معاداة الشيوعية ومئات الملايين من ضحايا الرأسمالية


طلال الربيعي
2023 / 11 / 19 - 00:52     

ترجمة: طلال الربيعي
...........
هناك تصاعد حاد في معاداة الشيوعية يتغلغل في الولايات المتحدة وكندا، فضلاً عن بلدان الاتحاد الأوروبي. وتتمثل قلعتها الرئيسية في الزعم الوهمي والافترائي في نفس الوقت بأن الشيوعية تسببت في سقوط مائة مليون ضحية، وهو الشعار الجذاب الذي تم إضفاء الإثارة عليه من خلال مجلد دعائي صدر عام 1997 تحت عنوان " الكتاب الأسود للشيوعية" . وهو يناسب حملة تقريع الصين في الآونة الأخيرة، حيث يتم الخلط بين الحزب الشيوعي الصيني والشيوعية بشكل مقصود. وربما يعكس رد الفعل غير المحسوب هذا جزئيا مخاوف الطبقة الحاكمة إزاء الشعبية المتزايدة للأفكار الاشتراكية الحقيقية. وفي هذا يمكن أن يكون علامة إيجابية. ومن المؤسف أنه حتى بعض الاشتراكيين الذين يعتبرون أنفسهم اشتراكيين يقعون في فخ الاصطياد الأحمر المعتاد من خلال إنكارهم الشديد لأي تشابه "عائلي" مع الشيوعية. أو الأسوأ من ذلك أنهم يتبنون وينشرون الخطاب المناهض للشيوعية بأنفسهم.

إن هذه الهجمات اليمينية واليسارية على الشيوعية تغذي العودة إلى معاداة الشيوعية في الأطر القانونية للديمقراطيات الليبرالية وتهدد الآفاق السياسية والسلامة الشخصية للاشتراكيين من أي فئة. إن معاداة الشيوعية يجب أن تكون غير مقبولة وأن يتم تحديها بقوة مثل المعادلة الجاهلة بين ال الاناركية والفوضى والإرهاب.

ولتجنب سوء الفهم، فإن الموقف المتخذ هنا هو أنه يجب انتقاد اشتراكية الدولة بشكل صارم. بل ويمكن رفضه بشكل قاطع، بشرط وضع بدائل عملية وعدم الاكتفاء بالحديث عنه. وبدلاً من ذلك، فإن معاداة الشيوعية لا تحقق أكثر من مجرد تعزيز الأيديولوجية الرأسمالية وعرقلة تقدم أي مشروع أو سياسة اشتراكية. ثانياً، ليست الديمقراطية هي القضية المطروحة، بل الديمقراطية الليبرالية، وهي أحد المظاهر السياسية للرأسمالية.

وبعيدًا عن تنظيم حركة مضادة، وهو أمر غير ممكن عن طريق مجلة أكاديمية، هناك انتقادات مهمة يمكن تقديمها فيما يتعلق بالخطابات المعيبة المناهضة للشيوعية المنتشرة حاليًا في البلدان الرأسمالية الأساسية. إحدى أهم الطرق التي يمكن للباحثين اليساريين من خلالها التصدي للجهود الرامية إلى تشويه سمعة الاشتراكية هي الاستشهاد بأدلة فعلية، خاصة عندما يتم الحديث عن أعداد قتلى غريبة فيما يتعلق باشتراكية الدولة. إن تقييم اشتراكية الدولة هو خارج نطاق المقال، لكن أقل ما يمكن قوله هو أنه كانت هناك أشكال متعددة لاشتراكية الدولة، بعضها بغيض وبعضها ملهم. ومن بين الأمثلة السابقة، الاتحاد السوفييتي تحت حكم الفصيل الستاليني من البلاشفة، وكوريا الشمالية تحت حكم أسرة كيم، وألبانيا تحت حكم خوجا. ومن بين الأمثلة الملهمة كوبا، وفيتنام، ويوغوسلافيا، حيث تم تحقيق خطوات كبيرة للنهوض باوصاع اجتماعية مزرية. بالإضافة إلى ذلك، تغيرت جميع أنظمة الدولة الاشتراكية بشكل كبير بمرور الوقت، مما أدى في النهاية إلى تحسين وضع معظم العمال من خلال توفير الرعاية الصحية الشاملة، وضمان التوظيف والإسكان، ومحو الأمية الجماعية والتعليم المجاني، والسياسات التي تقوض العلاقات الأبوية والعنصرية. وقد تآكلت هذه المكاسب الاجتماعية التي تحققت بشق الأنفس بشدة، إن لم يتم تدميرها، في كل البلدان التي كانت انظمتها تتبنى اشتراكية الدولة سابقاً. وهي رغم ذلك إنجازات تاريخية يمكن بناء مستقبل اشتراكي أفضل علي اساسها، وذلك باستخدام الفهم النقدي والإدراك التاريخي المتأخر للمساعدة في استباق التدهور المؤسسي، والقمع السياسي، والأذى الاجتماعي العام.

من المؤكد أن هذه الادعاءات قابلة للنقاش، خاصة في مجلة كهذه. لقد كانت وجهات النظر والتفسيرات البديلة أو المتعارضة موضع ترحيب، حتى لو انتقد المؤلف الحالي بعضها. إن الانتقاد أمر جيد عندما يكون متضامناً مع الثورات الاشتراكية، ولكن لابد من التعبير عنه بوضوح بطرق لا تعطي أي مصداقية أو دعم للجهود الرامية إلى تشويه سمعة الاشتراكية.

إن ضرورة التعبير عن كل هذه الاشتراطات تشهد على وجود تحيز واسع النطاق وعميق ضد الشيوعية، والذي عندما يأتي من اليسار، ينتهي به الأمر إلى ترسيخ أيديولوجية برجوازية حيث تقف الستالينية مع جميع التيارات الاشتراكية وتكون عصا الانضباط ضد التعاونية, الشيوعية الأناركية، البلشفية، الشيوعية المجلسية، الماوية، الحكم الذاتي، وأي تيار اشتراكي آخر. إن الاختزال البرجوازي الشامل للاشتراكية في الستالينية والرفض الشامل لاشتراكية الدولة من قبل العديد من اليساريين يجتمعان لإخفاء الرعب القاتل الهائل الذي تمثله الرأسمالية، بما في ذلك نسختها الديمقراطية الليبرالية.

في هذه المناقشة أود أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أنه منذ وقت الثورة الروسية، تسببت المؤسسات الرأسمالية ككل في وفاة ما يقرب من 158 مليون شخص من خلال شن الحرب وحدها، حيث ساهمت الأشكال الديمقراطية الليبرالية من الرأسمالية بما لا يقل عن 56 مليون من الوفيات. ولا شك أن هذا التأثير الوحشي، الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، يصل إلى مئات الملايين من الوفيات الإضافية عندما نأخذ في الاعتبار قرونًا من الإبادة الجماعية وأنظمة العبودية، وعندما يتم احتساب جرائم القتل في المنزل، وفي العمل، وفي السجون، وفي الشوارع (بما في ذلك على يد الشرطة). ونظرًا لأن الدراسات حول مستوى المرض المرتبط بالعلاقات الرأسمالية نادرة ومحدودة، فإن الوفيات المرتبطة بالحرب توفر مجموعة من الأدلة الأقل قابلية للدحض لدى معارضة التشهير المناهض للشيوعية.

