلماته رصاصا ‏يتسلّح به الفدائيون في كل لحظات الكفاح ضدّ المحتلّ ووحشيته‎:‎
فلتسمع كل الدنيا ... فلتسمع
سنجوع .. ونعرى
قطعا .. نتقطع
ونسفّ ترابك
يا أرضا تتوجع
ونموت .. ولكن
لن يسقط من أيدينا
علم الأحرار المشرع
لكن .. لن نركع‏
للقوة .. للفانتوم ... للمدفع
لن نخضع
لن يخضع منا
حتى طفل يرضع
--------------------------
جريدة طريق الثورة