غزة كربلاء العصر


أسامة هوادف
2023 / 11 / 22 - 00:48     

إن غزة هي كربلاء العصر وأهلها أصحاب الأخدود هذا زمان، فكما خذل أغلبية المسلمين سيدنا الحسين -عليه السلام- في موقعة كربلاء المقدسة، يخذل أغلبية المسلمين أهل غزة اليوم، وأنهار دماء الشهداء المتدفقة على أرض غزة تصبغها حمراء قانية تلعن كل متخاذل وحاكم وعميل وصامت ومتفرج، في كربلاء صاح سيدنا الحسين عليه‌ السلام لما لقي جيش طغاة صاحيا لا فيمن حاصره وطوقه، ولا فيمن يرقبونه يقتل ولم يتدخلوا بل صاح في الأمة إلى قيام ساعة صاح وهو ممسك لحيته قائلا: «أما من مغيث يغيثنا لوجه الله، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله)) لم يقلها الحسين خوفا أو مهابة الموت بل من أجل أن يقيم الحجة على المسلمين في زمانه ويقيم الحجة على المسلمين إلى يوم القيامة كلما رأوا أمثال الحسين يقتلهم من يحاصرونه ولا يتحركون لنجدته، ما أن سمع الحر بن يزيد الرياحي وكان ضمن جيش طغاة حتى خرج منه قاصدا سيدنا الحسين وهو يصرخ لبيك يا حسين لما وقف الحر بين يدي الحسين عليه السلام، قال له: "يا ابن بنت رسول الله، كنت أول من خرج عليك أفتأذن لي أن أكون أول مقتول بين يديك لعلي أبلغ بذلك درجة الشهداء فألحق بجدك صلى الله عليه وآله وسلم؟"
فقال له الإمام عليه السلام: "فاصنع -يرحمك الله- ما بدا لك"، ومن ثم تقدم الحر نحو الميدان وخاطب أهل الكوفة فحمل عليه الأعداء يرمونه بالنبال الكثيرة.
ويدعي المؤرخون بأن أول من تقدم إلى قتال القوم الحر بن يزيد الرياحي وهو يرتجز الشعر فقاتلهم ما بين كر وفر حتى عقر فرسه فوقع وبقي الحر راجلا، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه يقاتل قتال الأبطال حتى هجم عليه جماعة فصرعوه وجرح جراحات بليغة فجيء به نحو الحسين عليه السلام ووضعوه بين يديه وفيه رمق، فأخذ الحسين عليه السلام يمسح بيديه المباركتين وجهه ويقول له: "أنت الحر كما سمتك أمك حرا، وأنت الحر في الدنيا والآخرة".
وبعد أن سمع الحر هذه البشارة من الإمام عليه السلام فاضت روحه رضوان الله عليه.
ألا نجد حر مثل الحر يخرج من بين الجيوش العربية ومن بين جموع الأمة الغافلة يصرخ صرخة الحر لبيك يا غزة، ويقول سوف أكون أول مقتول في نصرتك يا غزة، وأكون أول مدرج بدمائه في سبيل نصرة مسرى رسول الله.
سيدنا الحسين في كربلاء قال إذا كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني، وليوم أبطال غزة يقولون إذا كان تحرير الأقصى لا يكون إلا بتطاير أشلائنا يا قنابل أمريكا خذينا .
سيدنا الحسين عليه السلام في كربلاء حين رأى قادة جيش الظالمين ورأى إصرارهم على إرغامه على الاستسلام والبيعة في ذلك اليوم، أعلن رفضه قائلا: "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة، وهيهات له ذلك مني، هيهات منا الذلة، أبى الله ذلك لنا ولرسوله والمؤمنون، وحجور طهرت، وجدود طابت، وأنوف حمية، ونفوس أبية أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام" واليوم أبطال القسام يرفعون شعاره هيهات منا الذلة في وجه نظام العالمي الجائر والصهيونية العالمية وأذنابها من أحفاد أبي رغال.
حكام الأنظمة الوظيفية العربية يقولون لا ندخل في الحرب من أجل أن نحفظ جيوشنا لأوطاننا وشعوبنا، ولكن سيدنا الحسين عليه سلام لم يقل أحفظ نفسي وأطفال بيت النبوة لمسلمين، بل ضحى بنفسه وأهله من أجل الإسلام، وحكام العرب لا يحفظون جيوشهم إلا من أجل عروشهم المتهاوية.
بعد أستشهاد سيدنا الحسين قال زيد بن أرقم في وجه أعيان القبائل: أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم أبن فاطمة، وأمرتم أبن مرجانة، فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم، فرضيتم بالذل، فبعدا لمن رضي بالذل!
وأنا أحمل شعارك يا ابن أرقم وأحمل كلماتك وأقولها الآن من جديد أخاطب كل من ينتسب إلى الإسلام وإلى العروبة، أنتم يا معشر المسلمين والعرب العبيد بعد اليوم، ترون مقتل أمثال الحسين من الأحرار الذين انتفضوا من أجل مسرى رسول الله وتأمرون عليكم أحفاد القردة والخنازير كبايدن وماكرون ونتنياهو ويسوسونكم، ويديرونكم كما يريدون، ويفرضون عليكم ما يشتهون والله والله سيقتلون خياركم، ويستعبدون شراركم، فرضيتم بالذل، فبعدا لمن رضي بالذل!
أما أنا فأقول إذا كان تحرير الأقصى لا يكون إلا بتمزق أشلائي يا قنابل الصليبين مزقيني.