التشهير والإعلانات والقوانين ضد الشيوعية
ولو كان الأمر يتعلق فقط بمعالجة حيلة الإغراء الرخيصة المعتادة، لكان من السهل نسبياً رفض هذه الادعاءات الهزلية. والمشكلة هي أن هذه الحيلة الرخيصة مقبولة على نطاق واسع باعتبارها حقيقة في الولايات المتحدة والعديد من الديمقراطيات الليبرالية الأخرى، التي أصبح نطاقها الإمبريالي عالميًا. ولا يمكن تجاهل الدجالين أو تحديهم بسهولة عندما يكونون مسلحين بكامل ثقل المؤسسات الحاكمة والقواعد العسكرية في أكثر من مائة دولة. لعقود من الزمن، في دول مثل إندونيسيا، وإيران، وتركيا، وأوكرانيا، يمكن إلقاء القبض على أي شخص والحكم عليه بالسجن إما بسبب عرض رموز شيوعية أو نشر الأدب الشيوعي. ويبدو أن الديمقراطيات الليبرالية تحاول اللحاق بالركب (اعتقد انها نجحت بل وتفوقت. ط ا).

إن المقارنة بين فتك الأنظمة الاجتماعية لا توفر بوصلة أخلاقية، ومن الناحية السياسية، لا تؤدي إلى أية نتيجة . إن القتل أمر مروع، ويجب أن يكون منعه المنهجي أساسًا صلبًا لأي شكل من أشكال الاشتراكية. ومع ذلك، فإن افتراء "100 مليون ضحية" يدعم القوانين والقرارات والإعلانات الصادرة حديثًا والتي تستهدف جميع الشيوعيين. لحد كبير يتم غرس التشهير في الأذهان من خلال الصحافة ويدعم نشط من أذناب الرأسمالية من المثقفين. ولابد أن يكون لدى مناهضي العنصرية سبب للقلق، وخاصة في الولايات المتحدة. وكما أظهر جيرالد هورن، تعرض الشيوعيون السود للاضطهاد بشكل غير متناسب.
Horne, Gerald. 1986. Black and Red. W.E.B. Du Bois and the Afro-American Response to the Cold War, 1944–1963. Albany: SUNY Press.
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=1986&author=Gerald.+Horne&title=Black+and+Red.+W.E.B.+Du+Bois+and+the+Afro-American+Response+to+the+Cold+War%2C+1944%E2%80%931963
يتم دائمًا استهداف الناشطين من الأقليات العرقية، بغض النظر عن قناعاتهم السياسية ومجتمعهم الأصلي، كجزء من الاستبداد الأخلاقي الذي يميز النظام الاستعماري الاستيطاني.
Kovel, Joel. 1997. Red Hunting in the Promised Land: Anticommunism and the Making of America. London: Cassell
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=1997&author=Joel.+Kovel&title=Red+Hunting+in+the+Promised+Land%3A+Anticommunism+and+the+Making+of+America
ولا يتطلب الأمر سوى القليل من الجهد لتوسيع نطاق مثل هذا التشريع القائم على التشهير ليشمل في نهاية المطاف كل الاشتراكيين.

وتعمل الولايات المتحدة والعديد من الدول التابعة لها التي استحوذت عليها مؤخراً (مثل الدولتين المجرية والبولندية) على الترويج للأكاذيب وسط ضجة كبيرة تتسم بالثقة بالنفس. تُنصب التماثيل وتُقام الاحتفالات في أمريكا الشمالية وأوروبا لإحياء ذكرى ضحايا ليس الأنظمة الفعلية، بل ضحايا الفكر الشيوعي ذاته. وفي الولايات المتحدة، منذ عام 1993 (القانون العام 103-199، القسم 905)، أصبح إحياء ذكرى مناهضة الشيوعية التزامًا قانونيًا يتزامن مع الذكرى السنوية للثورة الروسية. في 19 سبتمبر 2019، أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا يدين الشيوعية، ويساوي بينها وبين الشمولية، بما في ذلك النازية
European Parliament. 2019. “European Parliament Resolution of 19 September 2019 on the Importance of European Remembrance for the Future of Europe.” https://www.europarl.europa.eu/doceo/document/TA-9-2019-0021_EN.html
وقد توسع هذا التكتيك في قرار مماثل صدر في عام 2009 في أعقاب إعلان عام 2008 عن يوم لإحياء ذكرى ضحايا "الستالينية" والنازية (يوم الشريط الأسود... وربما أسود مثل أصحاب القمصان السوداء الفاشية!). ولم يأتي الدعم لمثل هذا الإجراء من جانب المشتبه بهم المعتادين من جناح اليمين فحسب، بل وأيضاً من أمثال التحالف الحر الأوروبي الأخضر. إنه جزء من حملة طويلة من تشويه وقمع الشيوعيين من خلال معادلات كاذبة بشكل واضح، وفي بعض الأحيان التزييف الوقح للتاريخ والنفاق المطلق، بالنظر إلى التحريض التاريخي للديمقراطيات الليبرالية على دعم النازية وحماية معظم النازيين بعد الحرب
ockhill, Gabriel. 2020. “Liberalism and Fascism: Partners in Crime.” Counterpunch, October 14. Accessed December 7, 2020. https://www.counterpunch.org/2020/10/14/liberalism-and-fascism-partners-in-crime/.

وفي الجماعات اليسارية المؤسسية الخارجية، مثل التحالف الحر الأوروبي الأخضر، يبذل الاشتراكيون الذين يصفون أنفسهم هكذا جهدًا كبيرًا لإبعاد أنفسهم عن الشيوعية عمومًا أو عن ذلك النوع من الاشتراكية الممثلة في الحكومة البوليفارية. يشارك حزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE) بنشاط في فرض العقوبات على الشعب الفنزويلي وليس لديه اي ممناعة ليوم الشريط الأسود. ويقيم جزء من جناح ساندرز في الحزب الديمقراطي الأمريكي روابط واضحة مع الديمقراطية الاشتراكية الإسكندنافية البيضاء الصديقة للرأسمالية، مقارنة بكوبا "الاستبدادية"، على الرغم من أن ساندرز، يُحسب له، أشاد بالإنجازات العديدة للثورة الكوبية (وقد هوجم لهذا السبب في الصحافة الرأسمالية).

ومع ذلك، فإن الرسائل غالبًا ما تكون أكثر غدرًا حيث يتم نقلها على أنها أمور عرضية تتعلق بالواقع. في مقال حديث نشرته صحيفة The Nation، وهي مجلة أسبوعية يسارية كبرى في الولايات المتحدة، كان ادعاء حدوث "إبادة جماعية" بسبب المجاعة التي حدثت في أوكرانيا في ثلاثينيات القرن العشرين ــ وهو محور تهمة 100 مليون ضحية ــ بمثابة مقدمة لانتقادات موجهة إلى العلماء الذين، كما يُزعم، مثل ليسينكو، ساعدوا وحرضوا على السياسات القاتلة التي تستهدف الجماهير. كمثال للمقارنة هو الإهمال القاتل لإدارة ترامب الأمريكية فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19.
Gonsalves, Gregg. 2020. “The New Lysenkoism in Washington.” The Nation, July 19. Accessed July 20, 2020. https://www.thenation.com/article/society/lysenkoism-fauci-cdc-coronavirus/.
إن الإشارة غير المبررة إلى ادعاء كاذب (100 مليون) يتم دمجها مع القياس الخادع والمقارنة المغرضة. ليس هناك نظير بين الليسينكو وستالين في إنكار الوباء وترامب. إن ركوع علماء الولايات المتحدة المهنيين إلى السلطة لا يحمل أي تشابه مع نتائج الصراعات السياسية التي انتهت بانتكاسة لعلم الوراثة في الاتحاد السوفييتي والتي قوضت المقاومة الاشتراكية المشروعة لعلم تحسين النسل في ثلاثينيات القرن العشرين
oll-Hansen, Nils. 2005. “The Lysenko Effect: Undermining the Autonomy of Science.” Endeavour 29 (4): 143–147.
https://www.webofscience.com/wos/woscc/full-record/WOS:000234561700001?SID=EUW1ED0F6DamGZQVZUdHCoZ7t4zu5

وفي الوقت نفسه، فإن التركيز الذريع على الاتحاد السوفييتي في عهد ستالين هو الجزء المغرض من هذا التشبيه. وينبغي أن يثير المخاوف بين اليساريين، خاصة عندما يرتدي مجازًا مفضلاً كثيرًا بين القوميين البيض. وما لم يكن المؤلف جاهلا حقا، فإن السياسة الرجعية واضحة. لا ينبغي أن يكون من الصعب للغاية أن نفكر أولاً في الاحتيال ذي الدوافع المهنية والذي يسود العلوم في الولايات المتحدة - سواء تحت عباءة تحسين النسل، أو الإفراط السكاني المالتوسي، أو الحتمية البيئية - والذي كان تاريخيًا متواطئًا في عمليات إبادة جماعية فعلية وموثقة. . هذه تشبيهات أكثر شرعية يمكن للمرء أن يستخدمها للعلم المحتال الحالي المتعلق بالوباء والذي يخدم الأقوياء. من الواضح أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، على الأقل داخل التيار الرئيسي أو اليسار المؤسسي، لدحض تهمة "100 مليون ضحية" بكل مظاهرها.

ناهيك عن أن معظم الضحايا على الأرجح كانوا شيوعيين أو أي نوع آخر من اليساريين المناهضين للرأسمالية. ناهيك عن الأخطاء التاريخية الفادحة، والتأكيدات غير المدعومة، والخيال الصريح السائد في الكاتب الاسود، والذي يستند إليه الاتهام (على سبيل المثال
Ghodsee, Kirsten. 2014. “A Tale of ‘Two Totalitarianisms’: The Crisis of Capitalism and the Historical Memory of Communism.” History of the Present: A Journal of Critical History 4 (2): 115–142
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=4&publication_year=2014&pages=115-142&journal=History+of+the+Present%3A+A+Journal+of+Critical+History&issue=2&author=Kirsten.+Ghodsee&title=A+Tale+of+%E2%80%98Two+Totalitarianisms%E2%80%99%3A+The+Crisis+of+Capitalism+and+the+Historical+Memory+of+Communism
انظر أيضًا
Cheng, Enfu, and Zhihua Zhan. 2018. “A Study of Unnantural Deaths during the Difficult Three Year Period in China, 1959–1961.” Science & Society 82 (2): 171–202.
https://www.webofscience.com/wos/woscc/full-record/WOS:000427612200003?&SID=EUW1ED0F6DamGZQVZUdHCoZ7t4zu5
و
Getty, J. Arch, and Oleg V. Naumov. 1999. The Road to Terror: Stalin and the Self-Destruction of the Bolsheviks, 1932–1939. Translated by Benjamin Sher. New Haven: Yale University Press
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=1999&author=J.+Arch+Getty&author=Oleg+V.+Naumov%26&title=The+Road+to+Terror%3A+Stalin+and+the+Self-Destruction+of+the+Bolsheviks%2C+1932%E2%80%931939)
اعترف اثنان من مؤلفي الكتاب الاسود بالدراسة الخادعة وراء هذا الادعاء الغريب بعد وقت قصير من نشر الكتاب
Aronson, Ronald. 2003. “Communism’s Posthumous Trial.” History and Theory 42: 222–245. [
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=42&publication_year=2003&pages=222-245&journal=History+and+Theory&author=Ronald.+Aronson&title=Communism%E2%80%99s+Posthumous+Trial
و
Chemin, Ariane. 1997. “Les Divisions d une Équipe d Historiens du Communisme” [Divisions within a Research Team of Historians of Communism]. Le Monde, October 31
https://www.lemonde.fr/archives/article/1997/10/31/les-divisions-d-une-equipe-d-historiens-du-communisme_3811179_1819218.html

وهذا النوع من التشهير ليس بالأمر الجديد. فهو جزء من الترسانة الأيديولوجية الأوسع المستخدمة لإضفاء الشرعية على الحكم الرأسمالي وتعزيزه، وخاصة في الديمقراطيات الليبرالية. وهناك حجة مماثلة باطلة بشأن جمهورية الصين الشعبية، قدمها أكاديمي بتكليف من مجلس الشيوخ الأمريكي في الثمانينيات
“Review: Deaths in China due to Communism: Propaganda versus Reality by Stephen Rosskamm Shalom.” The China Quarterly 104: 718–720.
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=104&publication_year=1985&pages=718-720&journal=The+China+Quarterly&author=Thomas+P.+Bernstein&title=Review%3A+Deaths+in+China+due+to+Communism%3A+Propaganda+versus+Reality+by+Stephen+Rosskamm+Shalom

الرد على التشهير المناهض للشيوعية من خلال إحصاء ضحايا الحروب الرأسمالية
عادة، رد اليساريون على الاتهامات الموجهة إلى "الشيوعية" من خلال مناقشة دقة الإحصائيات المذكورة ومنطق الحجج المقترحة. كما جادل تشومسكي باقتدار
Chomsky, Noam. 2016. Counting the Bodies.”
https://scholar.google.com/scholar?hl=en&q=Chomsky%2C+Noam.+2016.+%E2%80%9CCounting+the+Bodies.%E2%80%9D+Spectrezine+9.+Accessed+December+21%2C+2020.+http%3A%2F%2Fwww.spectrezine.org%2Fglobal%2Fchomsky.html.
باستخدام النتائج التي توصل إليها أمارتيا سين Amartya Sen (اقتصادي وفيلسوف هندي
https://www.google.com/search?gs_ssp=eJzj4tDP1TdIySpMNmD04k7MTSwqqUxUKE7NAwBVGAeL&q=amartya+sen&rlz=1CAPKUQ_enAT1074&oq=Amartya+Sen&gs_lcrp=EgZjaHJvbWUqBwgBEC4YgAQyCggAEAAY4wIYgAQyBwgBEC4YgAQyBwgCEC4YgAQyBwgDEAAYgAQyBwgEEC4YgAQyBwgFEAAYgAQyBwgGEAAYgAQyBwgHEAAYgAQyBwgIEAAYgAQyBwgJEC4YgATSAQk2NDU3ajBqMTWoAgCwAgA&sourceid=chrome&ie=UTF-8
ط.ا )
يمكننا, حسب تشوميسكي, تطبيق نفس النهج الذي اتبعه مؤلفو الكتاب الاسود لنستنتج
that in India the democratic capitalist “experiment” since 1947 has caused more deaths than in the entire history of the “colossal, wholly failed … experiment” of Communism everywhere since 1917: over 100 million deaths by 1979, tens of millions more since, in India alone
تسببت "التجربة" الرأسمالية الديمقراطية في الهند منذ عام 1947 في وفيات أكثر مما تسبب في تاريخ "التجربة الهائلة الفاشلة تمامًا" للشيوعية في كل مكان منذ عام 1917: أكثر من 100 مليون حالة وفاة بحلول عام 1979، وعشرات الملايين منذ ذلك الحين. في الهند وحدها."

ينبغي لهذا أن يضع حدًا للأمر، ولكن يمكننا، بل ينبغي لنا، أن نذهب إلى أبعد من ذلك ونلوم الرأسماليين على كل الوفيات المرتبطة بالاستعمار والإمبريالية والحروب بين الرأسمالية والمجاعات والوفيات المبكرة بسبب الحوادث الصناعية والإهمال في مكان العمل وعدم كفاية الرعاية الصحية في جميع البلدان خارج "الكتلة الشيوعية". وعند القيام بذلك، فإن رقم ضحايا الرأسمالية يتراوح بلا شك إلى مستويات تتضاءل بسهولة مع الرقم الأسطوري البالغ 100 مليون (تتقوق على هذا الرقم بكثير. ط.ا). إن حجم الوفيات الذي يمكن إرجاعه إلى سياسات السوق الحرة مذهل، بما في ذلك فظائع مثل التسمم المتعمد للسكان المحليين في مينيماتا (اليابان)، ومؤخراً في فلينت (ميشيغان، الولايات المتحدة)، فضلاً عن "حادث" بوبال (الهند). ، أسوأ حادث صناعي على الإطلاق. ومع ذلك، فإن البحث عن جميع المعلومات المروعة والحصول عليها سيحتاج إلى سنوات من الدراسة المخصصة، إلى جانب التمويل السخي. ستكون المهمة ضخمة مثل ضخامة التدمير الرأسمالي (للحصول على وصف أكثر شمولاً يعتمد على العديد من دراسات الحالة الإقليمية، انظر Leech 2012 ).
012. Capitalism: A Structural Genocide. London: Zed Books.
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2012&author=Garry.+Leech&title=Capitalism%3A+A+Structural+Genocide

بأخذ الأدلة من تشومسكي، أود أن أعطي أنصار خدعة "المائة مليون ضحية" طعمًا لمنهجيتهم الخاصة من خلال فحص الوفيات المرتبطة بالحرب والتي تسببت فيها الرأسمالية فقط. وأنا أفحص هنا الفترة من عام 1914 إلى عام 1992، أو منذ بداية الحرب العالمية الأولى، التي ترتبط بها الثورة الروسية ارتباطًا وثيقًا، حتى أوائل التسعينيات، عندما لم يبق أي بلد "شيوعي" تقريبًا. ومن المؤكد أنه لم تشارك أي دولة اشتراكية في "حرب شاملة" منذ ذلك الحين. البيانات مأخوذة بشكل رئيسي من ويكيبيديا
“List of Wars by Death Toll.”
https://en.wikipedi.a.org/wiki/List_of_wars_by_death_toll#Modern_wars_with_greater_than_25,000_deaths_by_death_toll
وغيرها من المصادر لما لم يُنشر في ويكيبيديا، مثل الإبادة الجماعية ضد الشيوعية في إندونيسيا.
Bevins, Vincent. 2020. The Jakarta Method. Washington’s anti-Communist Crusade & the Mass Murder Program that Shaped Our World. New York: Public Affairs.
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2020&author=Vincent.+Bevins&title=The+Jakarta+Method.+Washington%E2%80%99s+anti-Communist+Crusade+%26+the+Mass+Murder+Program+that+Shaped+Our+World

وفي حالات ليست قليلة، تمتد فترة الصراع إلى ما هو أبعد من الفترات التاريخية المستخدمة. لم يكن من الممكن العثور على بيانات كافية لتناسب فترة زمنية متوافقة مع التحليل المقارن الذي تم إجراؤه في هذه المقالة. ومع ذلك، فإن إجمالي الوفيات الناجمة عن الصراعات التي تعبر الفترات التاريخية المختارة ليس لها تأثير يذكر على مجاميع وفيات الحرب لكل نظام اجتماعي (الرأسمالية أو "الشيوعية"). هذه التناقضات لها تأثير أقل على المجاميع الإجمالية من عام 1914 حتى عام 2020، وهو الأساس الرئيسي للحجة المقدمة هنا.

في أعقاب تفضيل مناهضي الشيوعية لتضخيم الأرقام (بصرف النظر عن إلقاء اللوم على أولئك الذين هم ضحايا تاريخيون للعدوان)، سأذهب بلا تردد وبشكل متعمد إلى أعلى مجاميع الوفيات، حتى لو كان ذلك بشكل توضيحي فقط، وسأكون مرتاحًا تمامًا بشأن منطق الذنب. وبغض النظر عن ذلك، فسوف يصبح من الواضح أن حتى قصر المناقشة على البيانات التي يمكن استرجاعها بسهولة أكبر عن الوفيات المرتبطة بالحرب (باستخدام حتى التقديرات الأكثر تقييدا ​​من الناحية الإحصائية) يعطي الكثير من الأسباب لاعتبار الرأسمالية أكثر فتكا من أي "شيوعية" اسمية بعدة اضعاف . ومن المسلم به أن هذه الممارسة الفكرية المحدودة لها ميزة تقديم التقليل الفادح من قدرة الرأسمالية على القتل. بعبارة أخرى، إذا كانت الرأسمالية تتسبب في وفيات من خلال الحرب فقط أكثر من أي رعب يحدث من خلال "الشيوعية" المزعومة، فإن ذلك يعني أن الرأسمالية يجب أن تكون محور الاهتمام الرئيسي.

وبصرف النظر عن أن الإحصائيات المتعلقة بالوفيات المرتبطة بالحرب التي أصبحت متاحة بسهولة وعلى نطاق واسع، فإن التركيز على الحرب أمر منطقي أيضًا لأن الرأسمالية عرضة بشكل جوهري للحرب. لا ينبغي أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لفهم السبب. الصراع العنيف هو في نهاية المطاف ما يحدث عندما تكون هناك مجموعات اقتصادية حاكمة تتنافس باستمرار للاستيلاء على الموارد وانتزاع العمالة من الطبقات المضطهدة. وتنخرط الطبقات الحاكمة الرأسمالية في مناورات متواصلة للتنافس مع بعضها البعض والتفوق على المجموعات الاقتصادية الحاكمة في أماكن أخرى من أجل مراكمة القدرة الاقتصادية إلى ما لا نهاية على بقية المجتمع. الحرب هي الطريقة الرئيسية لكسب اليد العليا في المنافسة التي لا نهاية لها والمطلوبة لتراكم رأس المال الذي لا نهاية له.

حصيلة ضحايا الحروب الرأسمالية
لإجراء مقارنة سريعة مع المجموع الكلي "مائة مليون ضحية للشيوعية" من كافة الأسباب، نستطيع أن نبدأ بالحرب العالمية الأولى. فقد تسببت أنظمة ديمقراطية ليبرالية في أغلبها في حرب مع بعضها البعض بنحو 23 مليون حالة وفاة مباشرة. ثم مات ما بين سبعة إلى 12 مليون شخص في الحرب الأهلية الروسية، خلال الفترة من 1917 إلى 1923
(مودسليالاقتباس2009 ). وهذا يُعزى تمامًا إلى ان الأنظمة الرأسمالية منذ أن تدخلت لسحق الثورة (حاول القياصرة القيام بانقلاب عسكري حتى قبل ذلك، مما أدى إلى تسريع الثورة). حاولت القوات القيصرية (الجيش الأبيض) عبثًا إعادة فرض دكتاتورية رومانوف، بينما أرسلت الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الكثير من المساعدات العسكرية وغزت البلاد بعشرات الآلاف من القوات لدعم المارقين من الجيش الأبيض. خلال تلك الاضطرابات، أدت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة التركية (1919-1923) إلى مقتل ما لا يقل عن ربع مليون شخص، معظمهم من الأرمن. منذ أوائل العشرينيات وحتى الثلاثينيات، قتلت الحكومة الإيطالية ما يقرب من 400 ألف شخص في إثيوبيا (1923-1936) و80 ألفًا في برقة (بشكل رئيسي في الثلاثينيات). وفي أمريكا الجنوبية، تسببت حرب تشاكو 1932-1935 (بين بوليفيا وباراغواي) في مقتل 130 ألف شخص. ارتبطت الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، التي تم دعمها بالكامل من قبل الأنظمة الرأسمالية بجميع أنواعها (من الليبرالية إلى الاستبدادية)، بما يتراوح بين ربع مليون ومليون حالة وفاة، مع عدم اليقين الواسع النطاق بسبب قمع المعلومات. من قبل دكتاتورية فرانكو (1939-1975)، والتي دعمتها الديمقراطيات الليبرالية طوال فترة وجودها.
(حسب معهد واتسون من جامعة براون تسبب الاحتلال الامربكي للعراق وحده في وقوع ضحايا بين المدنيين تقدر ب 280,771-315,190
IRAQI CIVILIANS
https://watson.brown.edu/costsofwar/costs/human/civilians/iraqi
ط.ا)

من ناحية أخرى، مات ما بين 70 إلى 85 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية، وهي حرب سببتها الدول الرأسمالية
وحلفاءهما الفاشيون. كما دعمتها العديد من الشركات الكبرى (فيات، كروب، فولكس فاجن، فورد، آي بي إم، وما إلى ذلك) واستفادت من الأنظمة الفاشية والنازية التي فرضت الحرب. وهذا لا عجب فيه. كانت تلك الديكتاتوريات تقوم على الدفاع عن الملكية الخاصة، وخصخصة الأصول العامة (ضد الاتجاه العام في ذلك الوقت)، وخرق النقابات، واضطهاد وقتل اليساريين من أي نوع. وكانت الأرباح الناتجة للعديد من الرأسماليين هي ارتفاع الأرباح وزيادة السيطرة على السوق.
Against the mainstream: Nazi privatization in 1930s Germany1
G Bel
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2006&journal=Social+Science+Research+Network&author=Germ%C3%A1+Bel&title=Against+the+Mainstream%3A+Nazi+Privatization+in+1930s+Germany&doi=10.2139%2Fssrn.895247
و
Fascist Italy and Nazi Germany: thefascist style of rule
AJ De Grand
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=1995&author=Alexander+J.+De+Grand&title=Fascist+Italy+and+Nazi+Germany%3A+The+%E2%80%9CFascist%E2%80%9D+Style+of+Rule

ولا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أن الغالبية العظمى من الناس الذين قتلوا في هذه الحرب كانوا يعيشون في شرق آسيا وأوروبا الوسطى والشرقية. لقد قُتلوا بأغلبية ساحقة على يد الإمبرياليين اليابانيين والألمان والإيطاليين وحلفائهم المحليين. وبطبيعة الحال، تمكنت الولايات المتحدة الديمقراطية والمحبة للحرية من قتل مائتي ألف مدني ياباني في غضون يومين باستخدام القنبلة الذرية. وبشكل عام، عانى الاتحاد السوفييتي والصين وحدهما من 26.6 و20 مليون حالة وفاة، على التوالي. وهذا يمثل أكثر من نصف إجمالي ضحايا الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، في الديمقراطيات الليبرالية، يتم تغذية المرء باستمرار بصور وروايات عن الأوروبيين الغربيين البيض كونهم الضحايا الرئيسيين. هذه هي العقلية المبهمة الفاحشة التي يتم حث الناس في ديمقراطيات السوق الحرة على تطويرها منذ الطفولة.

بمجرد البدء بهذه المحاسبة المروعة، يصل المرء بالفعل إلى ما يقرب من 101 مليون ضحية للرأسمالية، باستخدام المتوسط ​​الهندسي الأكثر تقييدًا. يتم استخدام المتوسط ​​الهندسي هنا لجعل تقديرات الوفيات قابلة للمقارنة، لأنها يمكن أن تختلف بشكل كبير. إنه حوالي 120 مليونًا إذا اتبعنا النهج الفضفاض للأرقام التي يفضلها مناهضو الشيوعية (الجدول 1).
الجدول 1. وفيات الحرب المنسوبة إلى الرأسمالية، 1914-1945 (بعض الحروب مستمرة)
https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10455752.2021.1875603

بعبارة أخرى، في غضون ثلاثة عقود فقط (1914-1945)، قتلت الرأسمالية أكثر من جميع أشكال القتل المزعومة على مدار 75 عامًا تقريبًا من "الشيوعية". وكتقدير متحفظ، فإن عمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها الديمقراطيات الليبرالية خلال الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية وحدها تسببت في وفاة أكثر من 30 مليون شخص. وبصرف النظر عن جميع أنواع الوفيات الأخرى التي يسببها الرأسماليون، فإن هذه الإحصائية تستثني جميع عمليات الإبادة الجماعية التي وقعت قبل عقد واحد فقط من الحرب العالمية الأولى التي ارتكبتها الديمقراطيات الليبرالية أو ديمقراطيات السوق الحرة مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا العظمى وإيطاليا والولايات المتحدة.

الحروب الرأسمالية، بطبيعة الحال، بالكاد تنتهي بالحرب العالمية الثانية (الجدول 2).

https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10455752.2021.1875603

ومن عام 1946 إلى عام 1962، كان النظام الاستعماري الفرنسي مسؤولاً عن حوالي 400 ألف حالة وفاة في جنوب شرق آسيا، و35 ألف شخص في مدغشقر، وحوالي 750 ألف شخص في الجزائر. تسبب صراع غير معلن في أعقاب الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947 في مقتل ما بين 200 ألف ومليون ونصف المليون فيما أصبح يعرف الآن بالهند وباكستان.
Brass, Paul R. 2003. “The Partition of India and Retributive Genocide in the Punjab, 1946–47: Means, Methods, and Purposes 1.” Journal of Genocide Research 5 (1): 71–101
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=5&publication_year=2003&pages=71-101&journal=Journal+of+Genocide+Research&issue=1&author=Paul+R.+Brass&title=The+Partition+of+India+and+Retributive+Genocide+in+the+Punjab%2C+1946%E2%80%9347%3A+Means%2C+Methods%2C+and+Purposes+1

وفي عام 1948، وبحجة سحق التمرد، قتلت الدكتاتورية العميلة للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية 60 ألف شخص في جزيرة جيجو، أو حوالي ثلث سكانها. بين عامي 1948 و1958، تسببت حرب "المحافظين" على "الليبراليين" في كولومبيا ("La Violencia") في مقتل نحو 200 ألف شخص. وأدت حرب الاضطهاد في الفترة 1946-1949 ضد اليساريين اليونانيين (وليس الشيوعيين فقط) إلى مقتل 158 ألف شخص، بدعم مباشر من بريطانيا العظمى. أصبحت كوريا موقعًا للتوغل والعدوان الأمريكي، بمساعدة دول مثل أستراليا وكندا وفرنسا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، مما أدى إلى حرب أسفرت عن مقتل ثلاثة ملايين شخص. إذا أراد أحد المدافعين عن الرأسمالية الإصرار على أن الاتحاد السوفييتي وجمهورية الصين الشعبية هما المسؤولان، فيمكننا تقسيم الوفيات بطريقتين والإشارة إلى مليون ونصف حالة وفاة تتحمل الحكومات الديمقراطية الليبرالية المسؤولية عنها. خلال تلك الفترة نفسها، الخمسينيات، قتلت الحكومة البريطانية عشرات الآلاف من شعب الكيكويو، وذلك بشكل رئيسي عن طريق معسكرات الاعتقال
Anderson, David. 2005. Histories of the Hanged: Britain’s --dir--ty War in Kenya and the End of Empire. London: Weidenfeld and Nicolhttps://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2005&author=David.+Anderson&title=Histories+of+the+Hanged%3A+Britain%E2%80%99s+--dir--ty+War+in+Kenya+and+the+End+of+Empireson.

ثم هناك حروب مستمرة، مثل حرب الدولة التركية ضد المجتمعات الكردية (منذ عام 1921، حوالي 100 ألف حالة وفاة)، وبين الهند وباكستان حول كشمير (منذ عام 1947 كان هناك 93808 حالة وفاة)، وفي ناجالاند في الهند (منذ عام 1954، حوالي 34000 قتيل). . في الفترة من عام 1955 إلى عام 1975، تسبب التدخل العسكري الأمريكي والتدخل السياسي في فيتنام في مقتل أكثر من ثلاثة ملايين شخص، بالإضافة إلى 100 ألف آخرين على الأقل في لاوس (من الجدير بالذكر دائمًا: إنها الدولة الأكثر تعرضًا للقصف في التاريخ
Boland, Rosita. 2017. “Death from Below in the World’s Most Bombed Country.” The Irish Times, May 13. Accessed May 18, 2020.
https://www.irishtimes.com/news/world/asia-pacific/death-from-below-in-the-world-s-most-bombed-country-1.3078351
و150.000 في كمبوديا مع غارات القصف الشامل (مكنت الخمير الحمر من الاستيلاء على السلطة).

في الفترة من 1960 إلى 1996، شن الطغاة العسكريون الغواتيماليون حملة إبادة جماعية ضد مجتمعات المايا مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص.
Burt, Jo Marie. 2016. “From Heaven to Hell in Ten Days: The Genocide Trial in Guatemala.” Journal of Genocide Research 18 (2-3): 143–169.
https://www.webofscience.com/wos/woscc/full-record/WOS:000384462900002?SID=EUW1ED0F6DamGZQVZUdHCoZ7t4zu5
و
Snyder, Joshua R. 2019. “Should Transitional Justice Promote Forgiveness? Insights from Guatemala’s Recovery of Historical Memory Project.” Journal for Peace and Justice Studies 29 (1): 3–23.
https://www.pdcnet.org/peacejustice/content/peacejustice_2019_0029_0001_0003_0023

بين عامي 1965 و1966، قتل الجيش الإندونيسي، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، حوالي مليون شخص اعتبروا شيوعيين أو متعاطفين مع الشيوعية، بما في ذلك عن طريق التعذيب والإعدام في معسكرات الاعتقال.
Bevins, Vincent. 2020. The Jakarta Method. Washington’s anti-Communist Crusade & the Mass Murder Program that Shaped Our World. New York: Public Affairs.
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2020&author=Vincent.+Bevins&title=The+Jakarta+Method.+Washington%E2%80%99s+anti-Communist+Crusade+%26+the+Mass+Murder+Program+that+Shaped+Our+World

وفي نيجيريا، مات ما يقرب من مليوني شخص في حرب بيافرا 1967-1970. خلفت حرب إنشاء بنغلادش المستقلة (1971) ثلاثة ملايين قتيل، وأسفرت الحرب الأهلية اللبنانية (1975-2000) عن مقتل 150 ألف شخص آخرين. قام الجيش الإندونيسي، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، بغزو بابوا في عام 1962 واستمرت عمليات القتل بلا هوادة منذ ذلك الحين، مما أدى إلى مقتل 150 ألف شخص حتى الآن.
Nettoyage ethnique en Papouasie
https://www.monde-diplomatique.fr/2019/12/PATAUD_CELERIER/61147

في عام 1975، غزت نفس الدكتاتورية العسكرية، بدعم مرة أخرى من الولايات المتحدة وحلفائها، تيمور الشرقية، ونفذت، حتى عام 1999، إبادة ما يقرب من خمس شعب تيمور الشرقية، وهي نفس النسبة تقريبًا من الإبادة الجماعية في كمبوديا.
East Timor: genocide in paradise
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=1999&author=Matthew.+Jardine&title=East+Timor%3A+Genocide+in+Paradise
و
The United States and Genocide in East Timor
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=11&publication_year=1981&pages=44-61&journal=Journal+of+Contemporary+Asia&issue=1&author=Scott.+Sidell&title=The+United+States+and+Genocide+in+East+Timor

خلفت المزيد من الحروب منذ السبعينيات وحتى عام 1992 ملايين القتلى، حيث فقد أكثر من 140.000 شخص حياتهم في الصراعات العديدة التي خلفت ما بين 1000 إلى 25.000 ضحية. القائمة المذكورة أعلاه والتي تضم العشرات من حالات المذبحة الجماعية تجعل المجموع الإجمالي يصل إلى ما لا يقل عن 30.5 مليون حالة وفاة أخرى مرتبطة بالحرب (22.3 مليونًا وفقًا لمعايير أكثر تقييدًا) بين عامي 1945 و1992. دون حتى احتساب الحروب التي تم إجراؤها لإنشاء وتوسيع الدولة الإسرائيلية او عشرات الحروب التي أسفرت عن أقل من 25 ألف حالة وفاة، إن مساهمة الديمقراطيات الليبرالية في الوفيات المرتبطة بالحرب تعادل رقماً محافظاً يقارب 11 مليون قتيل، أو أكثر من 15 مليوناً وفقاً لحسابات أقل صرامة.

مقارنة وفيات الحرب الرأسمالية و"الشيوعية" المزعومة وما بعدها
جميع الحروب التي يمكن أن تعزى، ولو من بعيد، إلى الدول الاشتراكية اسميا ("الشيوعية") أو المتمردين الشيوعيين (الجدول 3)
Anti-Communism and the Hundreds of Millions of Victims of Capitalism
https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10455752.2021.1875603
يصل إلى حوالي ستة ملايين حالة وفاة (أو 7.4 مليون، إذا كان المرء يفضل تقديرات أكثر مرونة). ويشمل ذلك ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين ضحية لمذبحة الخمير الحمر المدعومة من الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في الفترة 1975-1979، والتي انتهت بتدخل الحكومة الفيتنامية التي يقودها الحزب الشيوعي . بمعنى آخر، باستخدام تقديرات متحفظة، منذ عام 1945 وحتى "زوال الشيوعية"، قتلت الحروب الرأسمالية، التي كان معظمها في ثوبها الديمقراطي الليبرالي (إذا شملنا الحرب بالوكالة، كما ينبغي للمرء)، ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف ما قتلته الحرب من قبل "الاستبدادية " الشيوعية." علاوة على ذلك، فإن الحكومات الديمقراطية الليبرالية وحدها قتلت ما لا يقل عن ضعف ما قتلته الحكومات "الشيوعية" خلال هذه الفترة نفسها.

لتلخيص الجدول 4،
Anti-Communism and the Hundreds of Millions of Victims of Capitalism
https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10455752.2021.1875603
(يمكن فتح الجداول في المقالة الأصلية. ط.ا)
فإن العدد الإجمالي المقدر لضحايا الحروب الرأسمالية في الفترة 1914-1992 يصل في النهاية إلى حوالي 158 مليونًا إذا ذهبنا إلى التقدير الأكثر مرونة (حوالي 123 مليونًا، بشكل أكثر تقييدًا). قارن هذا ليس فقط مع التأكيد المبالغ فيه على "مائة مليون ضحية للشيوعية"، والذي يتضمن كل قضية محتملة يمكن للمرء أن يخترعها، وليس الحرب فقط - عندها يصبح من الواضح إلى أي مدى قد تكون الرأسمالية أكثر فتكاً. يصل هذا التقدير إلى حوالي 1.6-2 مليون شخص يقتلون كل عام بسبب الحروب الرأسمالية. ومن ناحية أخرى، أدت الحروب المستوحاة من "الشيوعية" المزعومة إلى مقتل أقل قليلاً من مائة ألف شخص سنوياً (حتى عندما نبالغ في الأرقام). في الواقع، حتى عند استخدام "100 مليون ضحية للشيوعية" المختلقة جزئيًا، فإن رقم 1.3 مليون ضحية سنويًا (100 مليون مقسومًا على 78 عامًا) لا يزال يؤدي إلى وفيات أقل من الحرب الرأسمالية. وللتأكيد مرة أخرى، فإن الهدف هنا ليس إضفاء طابع نسبي على وحشية أنظمة الدولة الاشتراكية، بل وضعها في إطار مقارن أوسع. الهدف هو مواجهة الدعاية المناهضة للشيوعية. أولئك الذين يعتقدون أن الديمقراطية الليبرالية سلمية وأنها أفضل العوالم الممكنة قد يرغبون في إعادة التفكير في موقفهم. وكانت الحروب التي خاضتها الديمقراطيات الليبرالية أكثر فتكاً بخمسة إلى ستة أضعاف من الحروب التي شنتها الأنظمة السياسية "الشيوعية" اسمياً.

منذ انهيار الدول "الشيوعية"، أضيف ما لا يقل عن ثمانية ملايين ضحية أخرى (وما زال العدد في ازدياد) إلى الخسائر المروعة للحروب الرأسمالية، حوالي 285 ألف إلى 400 ألف سنويا، وتمثل الديمقراطيات الليبرالية أكثر من الثلث.الجداول 4و5).
Anti-Communism and the Hundreds of Millions of Victims of Capitalism

في غضون ثلاثة عقود من "سقوط الشيوعية"، تسببت الحرب الرأسمالية في مقتل عدد من الناس أكبر من إجمالي الوفيات التاريخية المرتبطة بالحرب المرتبطة بـ "الشيوعية". وتكرارًا، كل هذا يستثني الوفيات الناجمة عن الرأسمالية بسبب المجاعات، والكوارث الصناعية، وأشياء أخرى كثيرة يفضل المدافعون عن الرأسمالية نسيانها، أو عدم الإبلاغ عنها، أو عدم معرفتها على نطاق واسع.

الجدول 4. مقارنة الوفيات المرتبطة بالحرب بين الرأسمالية، ومتغيرها الديمقراطي الليبرالي، و"الشيوعية" المزعومة، 1914-2020.

الجدول 5. وفيات الحرب المنسوبة إلى الرأسمالية منذ عام 1992.

ولكن لماذا لا نتخلص من الهراء الخطابي ونستخدم حصيلة الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا "الإسبانية" أو أنفلونزا "كانساس"
The site of origin of the 1918 influenza pandemic and its public health implications
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=2&publication_year=2004&pages=3&journal=Journal+of+Translational+Medicine&issue=1&author=John+M.+Barry&title=The+Site+of+Origin+of+the+1918+Influenza+Pandemic+and+Its+Public+Health+Implications&doi=10.1186%2F1479-5876-2-3
كرد على الديماغوجيين المناهضين للشيوعية؟ وباستخدام نفس المنطق التضخمي، فإن ذلك سيكون بالفعل حوالي 100 مليون حالة وفاة هناك، أي ما يعادل "100 مليون ضحية مزعومة للشيوعية" في غضون بضع سنوات فقط. ففي نهاية المطاف، بما أن الشيوعيين متهمون بالتسبب في وفيات جماعية من خلال سياساتهم، فيمكننا بنفس السهولة أن نتهم الرأسماليين الديمقراطيين الليبراليين بفشلهم في منع انتشار الأنفلونزا والإهمال في مسائل الرعاية الصحية الأساسية. في الواقع، فإن الإهمال سيكون بخسا. لقد كان التخطبط الرأسمالي والسياسات العسكرية المتعمدة هو الذي تسبب في هذا الرقم المروع للوفيات. حتى لو اعتمد المرء على التقديرات المعاد حسابها مؤخرًا والتي تقدر إجمالي الوفيات بنحو 50 مليونًا.
The influenza of 1918: Evolutionary perspectives in a historical context
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&volume=2018&publication_year=2018&pages=219-229&journal=Evolution%2C+Medicine%2C+and+Public+Health&author=Margaret.+Humphreys&title=The+Influenza+of+1918.+Evolutionary+Perspectives+in+a+Historical+Context

يمكن إلقاء اللوم بشكل لا لبس فيه على الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية، على الأقل، في فترة من المعدلات السنوية غير المسبوقة تاريخيا للموت الجماعي. وفي الظروف الحالية لجائحة كوفيد-19، يبدو أنه لم يتغير الكثير في هذا الصدد داخل الديمقراطيات الليبرالية.

مقاومة معاداة الشيوعية لبناء مستقبل مستدام بيئيًا وخاليًا من الطبقات وخاليًا من الدولة
وإذا نظرنا إلى هذا باعتباره ممارسة عددية متعمدة ومتحيزة، فمن المؤكد أنه أقل بكثير من الادعاء بوفاة "100 مليون" بسبب "الشيوعية"، كما يزعم مناهضو الشيوعية. وخلافًا لهم، فإنني أستخدم البيانات الموجودة في تقديم هذه الحالة. إن التفنيد والمحاسبة الأكثر جدية وتفصيلاً من قبل العلماء المذكورين أعلاه أمر يستحق الثناء ويجب أن يكون قراءة أساسية خاصة لأي مؤيد للديمقراطية الليبرالية، وليس فقط لليساريين الذين يحترمون أنفسهم. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمناقشات اليومية حول السياسة، فإن هذا التكتيك الأكاديمي يبدو أكثر فعالية في الوصول إلى اليساريين الآخرين وربما القلة نسبيا الذين لا يرتبطون عاطفيا بالوضع الراهن الرأسمالي أو وجهات النظر العالمية الأكثر تعصبا (مثل النازية) والذين لديهم الوقت للتحقيق في مشكلة ما وتكريس أنفسهم للتفكير فيها.

المشكلة هي أن الأجهزة الرئيسية للاتصال الجماهيري وشروط ومعايير النقاش (على سبيل المثال، عدم تكافؤ وقت البث أو مساحة النص، والحجج الصوتية التي تفضل أولئك الذين يدعمون الأيديولوجيات السائدة، وما إلى ذلك) هي في أيدي أولئك الذين يجب سحق مصالحهم. أي شكل من أشكال الاشتراكية، بما في ذلك الشيوعية على وجه الخصوص. بالنسبة للاشتراكيين من أي قطاع (وأنا أشمل الاناركيين بهذا المعنى) للتغلب على هذا الحاجز الهائل، لا بد من الاستيلاء على وسائل الإنتاج الإعلامي (وهو ما يعني أيضًا الانتشار). في ظل الظروف الحالية، لا يقدم سوى عدد قليل من وسائل الإعلام الحكومية في البلدان المهمشة (مثل كوبا وفنزويلا) فرصًا للوصول إلى الأغلبية داخل بلد ما، وبحجج تفضح الدعاية الرأسمالية التي تعزز ما ينبغي أن يكون حقائق منزلية-مشاعة حول أهوال الرأسمالية والسوق الحرة للديمقراطيات (الليبرالية). وهذا هو السبب الذي يجعل اليساريين يجب أن يتوقفوا عن تعزيز الدعاية المناهضة للشيوعية، بغض النظر عما يعتبرونه دولًا اشتراكية اسميًا مثل الاتحاد السوفييتي.

كما ذكر أعلاه، هناك العديد من الطرق لتقويض معاداة الشيوعية. فمن ناحية، فإن إرجاع الموت الجماعي إلى مجموعة من المبادئ أو الأفكار (الشيوعية) يشكل شكلاً من أشكال الفتشية (التي هبي تعبير عن اخصاء جنسي بعرف فرويد والتحليل النفسي. ط.ا ) الذي من شأنه أن يبرئ أولئك الذين ارتكبوا الفظائع. ففي نهاية المطاف، قام أفراد من دول حلف شمال الأطلنطي بقصف آخرين حتى الموت باسم حقوق الإنسان منذ وقت ليس ببعيد، كما حدث في العراق ويوغوسلافيا. إن تسمية أيديولوجية حقوق الإنسان بالمسؤولية عن أعمال القتل الجماعي هذه تبدو غير مناسبة إلى حد ما إذا كان المرء مهتماً بمحاسبة القتلة على الضرر الذي تسببوا فيه.
( وماذا عن حرب الابادة الحماعية الآن بحق شعب غزة وفلسطين من قبل اسرائيل والولايات المتحدة وباسناد دول مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا!؟)

هناك خيار آخر لمواجهة معاداة الشيوعية، وهو الإشارة إلى أن الشيوعية، إذا كان المرء جادًا بشأن جوهر الفلسفة السياسية، تهدف إلى تحقيق مجتمع مساواتي خالٍ من الطبقات والدولة. وهذا يعني أن مناهضي الشيوعية يريدون شيئًا آخر (يجب عليهم توضيحه) أو العكس، وهو مجتمع طبقي قائم على الدولة وغير متكافئ.

هناك استراتيجية أخرى تتمثل في الإشارة إلى أن الأنظمة التي يطلق عليها "الشيوعية" لم تكن شيوعية على الإطلاق. وبالطبع لم يكونوا كذلك. لا يمكن أن يكونوا كذلك. منذ ستينيات القرن التاسع عشر على الأقل، ناضل الاشتراكيون، بما في ذلك الفوضويون، من أجل تحقيق نظام اجتماعي بلا طبقات ولا دولة. وقد أطلق عليه اسم الشيوعية أو اللاسلطوية-الاناركية، وهو هدف نهائي يتضمن أساليب متباينة على نطاق واسع مع بعض الاختلافات في جوهر اللاطبقية واضمحلال-الغاء الدولة. ومع ذلك، فإن "الدولة الشيوعية" بهذا المعنى السياقي التاريخي هي عبارة عن تناقض لفظي. وينبغي لليساريين، من بين كل الناس، أن يكونوا مطلعين وحساسين على هذا الجانب الأساسي من التاريخ الاشتراكي والدوافع التأسيسية للحركات الشيوعية. هذا إلى جانب الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن الحكومات التي ترأسها الأحزاب الشيوعية أطلقت على بلدانها اسم الديمقراطيات الشعبية أو الدول الاشتراكية، من بين الأوصاف الأخرى التي لم تدعي أي تحقيق للشيوعية خلال وجودها. إن كان هناك أي شيء، فهو أولئك الذين يتمسكون بالمفاهيم التقليدية لاشتراكية الدولة الذين لديهم بعض التوضيح للقيام به.

ومن ناحية أخرى، فإن أغلب الناس في دول مثل أستراليا، والولايات المتحدة، واليابان، وكندا، أو داخل الاتحاد الأوروبي، يرتدون عباءة الديمقراطية. ولذلك، يجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية عن جميع الوفيات الناجمة عن نظامهم العزيز. ربما في يوم من الأيام سيُجبرون على القيام بذلك، أو الأفضل من ذلك، أنهم سيكتشفون أخيرًا طرقهم الخاطئة للغاية. في الوقت الحالي، يبدو هذا الأمر غير مرجح إلى حد كبير. ومن أجل تراكم رأس المال، يسود التجاهل بين الطبقات الحاكمة على مدى عقود من الزمن، حيث تحدث مئات الآلاف من الوفيات سنويًا بسبب تلوث الهواء الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري وما يترتب على ذلك من كارثة مناخية متفاقمة.
Climate change, air pollution and noncommunicable diseases
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30728622/
و
The Imperative for Climate Action to Protect Health
https://www.nejm.org/doi/10.1056/NEJMra1807873
و
Ambient air pollution: A global assessment of exposure and burden of disease
https://scholar.google.com/scholar?hl=en&q=WHO.+2016.+Ambient+Air+Pollution%3A+A+Global+Assessment+of+Exposure+and+Burden+of+Disease.+Geneva%3A+World+Health+Organization.

لقد أعاد الرأسماليون ومنفذوهم السياسيون في الآونة الأخيرة التأكيد على القيمة المتفوقة للأرباح وسلطتهم السياسية والاقتصادية على صحة غالبية الناس. وتوفي نحو مليوني شخص بسبب كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم حتى الآن. ويُعزى هذا بشكل مباشر إلى الشركات التي تدفع الربحية إلى الغابات الاستوائية وتعرض العمال للأمراض الحيوانية المنشأ بينما تقوض الصحة العامة وتؤدي بلا هوادة إلى تآكل وإجهاض توفير الرعاية الصحية في كل مكان تقريبًا.
Dead epidemiologists: On the origins of COVID-19
https://scholar.google.com/scholar_lookup?hl=en&publication_year=2020&author=Rob.+Wallace&title=Dead+Epidemiologists%3A+On+the+Origins+of+COVID-19

هذه أمثلة على العلاقات الرأسمالية العادية والطبيعية، والتي تشمل الاستعدادات المستمرة لشن الحرب للحفاظ على تراكم رأس المال أو تأمينه. لقد تجاوز عدد القتلى المرتبطين بالحرب في الرأسمالية حتى الآن 150 مليون شخص منذ عام 1914. والحروب التي تشنها الحكومات الديمقراطية الليبرالية ــ النماذج التي نصبت نفسها ك"راعية" للحقوق والحريات ــ مسؤولة وحدها عن ما لا يقل عن 54 مليون حالة وفاة خلال الفترة 1914-1992، وأكثر من وفاة مليونين آخرين منذ ذلك الحين. ولا توجد حتى الآن نهاية في الأفق لموجات القتل الجماعي غير المقيدة التي ترتكبها ديمقراطيات السوق الحرة. ومع ذلك، فإن هذه تقديرات صارخة للقدرة القاتلة للرأسمالية التي لا مثيل لها.

إن اليساريين الذين يعترضون على الشيوعية لن يتمكنوا من إحداث أي تأثير ولو ضئيل على آلة القتل الرأسمالية من خلال إعادة إنتاج الدعاية المناهضة للشيوعية. إنهم يساعدون فقط في تكثيف التهديد المتمثل في التشريعات المناهضة للشيوعية المزدهرة وأعمال الشوارع الفاشية ضد اليسار ككل. وغني عن القول أن الإشارة إلى الطبيعة الأكثر فتكاً للرأسمالية، والنظام الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية، لا يعفي من التقييم النقدي للدول الاشتراكية. لكن انتقاد اشتراكية الدولة هو مجرد سفسطة عندما يساهم في تعزيز الأيديولوجية الرأسمالية.
دعونا إذن نعيد تنظيم صفوفنا ونناضل من أجل مساواة لا طبقية يمكن الدفاع عنها بيئيًا قبل أن يمحو الرأسماليون معظم البشرية والكائنات الأخرى في جحبم عالمي آخر أو ببساطة عن طريق إدارة أعمالهم المعتادة
------------
المقالة
Anti-Communism and the Hundreds of Millions of Victims of Capitalism
https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10455752.2021.1875603